منصة الرسائل تتحول إلى منصة إعلانية: اعلانات واشتراكات مدفوعة، ماذا تخطط ميتا لواتساب؟

2 د
أكدت شركة "ميتا" إدخال الإعلانات التجارية في واتساب قريباً.
ستظهر الإعلانات في خانة "التحديثات" وتبويب "القصص" والقنوات.
أتاحت ميتا خيار الاشتراكات المدفوعة في قنوات البث لدعم أصحاب القنوات مالياً.
تستهدف ميتا بالأساس الهند والبرازيل للتحسين الاقتصادي والنمو في واتساب.
تهدف ميتا لدفع استثماراتها في الذكاء الاصطناعي باستخدام أرباح واتساب المتوقعة.
تعودنا جميعاً منذ سنوات على استعمال تطبيق واتساب للمحادثات اليومية والتواصل مع الأحباب والأصدقاء، من دون أن تظهر لنا أي إعلانات تجارية تزعج استخدامنا اليومي. لكن يبدو أن هذا الأمر على وشك أن يتغير بشكل كبير، بعد مفاجأة أعلنتها شركة "ميتا" المالكة للتطبيق مؤخراً.
في خطوة من شأنها تغيير تجربة المستخدم جذرياً، أكدت شركة "ميتا" أنها قررت إدخال الإعلانات التجارية إلى تطبيق واتساب في الفترة القادمة، خاصة ضمن خانة "التحديثات" التي يتصفحها يومياً أكثر من مليار ونصف مستخدم حول العالم. كما قد تظهر هذه الإعلانات بشكل عرضي في تبويب "القصص" (Status) والقنوات، ما يعني أننا قريباً سنجد علامات تجارية وشركات تعلن عن منتجاتها وخدماتها خلال التمرير في التطبيق.
ولا تقتصر هذه الخطة الجديدة لـ"ميتا" فقط على الإعلانات، إذ كشفت الشركة أيضاً عن إتاحة خيار الاشتراكات المدفوعة في قنوات البث، مانحة أصحاب هذه القنوات مساحة لإنشاء مصادر دخل خاصة بهم. المميز هنا أن ميتا لن تحصل على أي عمولة من تلك الاشتراكات خلال المرحلة الأولى لإطلاق هذه الخدمة، مما يساعد أصحاب القنوات على تنمية جمهورهم وتعزيز دخلهم بشكل أوضح.
وهذه الخطوة، تأتي ضمن خطة استراتيجية أوسع وضعتها ميتا لتعزيز استثماراتها الضخمة والمتنامية في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي وعدت الشركة بتخصيص مليارات الدولارات لها في السنوات القادمة. إذ تعوّل ميتا بشكل كبير على نمو واتساب ورفع أرباحه ليصبح محركاً أساسياً قادراً على دعم هذه الاستثمارات الطموحة.
أما عن الأسواق التي تستهدفها ميتا بشكل خاص حين تنفيذ هذه التغييرات، فتأتي الهند والبرازيل في مقدمتها، لكون واتساب في هاتين الدولتين أداة رئيسية في حياة السكان الرقمية والتجارية. هذا يوضح بصورة أكبر أهمية هذه الخطوة لشركة ميتا على المدى البعيد، حيث تمثل الأسواق الجديدة والمتنامية فرصاً ذهبية لزيادة الأرباح وإنجاح هذه الخطوة.
مع ذلك، يبقى من الممكن تحسين المقال الإخباري عبر إضافة ربط أوضح بين خطوة الإعلانات والتأثير المحتمل لها على تجربة المستخدم اليومية، كما قد يكون استبدال بعض الكلمات مثل "مفاجأة" بمصطلح آخر أكثر حيادية ملائماً لتغطية محايدة وصحفية بشكل أفضل، مع تضييق التركيز قليلاً على الجوانب التقنية ودورها في نجاح هذه المبادرة.
يبقى الآن أمامنا الانتظار لمشاهدة كيفية استجابة المستخدمين وردود الأفعال، وهل سينجح واتساب - التطبيق الذي اعتاد مستخدموه على الخصوصية والبساطة - في احتضان هذا النموذج الاقتصادي الجديد، أم أن الأمر سيخلق تحديات أكثر تعقيداً لـ "ميتا" في المحافظة على رضى الجمهور؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذه الأسئلة المثيرة.