ذكاء اصطناعي

الكون كان يكذب علينا؟ ترتيب الكواكب ليس كما تعلمناه!

الكون كان يكذب علينا؟ ترتيب الكواكب ليس كما تعلمناه!
فريق العمل
فريق العمل

3 د

تتميز قصة تشكّل كواكب المجموعة الشمسية بأنها مثيرة ومعقدة.

تشكلت الشمس من انهيار سحابة الغاز والغبار منذ 4,5 مليار سنة تقريبًا.

أول من تشكل بالكامل كان العملاقان الغازيان، المشتري وزحل.

يساعد خط الجليد في تكوين الكواكب بسرعة بفضل الجليد المتجمّد.

لعب المشتري دورًا في تحديد مكان الأرض في "منطقة غولديلوكس".

هل تساءلت يوماً عن ترتيب تكوين كواكب المجموعة الشمسية؟ في مدارسنا تعلمنا ترتيباً معيناً للكواكب بدءاً من عطارد وانتهاءً بنبتون، وكأنها اصطفّت هكذا منذ البداية. لكن يبدو أن قصة تشكّل هذه الكواكب مثيرة ومعقدة أكثر مما تخيلنا بكثير.

فقبل 4.5 مليار سنة تقريباً، لم يكن هناك أكثر من سحابة عملاقة من الغاز والغبار تسبح في الفضاء. وبسبب تأثير قوى الجاذبية، انهارت هذه السحابة فتشكّل مركز كثيف أصبح في النهاية نجمنا المعروف، الشمس. وبمرور الملايين من السنين، بقيت حول الشمس سحابة تدور تُعرف باسم "القرص الكوكبي الأولي"، تتشكل ضمنه الكواكب تدريجياً من فتات صخري وأتربة التصقت شيئاً فشيئاً فيما يُطلق عليه علماء الفلك اسم "عملية التراكم".

ومن السهل أن نفترض أن الأقرب إلى الشمس تكون أقدم، لكن في الحقيقة كواكب المجموعة الشمسية لم تتكون بهذا التسلسل البسيط. في الواقع، أول من وُلد بشكل كامل كانا العملاقان الغازيان، المشتري وزحل. السبب في ذلك هو "خط الجليد" أو "خط الثلج"، وهو حد في القرص الكوكبي بعيداً عن الشمس تتجمد بعده المياه. والثلج هناك وفّر كميات إضافية من الجسيمات التي سمحت بتكوّن كواكب ضخمة في وقت قصير نسبياً. ولهذا السبب استطاعت الكواكب البعيدة، مثل المشترى وزحل وأورانوس ونبتون، أن تكتمل في أقل من 10 ملايين سنة فقط، بينما كوكب الأرض وجيرانه الداخلين الأقرب إلى الشمس استغرق تشكيلهم ما يزيد عن 100 مليون سنة.

هذا الزمن الطويل نسبياً الذي احتاجته الأرض والكواكب الصخرية المجاورة لها سببه قلّة المواد المتاحة في المنطقة الأقرب من الشمس، حيث كانت الحرارة المرتفعة تمنع الجليد من الصمود وبالتالي قللت من المادة المتاحة للاندماج وتكوين كتل أكبر بشكل سريع. ولكن هذا البطء في تكوين الأرض كان عاملاً حاسماً في شكل مستقبلها.

المفاجأة أن هذه الكواكب لم تستقر بعد تشكّلها، بل تحركت في مداراتها كما في رقصة كونية غريبة. نبتون، على سبيل المثال، تحرك نحو الخارج وأخذ مكان أورانوس، دافعاً العديد من الكويكبات الجليدية إلى منطقة بعيدة تُعرف اليوم بـ"حزام كايبر"، موطن الكواكب القزمة مثل بلوتو وإيريس. وعلى النقيض، بدأت جاذبية المشتري العملاقة تجذبه قليلاً نحو الشمس، في تحرك أحدث فوضى كاملة داخل المجموعة الشمسية، جاذباً العديد من الكويكبات نحو الشمس لتفنى هناك أو مقذفاً أخرى بعيداً لتغادر المجموعة الشمسية إلى الأبد.

أما ما يعنينا نحن البشر بشكل خاص، فهو الدور الذي لعبه المشتري في تحديد مكان الأرض. بدون الجذب الذي مارسه الملك العملاق للمجموعة الشمسية، ربما لم تكن الأرض تحتل موقعها المثالي حالياً في "منطقة غولديلوكس"، المنطقة الدافئة التي سمحت للمياه السائلة بالوجود وبالتالي شكّلت بيئة خصبة لظهور الحياة.

ذو صلة

فلو تخيلنا الكون عائلة كونية، فإن المشترى بمثابة الأخ الأكبر للأرض، الذي ساعد في تهيئة الظروف المناسبة لنشأة حياة أخته الصغرى.

وفي النهاية، إن هذه النظرية الجديدة التي أعادت كتابة تاريخ تشكل مجموعتنا الشمسية تعطي صورة أوضح لهذه العملية المعقدة، كما تؤكد على أهمية تأثير كل عنصر من عناصر نظامنا الشمسي على شكل الحياة التي نعرفها. ما زال هناك الكثير لاستكشافه عن أسرار الماضي الكوني وربما يكون من المفيد أن نضيف في المستقبل بعض التفاصيل عن علاقة هذه التحركات الكوكبية بالمذنبات الخارجة عن المجموعة الشمسية أو أن نستخدم مرادفات أقوى في وصف "عملية التراكم" لتوضيح الصورة أكثر للقارئ.

ذو صلة