التبول معدٍ مثل الابتسامة 😅: دراسة حديثة تكشف سلوكًا غير متوقع لدى الشمبانزي
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FEnglish-TemplatesDriss-Jabar-2025-02-03T075554.233.png&w=3840&q=75)
3 د
أظهرت دراسة على 20 شمبانزيًا أن التبول يمكن أن يكون سلوكًا اجتماعيًا معديًا.
كان الأفراد الأدنى مرتبة أكثر ميلًا لتقليد القادة في عملية التبول.
زاد القرب الجسدي بين الأفراد من احتمالية التبول المتزامن.
تفتح الدراسة المجال لفهم أعمق لدور السلوكيات الفسيولوجية في تعزيز التماسك الاجتماعي بين الحيوانات والبشر.
في دراسة حديثة، اكتشف علماء السلوك الحيواني أن التبول قد يكون سلوكًا اجتماعيًا معديًا بين أقرب أقرباء البشر، الشمبانزي، بطريقة تشبه التثاؤب المعدي أو الابتسامة التي تنتقل من شخص لآخر.
أجريت الدراسة في ملجأ كوماموتو باليابان على 20 شمبانزيًا يعيشون في الأسر، وتوصل الباحثون إلى أن أفراد المجموعة يميلون إلى التبول بعد رؤية فرد آخر يقوم بذلك، خاصة إذا كان القائد أو أحد الأفراد ذوي المكانة الاجتماعية العالية في المجموعة وعلى مقربة منهم.
نتائج غير متوقعة: التبول كظاهرة اجتماعية
راقب العلماء الشمبانزي لمدة 604 ساعات، وخلال هذه الفترة قاموا بتوثيق كل حالة تبول حدثت خلال 60 ثانية من عملية أخرى، مما سمح لهم بدراسة الأنماط الزمنية والاجتماعية لهذا السلوك.
النتائج أظهرت أن أفراد المجموعة كانوا أكثر ميلًا للتبول بشكل متزامن إذا كانوا في نطاق ثلاثة أمتار من بعضهم البعض، مما يدعم فرضية "التبول المعدي" اجتماعيًا. لكن المثير للاهتمام أن العلاقات الاجتماعية، مثل كثافة عمليات العناية الشخصية (grooming)، لم تكن مرتبطة بهذا السلوك، بينما لعب التسلسل الهرمي الاجتماعي دورًا حاسمًا.
تأثير التسلسل الهرمي الاجتماعي على السلوك
الباحثة إينا أونيشي من جامعة كيوتو علّقت على النتائج قائلة:
"لقد فوجئنا باكتشاف أن أنماط العدوى تأثرت بالرتبة الاجتماعية. كان من المتوقع أن يكون التبول المعدي أقوى بين الأفراد الذين تربطهم علاقات اجتماعية وثيقة، كما هو الحال في التثاؤب المعدي، ولكن بدلاً من ذلك، وجدنا أن الأفراد الأدنى مرتبة يميلون إلى محاكاة الأفراد الأعلى مرتبة عند التبول."
هذا الاكتشاف يعزز فكرة أن التبول ليس مجرد وظيفة بيولوجية، بل قد يكون له أدوار اجتماعية غير مدروسة سابقًا، مثل تعزيز التماسك الجماعي أو دعم بنية القيادة في المجموعة.
هل يمتد تأثير "التبول المعدي" إلى البشر؟
البشر أيضًا يمارسون عادات مماثلة، حيث يميلون إلى استخدام الحمام في مجموعات، وهو سلوك شائع في بعض الثقافات. يقول الباحثون إن هناك أمثالًا في لغات مختلفة تعكس هذه الظاهرة، مثل المثل الإيطالي "من لا يتبول مع الجماعة فهو إما لص أو جاسوس"، وفي اليابانية تُعرف هذه العادة باسم "Tsureshon" والتي تعني التبول الجماعي.
وفقًا للبروفيسور شينيا ياماموتو، فإن هذه النتائج تفتح الباب أمام العديد من التفسيرات المحتملة:
"قد تعكس هذه الظاهرة قيادة خفية في تنسيق أنشطة المجموعة، أو تعزيز الروابط الاجتماعية، أو حتى تأثير الانتباه المتحيز لدى الأفراد ذوي المكانة الاجتماعية الأدنى."
أهمية الدراسة وتأثيراتها المستقبلية
على الرغم من أن معظم الأبحاث السابقة ركزت على التثاؤب المعدي كظاهرة اجتماعية، إلا أن هذه الدراسة تُسلط الضوء على أن السلوكيات الفسيولوجية شبه الإرادية، مثل التبول، قد تكون مرتبطة أيضًا بالديناميكيات الاجتماعية والتفاعل بين الأفراد.
قد يكون لهذه النتائج تطبيقات في دراسة كيفية تأثر المجتمعات الحيوانية والبشرية بالسلوكيات المعدية، خاصة فيما يتعلق بإدارة الموارد المشتركة، مثل المساحات الصحية، مما يفتح المجال لمزيد من الأبحاث في علم النفس والسلوك الاجتماعي.
نشرت هذه الدراسة في مجلة Current Biology، ومن المتوقع أن تثير مزيدًا من النقاش حول التفاعل الاجتماعي لدى الحيوانات وأوجه التشابه مع البشر.