ذكاء اصطناعي

هواوي تتحدى العقوبات الأميركية: إطلاق حواسيب محمولة جديدة بمعالجات إنتل يثير الغضب في واشنطن

مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

أطلقت هواوي جهاز MateBook X Pro بمعالج إنتل المتطور Core Ultra 9.

عبر النواب الأميركيون عن غضبهم ويثيرون مسألة وصول التقنية الأميركية لهواوي.

وُضعت هواوي على القائمة السوداء عام 2019 لاتهامها بانتهاك العقوبات على إيران.

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وأعادت إشعال التوترات السياسية بين الولايات المتحدة والصين، كشفت شركة هواوي مؤخراً عن إصدار جديد من جهازها المحمول MateBook X Pro الذي يعمل بمعالج متطور من شركة إنتل الأميركية. هذا الإعلان لم يمر مرور الكرام في واشنطن، بل أعاد فتح ملف العقوبات الأميركية ومدى فاعليتها في عالم تترابط فيه المنظومات التقنية العالمية بشكل وثيق.

الجهاز الجديد من هواوي مزود بمعالج Core Ultra 9، وهو أحد المعالجات الحديثة التي طورتها شركة إنتل، ما دفع عدداً من نواب الكونغرس الأميركي للتساؤل بغضب عن كيفية استمرار وصول التكنولوجيا الأميركية للشركة الصينية رغم وجود حظر رسمي. النائبان الجمهوريان مايك غالاغر ومايكل ماكول كانا في مقدمة من انتقدوا هذا الأمر، معتبرين أن ذلك يمثل تهديداً محتملاً للأمن القومي الأميركي، وطالبوا بمساءلة واضحة وعلنية عن أسباب استمرار هذه الشراكة.

ويعيدنا هذا النقاش إلى عام 2019، عندما وضعت إدارة الرئيس دونالد ترامب الشركة الصينية على القائمة السوداء للتجارة الأميركية بعد اتهامات بانتهاك العقوبات المفروضة على إيران. وبموجب هذا الإدراج، أصبحت الشركات الأميركية ممنوعة من تصدير التكنولوجيا المتقدمة لهواوي إلا في حالات استثنائية تتطلب تراخيص خاصة من واشنطن.

وفي ظل هذه التطورات، من الضروري ملاحظة أن إدارة ترامب سابقاً وافقت بالفعل على إصدار ترخيص خاص يسمح بتوريد معالجات إنتل لهواوي، خصوصاً تلك المستخدمة في الأجهزة الاستهلاكية مثل الحواسيب المحمولة. هذه الأمور، التي كانت مثيرة للجدل منذ البداية، عادت الآن إلى الواجهة مع إطلاق الشركة الصينية لجهازها الجديد بهذه المعالجات المتطورة.

واللافت أيضاً أن هواوي لم تتوقف عند هذا الأمر، ففي العام الماضي أعلنت الشركة عن هاتف ذكي مزود بمعالج متقدم بتقنية 7 نانومتر المصنوع من الشركة الصينية SMIC، والتي تخضع هي الأخرى لقيود أميركية. هذه الخطوة اعتُبرت تحدياً واضحاً لجهود واشنطن التي تهدف للحد من تطور الصين في مجال تصنيع الشرائح الإلكترونية المتقدمة، وهنا تتزايد الشكوك والتساؤلات حول إمكانية استغلال هواوي للوائح المنظمة وتجاوزها الحدود المرسومة بفعل الحظر الأميركي.

ذو صلة

وانطلاقاً من هذه النقطة تحديداً يأتي السؤال الأوسع: ما الذي يعنيه قيام هواوي المستمر بإنتاج أجهزة تنافس بقوة كبرى العلامات التجارية العالمية بالرغم من العقوبات؟ إن إطلاق MateBook X Pro لا يشير فقط إلى مقدرة هواوي التقنية العالية، بل يرمز كذلك إلى الصراع القائم بين الابتكار الحضاري والتنافس الجيوسياسي بين قوتين عالميتين عملاقتين.

في النهاية، تبرز قصة MateBook X Pro التي أزاحت هواوي الستار عنها مؤخراً لتفتح جدلاً لا يبدو قريباً من الانتهاء حول السيادة التقنية وحدود التعاون العالمي. وكما هو الحال دوماً، يبقى المستخدم هو العنصر الأكثر تضرراً، ليطرح بدوره السؤال الأهم: من الذي يملك حقاً مفتاح مستقبل الابتكارات التكنولوجية—هل هي السياسة ومنطق القوة، أم منطق العلم والتعاون المفتوح بين الأمم؟ وربما هنا، وكاقتراح بسيط لإضافة عمق أكبر للموضوع، قد يكون من المفيد في المستقبل ربط هذه الصراعات الجيوسياسية بتأثيراتها المباشرة على المستهلك العادي لتوضيح أهمية هذه التحولات التقنية على حياتنا جميعاً.

ذو صلة