هدنة جمركية بين أميركا والصين لـ 90 يوم… ومليارات تتدفق إلى جيوب بيزوس وماسك وزوكربيرغ

 شهدت أسواق المال العالمية، يوم الإثنين، ارتفاعاً قوياً على وقع أخبار إيجابية حول الهدنة التجارية الجديدة بين الولايات المتحدة والصين؛ وهي خطوة وصفها المستثمرون بالسيناريو المثالي الذي طال انتظاره. هذا التحول الكبير أدى إلى تعزيز ثروة العديد من كبار المليارديرات الأمريكيين – أبرزهم جيف بيزوس وإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ – بزيادة تجاوزت 40 مليار دولار في يوم واحد فقط.

وتأتي هذه الانتعاشة بعد أن توصل مسؤولون أمريكيون وصينيون في جنيف إلى اتفاق مؤقت يستمر لمدة 90 يوماً، تقرر خلاله تخفيف حدة الرسوم الجمركية بشكل كبير. وخفضت الولايات المتحدة رسومها الجمركية من 145% إلى 30% على المنتجات الصينية، فيما قلّصت الصين بدورها رسومها من 125% إلى 10% على البضائع الأمريكية. ويشكل هذا الاتفاق أوضح إشارة حتى الآن على تراجع الطرفين عن حدة المواجهة التجارية التي ظلت تؤرق الاقتصاد العالمي في الأشهر الأخيرة.

وبالفعل، بمجرد إعلان هذه التهدئة، ارتفعت مؤشرات الأسهم العالمية بطريقة ملفتة، حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 3%، وتبعه مؤشر داو جونز الأمريكي بزيادة قدرها 2.8%، بينما قفز مؤشر ناسداك للأسهم التكنولوجية بنسبة 4.4%، محققاً أعلى مستوياته منذ فبراير الماضي.

ومن المنطقي أن تقود شركات التكنولوجيا الكبرى هذا الصعود، خصوصاً مع العلاقات التجارية المتشابكة لتلك الشركات مع السوقين الأمريكي والصيني. فعلى سبيل المثال، قفز سهم عملاقة التجارة الإلكترونية "أمازون" بنسبة 8%، وسهم شركة أبل بنسبة 6%، وصعدت تسلا بحوالي 7% ليتجاوز تقييمها السوقي حاجز تريليون دولار أمريكي للمرة الأولى منذ فبراير الماضي؛ في حين حققت أسهم ألفابت (3%) وميتا (8%) ومايكروسوفت (2%) ارتفاعًا هامًا أيضًا.

هذا الصعود القوي عزز بشكل كبير ثروات أبرز قادة شركات التكنولوجيا الأمريكية. فالملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وأغنى رجل في العالم حالياً، حقق مكاسب قاربت 11 مليار دولار، لترتفع ثروته إلى 407 مليارات دولار. أما جيف بيزوس مؤسس أمازون، فقد ازداد 14 مليار دولار إلى رصيده، بينما كانت الزيادة الأكبر من نصيب مؤسس ميتا مارك زوكربيرغ بـ16 مليار دولار إضافية.

ويسلط المحللون الضوء على هذا التطور معتبرين أنه نجاح كبير للسوق الأمريكي وشركاته التكنولوجية، إذ وصف المحلل دان آيفز من مؤسسة ويدبوش المالية هذه التطورات بأنها "سيناريو الأحلام" بالنسبة لقطاع التكنولوجيا الأمريكي. وعلى الجانب الآخر، شهدت الملاذات المالية الآمنة – مثل الذهب والسندات الأمريكية – هبوطًا واضحًا مع توجه المستثمرين نحو الأصول الأكثر مخاطرة وتفاؤلاً.

وفي الواقع، تبدو هذه الخطوة إشارة واضحة تفيد بأن واشنطن وبكين باتتا تدركان أن الحلول الوسيطة وخفض التصعيد يحققان منافع متبادلة وأفضل للاقتصاد العالمي بشكل عام. ونتيجة ذلك، استعادت أسواق الأسهم زخماً إيجابياً بفارق واضح عن الذعر الذي ساد بداية العام مع فرض الرسوم الجمركية العالية بشكل حاد.

وبينما تستمر هذه الهدنة لمدة 90 يوماً فقط، فإن السوق ينتظر المزيد من المفاوضات ويطمح المستثمرون إلى تمديد هذا التفاهم أو تحسين شروطه مستقبلًا. وربما من المفيد إضافة بعض الإشارات حول التأثير بأنه قد يشجع قادة البلدين لأجل التعاون المستمر أو توجيه السوق للاستفادة طويلة الأجل. كما يمكننا استخدام تعبيرات أكثر حيادية عند الحديث عن أسماء المليارديرات لضمان توازن المحتوى بشكل دقيق ومعتدل. في نهاية المطاف، يبقى انتعاش أسواق الأسهم اليوم خبراً ساراً للجميع، حيث يمنح فترة التعافي الاقتصادي دفعة متجددة من الثقة والتفاؤل.