إيلون ماسك يعود إلى مداره المفضل: الفضاء أولًا!

3 د
رفض ماسك التعليق على سياسات ترامب، مؤكّدًا رغبته في الحديث فقط عن مشاريعه الفضائية.
اشتكى من أن وزارة DOGE أصبحت "كبش فداء" لتخفيضات الميزانية، دون تمييز بين ما هو حقيقي أو متخيل.
انتهت تجربة "ستارشيب" بفشل تقني عند العودة، لكنها شكّلت تقدمًا ضمن إستراتيجية "التعلّم عبر الفشل".
أعلن ماسك تقليص مشاركته في الحكومة، لكن ترامب سارع لنفي خروجه، مما يُبقي العلاقة بين الطرفين غامضة.
في مقابلة تلفزيونية حملت طابع الحرج والتوتر، حاول الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة SpaceX، تجنّب الخوض في المسائل السياسية المرتبطة بحليفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مفضّلاً الحديث عن مشاريع الفضاء. المقابلة التي أُجريت ضمن برنامج "CBS Sunday Morning" أظهرت جانبًا إنسانيًا من ماسك بدا فيه وكأنه محاصر بين رغبته في الابتعاد عن السياسة ومسؤوليته المتزايدة في المشهد الحكومي الأمريكي.
بداية متعثرة للمقابلة: "دعونا نركّز على المركبات الفضائية"
بدأت المقابلة بسؤال من الصحفي ديفيد بوغ حول موقف ماسك من سياسات إدارة ترامب، لا سيما القيود المتزايدة على الطلاب الدوليين. فجاء رد ماسك حازمًا:
"أعتقد أننا نريد التركيز على موضوع اليوم، وهو المركبات الفضائية، بدلاً من السياسات الرئاسية." بدا بوغ متفاجئًا من الإجابة، قائلاً إنه أُبلغ بأن "كل المواضيع مفتوحة"، فرد ماسك بنظرة شاردة وكلمة واحدة: "لا… في الواقع لا."
الانتقادات الموجّهة لـ DOGE: "كبش فداء واشنطن"
لكن الحديث لم يخلُ من السياسة بالكامل، فقد علّق ماسك على الجدل المحيط بإدارته لـ "وزارة كفاءة الحكومة" (DOGE)، وهي كيان أنشئ حديثًا بهدف تقليص الإنفاق الفيدرالي وإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية. ماسك أشار إلى أن الوزارة أصبحت هدفًا سهلاً للنقد، قائلاً:
"إذا حصل أي خفض في الميزانية، سواء كان حقيقيًا أم متخيّلًا، فالجميع يحمّل DOGE المسؤولية."
ماسك والإدارة الأمريكية: بين الصمت والمسؤولية
أقر ماسك بصراحة بأنه في وضع "محير"، إذ لا يرغب في معارضة إدارة ترامب علنًا، لكنه لا يريد كذلك تحمّل تبعات كل قراراتها. هذا التردد يعكس موقفًا سياسيًا معقّدًا لرجلٍ اعتاد على اتخاذ مواقف واضحة وحاسمة في عالم الأعمال.
اختبار "ستارشيب": نجاح وانهيار
أُجريت المقابلة قبل تجربة الإطلاق الجديدة لصاروخ "ستارشيب" التابع لـ SpaceX، والتي انطلقت بنجاح، لكنها انتهت بفقدان السيطرة على المركبة عند إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي. رغم الفشل الجزئي، وُصفت التجربة بأنها إنجاز تكنولوجي يُضاف إلى سلسلة التطورات الجريئة في تاريخ SpaceX. تشير هذه الاختبارات إلى منهج الشركة في "التعلم عبر الإخفاق"، حيث يعتبر ماسك أن كل تجربة فاشلة تساهم في بناء قاعدة بيانات تسهم في تحسين المهمات المستقبلية، خصوصًا تلك المرتبطة بالوصول إلى المريخ.
الرابط بين شركات ماسك: "تحسين مصير الحضارة"
حين سُئل ماسك عمّا يوحّد شركاته المتعددة—من تسلا إلى Neuralink وxAI وThe Boring Company—أجاب بأنه يرى في جميعها أدوات لتحسين "المسار المُحتمل للحضارة". هذا المنظور الفلسفي يعكس تطلع ماسك لبناء مستقبل يتجاوز الحواجز الحالية، سواء كانت تكنولوجية أو سياسية.
هل ينسحب ماسك من الحكومة؟
رغم أنه ألمح إلى تقليص مشاركته الحكومية إلى "يوم أو يومين في الأسبوع"، إلا أن ماسك شدد على أن DOGE "ستستمر كطريقة حياة"، وأنه سيظلّ مشاركًا جزئيًا في عملها. لكن بعد المقابلة، أثارت تصريحات ماسك حول قانون الموازنة المدعوم من دونالد ترامب موجة إعلامية، انتهت بإعلان ماسك انتهاء دوره كموظف حكومي خاص. غير أن الرئيس ترامب خرج بتصريح سريع ينفي مغادرته الفعلية، قائلاً إن ماسك "لن يغادر حقًا".
رجل بين عالَمين
تكشف هذه المقابلة عن معضلة حقيقية يعيشها إيلون ماسك: من جهة، هو رجل أعمال طموح يسعى لتغيير وجه الحضارة من خلال التكنولوجيا والفضاء، ومن جهة أخرى، يجد نفسه متورطًا في مشهد سياسي متقلّب لا يتماشى مع نمط تفكيره المبتكر والسريع. وبينما يحاول ماسك التركيز على صواريخه ومشاريعه المستقبلية، يبدو أن السياسة الأمريكية ترفض أن تتركه وشأنه، مما يضعه في مفترق طرق قد يؤثر على كل من طموحاته التجارية وعلاقاته الحكومية.