ذكاء اصطناعي

إنهم يأتون من الفضاء؟ إشارات راديوية غامضة تتكرر كل ساعتين تُرصد في نظام نجمي بعيد

فريق العمل
فريق العمل

3 د

تشير إشارات راديوية غامضة من كوكبة الدب الأكبر إلى نظام نجمي ثنائي.

يتكون النظام من نجم قزم أبيض ونجم قزم أحمر صغير يدوران بدورة كل 125.

5 دقيقة.

ينتج تصادم المجالات المغناطيسية للنجوم هذه الإشارات الراديوية المثيرة للاهتمام.

قد يعيد البحث في الإشارات النظر في النظريات الفلكية حول قدرة الأقزام البيضاء.

قد يكشف تحليل النظام المزيد عن الظروف الحرارية والمغناطيسية للنجوم الثنائية.

من أعماق الفضاء الواسع، تأتي إشارات راديوية غامضة تتكرر كل ساعتين، في ظاهرة حيرت علماء الفلك لمدة تزيد عن عقد من الزمن. هذه الأصوات الفضائية التي أثارت اهتمام العلماء، مصدرها منطقة بعيدة في كوكبة الدب الأكبر، وتعكس أنماطاً من النبضات الطويلة التي تستمر لعدة ثوانٍ، في اختلاف واضح عن الانفجارات الراديوية السريعة التي عرفناها سابقاً.

وقد استطاع فريق من العلماء باستخدام تلسكوب "لوفار" الراديوي تحديد المصدر وراء هذه الإشارات الغامضة، والذي اتضح أنه نظام نجمي ثنائي أطلقوا عليه اسم "ILT J1101"، مكون من نجم قزم أبيض مرافق لنجم قزم أحمر صغير. يدور النجمان حول بعضهما في دائرة ضيقة جداً، تكمل دورة كاملة كل 125.5 دقيقة. ومع كل دورة، يُنتج اصطدام مجاليهما المغناطيسيين إشارات راديوية قوية تصل إلى مراصدنا الأرضية.

ويمثل هذا الاكتشاف خطوة فارقة في مجال علوم الفلك. فحتى الآن، اعتقد العلماء أن النجوم النيوترونية فقط هي التي تملك القدرة على إصدار نبضات راديوية طويلة كهذه. إلا أن نتائج الأبحاث الحالية تثبت أن الأنظمة الثنائية التي تحتوي على نجوم مضغوطة أخرى مثل الأقزام البيضاء تستطيع بدورها إنتاج إشارات مشابهة، مما يفتح الباب على مصراعيه لإعادة النظر في النظريات الفلكية السائدة.

ويطرح العلماء حالياً سؤالاً مهماً: هل هذه النبضات الراديوية ناتجة عن المجال المغناطيسي للنجم الأبيض بمفرده، أم أن السر يكمن في التفاعل المغناطيسي بين النجمين؟ وللإجابة عن تساؤلاتهم، تُجرى حالياً المزيد من الدراسات على أنظمة مشابهة لهذا النظام. وبحسب الباحثين، قد تساعد هذه الأبحاث في فك غموض الانفجارات الراديوية السريعة التي تعد إحدى الظواهر الفلكية التي لا تزال أسبابها مجهولة.

هذا الربط بين إشارات الأقزام البيضاء والانفجارات الراديوية قد يدفع إلى دراسة الانبعاثات الفوق بنفسجية في النظام "ILT J1101"، والتي بمقدورها كشف أسرار التاريخ الحراري وظروف النجم القزم الأبيض. ومن خلال استخدام وسائل تقنية أكثر تقدماً، يأمل العلماء في تتبع المزيد من الأنظمة النجمية الثنائية التي تنتج إشارات مماثلة.

ويشير الخبراء إلى أهمية فهم العلاقة بين المجالات المغناطيسية وتفاعلاتها في النجوم الصغيرة والكثيفة. فهذه التفاعلات لا تضيء فقط تفاصيل هذا النظام الفريد، بل تساعد أيضاً في دراسة حالة البلازما المغناطيسية في مناطق أخرى بالكون، إلى جانب إثراء فهمنا لتطور النجوم وأنظمة النجوم الثنائية وظروفها الاستثنائية.

ذو صلة

يؤكد العلماء أن الاكتشافات الجديدة تفتح مجالات واسعة لاستكشاف الكون بأساليب حديثة، ويأملون أن تساهم المراصد المستقبلية الأكثر تطوراً ودقة في إزاحة الستار عن المزيد من الأنظمة المشابهة؛ ومن خلالها التوسع في دراسة هذه النبضات الراديوية الغامضة وفهم آليتها بشكل أفضل.

في النهاية، يذكرنا اكتشاف النظام الثنائي "ILT J1101" بمدى اتساع الكون وغنى ظواهره المدهشة التي ما تزال تنتظر من يهدي إليها الضوء العلمي حول طبيعتها الحقيقية. لكل اكتشاف باب مفتوح يقود إلى أسئلة أكبر وأكثر عمقاً، وبينما يتابع العلماء رحلة البحث والاستكشاف، يبقى الفضاء مكاناً غنياً بالأسرار التي لم تُكشف عنها بعد، واعدة بإثراء فهمنا للكون الواسع الذي نعيش فيه.

ذو صلة