أوبن إيه آي تستعد لإطلاق نظارات ذكية تعمل بتقنية شات جي بي تي

3 د
تشير تقارير أن OpenAI تفكر في إطلاق نظارات ذكية، مع تغيير موقفها العلني السابق.
الشركة تعاونت مع المصمم الشهير جوني إيف لتصميم أجهزة جديدة، وتفكر في توسع أكبر.
تستقطب OpenAI مهندسين من آبل لتطوير خط كامل من الأجهزة التكنولوجية.
تواجه OpenAI سباقًا مع شركات كبرى مثل ميتا وجوجل وآبل في مجال النظارات الذكية.
في خطوة قد تغيّر مسار سوق الأجهزة الذكية، تشير تقارير جديدة إلى أن شركة OpenAI تفكر جديًا في دخول مجال النظارات الذكية، رغم أن الرئيس التنفيذي سام ألتمان كان قد استبعد هذا الشكل من المنتجات علنًا قبل وقت ليس ببعيد. هذه الأنباء تأتي في وقت يسعى فيه عملاق الذكاء الاصطناعي إلى توسيع بصمته في عالم الأجهزة الملموسة، بعد سنوات من تركيزه على تطوير البرمجيات.
قبل أشهر قليلة، وأثناء مؤتمر “صن فالي”، شوهد ألتمان وهو يرتدي نظارات شمسية بيضاء بعدسات عريضة الجوانب. وعندما سأله الصحفيون إن كانت نظارات ذكية، أجاب بحسم: “لا، لا أحب هذا النوع من الأجهزة”. لكن ما يبدو اليوم هو أن الموقف قد تغيّر أو على الأقل أصبح أكثر مرونة مع التطورات الأخيرة. وهذا التباين بين ما قيل في العلن وما يجري خلف الكواليس يسلّط الضوء على رغبة الشركة في استكشاف كل المسارات الممكنة.
من الشراكة مع جوني إيف إلى ابتكار أجهزة جديدة
في العام الماضي، أعلنت OpenAI عن تعاونها مع المصمم الشهير جوني إيف، العقل الإبداعي وراء العديد من أجهزة آبل. الخطوة شملت الاستحواذ على شركته الناشئة ‘io’ والدخول في شراكة مع فريقه التصميمي “LoveFrom”. حينها، ناقش ألتمان فكرة تطوير جهاز صغير بدون شاشة، يكون بحجم الجيب، ويبتعد تمامًا عن فئة النظارات والأجهزة القابلة للارتداء.
غير أن تقريرًا جديدًا من موقع “ذا إنفورميشن” كشف أن الشركة بدأت باستقطاب مهندسين من آبل لبناء “خط كامل” من الأجهزة الإلكترونية. هذه النقلة تكشف أن الخيارات لم تعد محصورة بجهاز واحد بل قد تشمل مكبر صوت ذكي، مسجّل صوت رقمي، بل وحتى نظارات قادرة على تشغيل ChatGPT. ومن هنا يتضح أن الطموح تجاوز إطار الجهاز الجيبي إلى منظومة متكاملة من الأجهزة.
وهذا يربط بين الشراكة التصميمية مع جوني إيف والتوجه الجديد نحو تصنيع أجهزة استهلاكية قد تغيّر علاقة الجمهور مع الذكاء الاصطناعي.
سباق المنافسة مع عمالقة التكنولوجيا
في المقابل، تتحرك شركات كبرى مثل ميتا، جوجل وآبل بخطوات متسارعة لتأسيس حضور راسخ في سوق النظارات الذكية. فقد تحدث مايكل أبرش، كبير علماء ميتا، في مؤتمر تقني عن دور هذه النظارات في تقديم “ذكاء سياقي” يعتمد على المستشعرات الدائمة لتزويد المستخدم بمعلومات آنية واقتراحات شخصية. وإذا استمر تبني هذه التقنية بسرعة، قد تصبح النظارات واحدة من أبرز أشكال التفاعل مع الذكاء الاصطناعي خلال الأعوام القليلة المقبلة. هذا السيناريو قد يضع OpenAI في موقع متأخر إذا لم تواكب الموجة.
وهذا يربط بين سرعة تبنّي النظارات الذكية في الأسواق وبين المخاطر المحتملة لتأخر دخول OpenAI إلى هذا المجال الحيوي.
موعد الإطلاق المحتمل
مع ذلك، لا يتوقع أن تصل أولى أجهزة OpenAI إلى الأسواق قبل عامي 2026 أو 2027. وهذا يعني أنّ فرصة اللحاق بالمنافسين لا تزال قائمة، لكن سرعة الابتكار في القطاع قد تجعل هذه الفجوة مكلفة. السؤال الأبرز هنا: هل يكون رفض ألتمان السابق للنظارات خطأً استراتيجياً يلاحق الشركة لاحقًا، أم سيكون تراجعه عنها دليلًا على براغماتية وقدرة على التكيّف مع الواقع؟
وهذا يربط بين المواعيد المتوقعة للإطلاق وبين الرهانات الاستراتيجية للشركة في سباق الأجهزة الذكية.
ما بين النفي العلني والخطط الداخلية، تبدو OpenAI اليوم في مرحلة إعادة تقييم لطموحاتها التقنية. دخولها عالم الأجهزة، سواء عبر نظارات ذكية أو أجهزة مكتبية أو محمولة، قد يفتح باباً جديداً لانتشار ChatGPT بشكل يومي وعملي في حياة الناس. لكن التحدي الأكبر يكمن في التوقيت وفي مواجهة عمالقة سبق لهم أن رسخوا أقدامهم في هذا السباق. في النهاية، قرار الشركة قد يحدد ما إذا كان المستخدمون سيعرفونها فقط كمطور للبرمجيات، أم كلاعب متكامل يقدم كلاً من الذكاء الاصطناعي والأجهزة التي تحمله للعالم.