ذكاء اصطناعي

اكتشاف مذهل: اليوم على أورانوس أطول مما كنا نعتقد – ماذا يعني ذلك لمستقبل استكشاف الفضاء؟

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أكدت الأبحاث الجديدة أن اليوم على أورانوس أطول مما كنا نتصور سابقًا.

استغرق أورانوس 17 ساعة و14 دقيقة و52 ثانية لإكمال دورة كاملة حول نفسه.

اعتمد العلماء سابقًا على بيانات مركبة "فوياجر 2" لتحديد مدة اليوم على أورانوس.

ساعدت ملاحظات تلسكوب هابل العلماء على رصد الموقع المغناطيسي لأورانوس بدقة.

يوفر الاكتشاف أداة جديدة لدراسة فترات الدوران للأجرام السماوية الأخرى.

بينما نعتقد عادةً أن حقائق الفضاء والكواكب في المجموعة الشمسية من الثوابت التي لا تتغير كثيرًا، إلا أن الكون لا يزال يمتلك الكثير لمفاجأتنا. اليوم نحن أمام اكتشاف جديد يتعلق بكوكب أورانوس، الذي يبدو أنه يستغرق وقتًا أطول مما كنا نتوقع ليُكمل دورة واحدة حول نفسه - أي أن اليوم على أورانوس أطول مما كنا نعتقد.


كيف بدأ هذا الاكتشاف الجديد؟

جاءت هذه النتيجة بعد قيام مجموعة من العلماء بعرض بيانات جامِعة، حصلوا عليها من عمليات رصد دقيقة قام بها تلسكوب هابل الفضائي على مدى حوالي 11 عامًا، تحديدًا من الفترة ما بين 2011 و2022. وبعد تحليل دقيق، أصبح من الواضح أن أورانوس يحتاج بالضبط إلى 17 ساعة و14 دقيقة و52 ثانية لإكمال دورة كاملة – أي بزيادة مقدارها 28 ثانية عمَّا سجلته مركبة الفضاء "فوياجر 2" التابعة لناسا قبل أربعة عقود تقريبًا.


بيانات فوياجر 2 وتحديات الماضي

ولكي ندرك أهمية هذا الاكتشاف، دعونا نسترجع أول مرة استطعنا بها قياس مدة اليوم على هذا الكوكب الثلجي. في عام 1986، عندما اقتربت المركبة "فوياجر 2" من أورانوس في أول زيارة لها - وتبقى الزيارة الوحيدة حتى هذه اللحظة - جمعت المركبة بيانات حول المجال المغناطيسي لأورانوس وظاهرة الشفق القطبي، وجاءت بنتيجة أشارت إلى دوران أورانوس حول نفسه بزمن قدره 17 ساعة و14 دقيقة و24 ثانية.

اعتمد العلماء آنذاك على قياس الإشارات الراديوية التي تصدرها ظواهر الشفق القطبي في الكوكب، الأمر الذي تسبب في بعض الأخطاء الصغيرة التي تراكمت عبر السنين وأدت في النهاية إلى خطأ في حساب خطوط الطول على أورانوس. هذا يعني أن ما اعتبرناه مقياسًا موثوقًا به في تحديد إحداثيات وخطوط الطول على سطح الكوكب، سرعان ما صار غير دقيق بالمرة بعد سنوات قليلة من مهمة "فوياجر 2".


تلسكوب هابل يقدم الحل

وبفضل جهود العلماء من مرصد باريس بقيادة لوران لامي وباستخدام الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها تلسكوب هابل، تم رصد وتتبع ظواهر الشفق القطبي المتوهجة على سطح أورانوس بدقة عالية جدًا. استمرت عمليات الرصد لأكثر من عقد كامل، وسمحت البيانات التي جُمعت للعلماء بكشف موقع القطب المغناطيسي بدقة عالية، وبالتالي تحديد فترة دوران أورانوس حول نفسه بشكل أكثر دقة وواقعية، وفّر حلًا مستدامًا لمشكلة حساب إحداثيات وخطوط الطول للكوكب.


كيف سيؤثر هذا الاكتشاف على علم الفلك؟

أكد الفريق العلمي أن هذه الطريقة - التي تستخدم تتبع الشفق القطبي على أي كوكب ذي حقول مغناطيسية واضحة - يمكن الآن تطبيقها لجمع بيانات دقيقة عن فترات الدوران للأجرام السماوية الأخرى في نظامنا الشمسي وخارج المجموعة الشمسية أيضًا. بعبارة بسيطة، أصبحت لدينا "أداة جديدة" لتحديد مدة اليوم على كواكب بعيدة عنا وليس فقط أورانوس.

ذو صلة

ويشير الباحثون إلى أن تحديد فترة الدوران بدقة سيساعد في إعداد مخططات خرائط أفضل لسطح أورانوس وأقماره، كما أنه سيكون مفيدًا للغاية في التخطيط لأي بعثات استكشافية مستقبلية تُرسلها وكالات الفضاء نحو هذا الكوكب البعيد.

في النهاية، من المدهش لنا كبشر أن مجرد 28 ثانية إضافية في زمن دوران كوكب قد تكون لها مثل هذه الأهمية الكبرى، وتغير فهمنا المسبق للكون من حولنا. صحيحٌ أننا بعيدون عن أورانوس مسافات شاسعة، ولكن مع التطور العلمي والتكنولوجي المتسارع، أصبحنا قادرين على فهم تفاصيل دقيقة جدًا عن هذه الكواكب، وهذا ما يجعل بقاءنا متشوقين للمزيد من الاكتشافات مسألة مؤكدة.

ذو صلة