إيلون ماسك يسيطر على تحديثات حوادث الطيران: مجلس النقل الأمريكي يعتمد على إكس بدلاً من البريد الإلكتروني

في تحول لافت في أساليب التواصل الحكومي مع وسائل الإعلام، أعلن مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي (NTSB) أنه سيعتمد فقط على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقًا) لنشر تحديثاته حول حادثي الطيران اللذين وقعا في واشنطن العاصمة وفيلادلفيا، بدلاً من إرسال التحديثات عبر البريد الإلكتروني كما كان متبعًا سابقًا. وجاء هذا الإعلان يوم السبت عبر الحساب الرسمي للمجلس (@NTSB_Newsroom)، الذي سيستخدم لنشر "المؤتمرات الصحفية والمعلومات المتعلقة بالتحقيقات".

وأوضح المجلس في بيان لاحق أن الصحفيين يمكنهم إرسال استفساراتهم الأخرى عبر البريد الإلكتروني إلى [email protected]، مشيرًا إلى أن القرار يهدف إلى "إدارة الحجم الكبير من الرسائل الواردة بشكل أكثر كفاءة". وأضاف البيان أن فريق العلاقات الإعلامية للمجلس اعتاد بالفعل على استخدام "إكس" للإعلان عن توقيت وموقع المؤتمرات الصحفية، لكنه لا يستطيع الرد على كل طلب فردي يرد عبر البريد الإلكتروني للاستفسار عن تفاصيل هذه المؤتمرات.

ورغم التوضيح، لم يقدّم المجلس أي تفسير حول سبب الاعتماد الحصري على منصة مملوكة لشركة خاصة يديرها إيلون ماسك، وهو ما أثار تساؤلات حول استقلالية المعلومات الحكومية وسهولة الوصول إليها، خصوصًا في ظل الجدل الدائر حول سياسات المنصة في إدارة الأخبار والمحتوى.

من ناحية أخرى، إكس تدخل عالم المدفوعات الرقمية بشراكة مع فيزا لإطلاق X Money هذا يعني توسع انتشار المنصة عالميًا وفي الولايات المتحدة الأمريكية بالتأكيد أيضًا.

يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه المؤسسات الحكومية الأمريكية تغييرات أخرى في سياسات التعامل مع وسائل الإعلام. فوفقًا لتقرير صادر عن NBC News، فإن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قررت إلغاء محطات العمل المخصصة لعدد من كبرى وسائل الإعلام مثل NBC News، ونيويورك تايمز، وNPR، وبوليتيكو، واستبدالها ببرنامج "التناوب السنوي لوسائل الإعلام"، الذي سيفتح المجال لمنصات إعلامية ذات توجهات محافظة مثل One America News Network، ونيويورك بوست، وبرايتبارت. اللافت أن البرنامج يشمل أيضًا موقع HuffPost، على الرغم من أنه لا يملك مراسلًا معتمدًا في البنتاغون.

وبالتوازي مع ذلك، تتعرض وسائل الإعلام الأمريكية لقيود إضافية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، إذ أصدرت لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) أوامر بفتح تحقيقات بشأن مصادر التمويل الخاصة بشبكتي NPR وPBS، ما اعتُبر خطوة جديدة في نهج الإدارة لاستهداف وسائل الإعلام غير الموالية لها.

يثير قرار NTSB الاعتماد على "إكس" تساؤلات حول مدى شفافية المعلومات وسهولة وصول الصحفيين والجمهور إليها، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها منصات التواصل الاجتماعي من حيث الموثوقية وإمكانية التلاعب بالمعلومات. كما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان يمكن للحكومة الفيدرالية أن تعتمد على منصة واحدة فقط، في وقت تتزايد فيه الدعوات لتنظيم دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار الرسمية.