ذكاء اصطناعي

أضخم كائن حي على وجه الأرض… يؤكل حيا وببطء مرعب 😔😔

أضخم كائن حي على وجه الأرض… يؤكل حيا وببطء مرعب 😔😔
دعاء رمزي
دعاء رمزي

3 د

يعيش كائن عملاق يُعرف باسم "باندو" في جبال واساتش غرب أمريكا.

"باندو" هو غابة مكوّنة من 47 ألف جذع مستنسخ جينياً ومرتبط بنظام جذري واحد.

يواجه "باندو" تحديات بسبب الحيوانات البرية التي تقيد انتشار السيقان الجديدة.

الأمراض النباتية والتغير المناخي يشكلان تهديدات إضافية لصحة "باندو".

تسعى جهود العلماء ومنظمات البيئة لحماية هذا الكائن الطبيعي الفريد للأجيال المستقبلية.

في جبال واساتش الساحرة غرب الولايات المتّحدة، وتحديداً على منحدرات مطلّة على بحيرة فيش ليك الجميلة، يعيش كائنٌ عجيب يُعرف باسم "باندو". هذا الكائن، الذي يبدو للوهلة الأولى كغابة طبيعية من آلاف الأشجار ذات القشرة البيضاء المميّزة، هو في الواقع كائن حيّ واحد عملاق يمتد عبر شبكة ضخمة من الجذور المشتركة.

قد تظن للوهلة الأولى أنك تمر من بين أشجار منفصلة، لكن الحقيقة أنك تسير بين 47 ألف ساق وجذع مستنسخة جينياً تنمو جميعاً من root-system واحد، أي من نظام جذري مشترك. تزن هذه الأشجار مجتمعة حوالي 6 آلاف طن متري، مما يجعل "باندو" أكبر كائن حي على وجه الأرض من حيث الكتلة.

ولكن لماذا يُطلق عليه اسم "باندو"؟ الكلمة مشتقة من اللغة اللاتينية، وتعني "أنا أنتشر"، في إشارة مدهشة إلى طريقته في النمو عبر انتشار جذوره الهائلة التي تطلق سيقاناً جديدة على المناطق المفتوحة مع كل شعاع من ضوء الشمس يخترق الأشجار القديمة. وهذا النموذج تحديداً هو ما يمنح الغابة الاستمرارية والحياة لآلاف السنين، فقد يُعمّر الجذع الواحد من هذه الأشجار حوالي 130 عاماً، لكن الكائن بأكمله يمتد لفترات أكثر بكثير، تصل ربّما إلى حوالي الـ 14 ألف سنة.

بالرغم من هذه الحيوية الكبيرة لـ"باندو"، ما زال الكائن يواجه تحدّيات حقيقية اليوم. أخطر هذه التحدّيات يتمثل في التهامه التدريجي من قبل حيوانات برية مثل الغزلان والأيائل، التي تتجول وتتجمع بكثرة في المنطقة لقلة حيوانات مفترسة طبيعية، مثل الذئاب وأسود الجبال، التي كانت تسيطر على هذه القطعان وتعزز توازناً طبيعياً مريحاً لغابة باندو.

هذا التجمّع الحيواني منع التجدد الطبيعي والسيقان الصغيرة الجديدة، لأن هذه الحيوانات غالباً ما تأكل وتلتهم السيقان الجديدة الطرية، والتي بدورها تعجز عن النمو. ومن هنا تلاحظ في بعض المناطق ندرة بالغة في نمو جديد، باستثناء منطقة صغيرة تم تطويقها بسياج خاص قبل عقود، فتمكنت المنطقة من التعافي بصورة ملفتة، مُقدّمة مشهداً مدهشاً يشبه "حديقة خيزران" مصغرة بين أشجار باندو.

ورغم أهمية التهديد الحيواني الكبير المذكور، يبدو أن الأخطار الأخرى تلعب أيضاً دوراً في صحة هذه الغابة العملاقة. فهناك أمراض نباتية مثل التقرح الأسود والفطريات المُعدية التي تدمّر سيقان الأشجار القديمة. ومع أن الأمراض النباتية موجودة منذ آلاف السنين، لكن غياب التجدد النباتي الذي ذكرناه سابقاً يجعل الموقف اليوم أصعب وأخطر بكثير.

ويبقى التهديد الأخطر والأوسع هو التغير المناخي، فارتفاع درجات الحرارة والجفاف الطويل وحرائق الغابات المتزايدة، كلها عوامل تضغط بشدة على نظام الغابة الحسّاس. ومع صعوبة الحصول على مياه كافية من بحيرة فيش المجاورة، التي لا تصل إليها جذور "باندو"، تصبح إمكانية التكيف لهذه البيئة الطبيعية صعبة فعلاً خلال السنوات المقبلة.

ذو صلة

ومع ذلك، لا يسود التشاؤم بالكامل. فقد أثبت "باندو" تاريخياً صموداً ملفتاً في وجه تقلبات الزمن وتحديات البيئة مثل الأمراض والجفاف وحتى الاستيطان البشري خلال أجيال عديدة. ومع جهود العلماء حالياً لفهم ودراسة بقاء "باندو"، ودور منظمات حماية البيئة مثل "جمعية أصدقاء باندو"، التي تسعى للتوعية وحماية البيئة الطبيعية هناك، يبدو أن الأمل موجود للحفاظ على هذا الكائن المذهل للأجيال القادمة.

وفي النهاية، يذكرنا تأمل هذا الكائن العملاق بأن مسؤولية حماية الطبيعة والكائنات الاستثنائية تقع على عاتقنا جميعاً. فالنظم الطبيعية مثل "باندو" لا تقدّم لنا مساحة للاستمتاع فحسب، بل هي أنظمة حيوية ضرورية لصحة كوكبنا ورفاه حياتنا. وباختيار كلمات أكثر دقة، يمكننا أن نُطلق على باندو ليس مجرد غابة، بل كنزٌ طبيعي نادر يروي قصة صمود الحيّاة وقدرتها المدهشة على المقاومة.

ذو صلة