ذكاء اصطناعي

آبل تستكشف تقنيات الروبوتات مع التركيز على التفاعل البشري واحتمال إطلاق منتج بحلول 2028

فريق العمل
فريق العمل

4 د

تستكشف آبل مجال الروبوتات البشرية وغير البشرية ضمن مشروع بحثي، مع احتمالية إطلاق منتج بحلول عام 2028.

تركز أبحاث الشركة على كيفية تفاعل المستخدمين مع الروبوتات، وليس فقط على تصميمها الخارجي.

تشير التسريبات إلى إمكانية تطوير روبوت منزلي ذكي مزود بذراع ميكانيكية بدلاً من روبوت بشري كامل.

يواجه سوق الروبوتات البشرية تحديات كبرى تتعلق بالتكلفة والموثوقية، مما قد يؤخر تبني هذه التكنولوجيا على نطاق واسع.

في تطور قد يعيد تشكيل مستقبل الأجهزة الذكية، كشفت تقارير حديثة أن شركة آبل تعمل على تطوير روبوتات ذكية بأشكال مختلفة، من بينها روبوتات بشرية (Humanoid) وأخرى غير بشرية. هذه المعلومات تأتي وفقًا لما أفاد به المحلل التقني الشهير مينغ-تشي كو، الذي لطالما كان مصدرًا موثوقًا فيما يتعلق بتوجهات آبل المستقبلية.


أبحاث آبل تمهد الطريق لدخول سوق الروبوتات

تزامن الكشف عن هذه المعلومات مع نشر ورقة بحثية حديثة من آبل تستعرض كيفية تفاعل البشر مع الروبوتات غير البشرية، مثل تصميم مستوحى من مصباح بيكسار الشهير. وبينما تلمّح هذه الورقة إلى إمكانية تطوير روبوتات للمستهلكين مستقبلاً، إلا أنها في الوقت الحالي تمثل دراسة بحثية أولية أكثر من كونها مشروعًا تجاريًا جاهزًا للإطلاق.

ويشير كو إلى أن هذا العمل لا يزال في مراحل "الإثبات المبكر للمفهوم"، مشيرًا إلى أن المشروع قد يواجه مصيرًا مشابهًا لمشروع سيارة آبل الذي تم التخلي عنه في مراحله الأولية. ووفقًا لتحليل كو، فإن 2028 هو أقرب توقيت محتمل للإنتاج الضخم لأي منتج روبوتي من آبل، في حال قررت الشركة المضي قدمًا في المشروع.


شفافية غير معتادة من آبل في مجال الروبوتات

على عكس مشاريعها الأخرى، التي تُبقي عليها آبل في سرية تامة حتى موعد الإطلاق، يبدو أن مجال الروبوتات يفرض مستوى من الشفافية على الشركة، نظرًا لطبيعته البحثية التي تتداخل مع جهود الجامعات والمختبرات التقنية حول العالم.

وفي ظل صعوبة توظيف المواهب المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يبدو أن نشر أبحاثها علنًا يعدّ وسيلة ذكية لاستقطاب المهندسين، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الكفاءات التقنية في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي.


ما نوع الروبوتات التي تعمل عليها آبل؟

أحد أبرز الأسئلة التي تطرح نفسها هو ما إذا كانت آبل ستتجه نحو تطوير روبوتات بشرية بالكامل، أم أنها ستركز على تصاميم مختلفة تتناسب مع الاستخدامات المنزلية؟ يشير كو إلى أن آبل تهتم أكثر بكيفية تفاعل المستخدمين مع الروبوتات بدلاً من التركيز على شكلها الخارجي، ما يوحي بأن الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار ستكون العوامل المحورية في هذا المشروع.

ويضيف أن استخدام مصطلح "غير بشري" في الورقة البحثية لا يعني استبعاد الروبوتات البشرية تمامًا، بل قد يكون وسيلة للتمييز بين مشاريع متعددة داخل الشركة. ففي الوقت الحالي، يبدو أن آبل تتبنى نهج التجربة والتطوير، حيث تختبر تصاميم تتراوح بين الأنظمة البسيطة إلى الروبوتات المتقدمة ذات الشكل البشري.


هل سيكون الروبوت جزءًا من النظام الذكي للمنزل؟

يصف كو المشروع بأنه جزء من "نظام المنزل الذكي المستقبلي"، مما يعني أن آبل قد تطور روبوتًا مساعدًا للمنزل، مثل شاشة ذكية مزودة بذراع آلية، بدلاً من إطلاق روبوت بشري بالكامل في المرحلة الأولى. وقد ذكرت بعض التسريبات أن آبل قد تتجه إلى تطوير جهاز آلي منزلي مزود بقدرات ميكانيكية محدودة، وهو سيناريو أكثر واقعية مقارنة بإطلاق روبوت قادر على أداء المهام المنزلية المعقدة مثل طيّ الملابس.


منافسة قوية وتحديات كبيرة

تشهد صناعة الروبوتات البشرية سباقًا محمومًا، مع شركات مثل 1X و Figure و Apptronik التي تعمل على تطوير روبوتات صناعية وتأمل في توسيع نطاق استخدامها إلى المنازل. ولكن هناك تحديات كبيرة تواجه هذا المجال، أبرزها التكلفة العالية والتعقيد التقني.

إذا كان سعر نظارة Vision Pro الذي بلغ 3499 دولارًا قد شكّل صدمة للمستهلكين، فإن أسعار الروبوتات البشرية المنزلية الأولية قد تكون أعلى بكثير. في الوقت الحالي، تسعى الشركات إلى خفض التكاليف من خلال الإنتاج الصناعي واسع النطاق، لكن هذا سيستغرق سنوات عديدة قبل أن يصبح الروبوت المنزلي في متناول الجميع.


استراتيجية حذرة من آبل في دخول السوق

ذو صلة

بعد فشل مشروع السيارة الذكية وتعثر إطلاق Vision Pro وتحديات مشروع Apple Intelligence، يبدو أن آبل تتبنى نهجًا حذرًا في تعاملها مع الروبوتات. فرغم أن الشركة نجحت في إعادة تعريف فئات المنتجات التقنية من قبل، إلا أن تاريخ سوق الروبوتات المنزلية مليء بالإخفاقات، وهو ما يجعل آبل أكثر تأنّيًا في اتخاذ قراراتها.

ما يمكن تأكيده في الوقت الحالي هو أن آبل تعمل بنشاط على استكشاف تقنيات الروبوتات. ولكن ما إذا كانت ستطلق منتجًا استهلاكيًا ناجحًا أم لا، فهو أمر سنحتاج إلى الانتظار عدة سنوات لمعرفة إجابته.

ذو صلة