بعد أن سبقتها الصين لنصف قرن… أميركا تُطلق أولى طائراتها الصاروخية فوق الصوتية

2 د
أنجزت الولايات المتحدة أول اختبار ناجح لطائرة صاروخية تفوق سرعة الصوت منذ أكثر من 50 عامًا.
طُوّرت الطائرة "Talon-A" بواسطة شركة ناشئة، ويمكن استخدامها أكثر من مرة، ما يجعلها ثورية من حيث التكلفة والتكتيك.
يأتي هذا التقدّم في ظل تفوّق صيني واضح في سباق تطوير الأسلحة فوق الصوتية.
يُبرز التعاون بين البنتاغون والشركات الناشئة تحوّلًا استراتيجيًا في مسار الابتكار الدفاعي الأميركي.
في تطوّر يُعيد رسم ملامح سباق التسلح العالمي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن نجاحها في تنفيذ اختبارات طيران ناجحة لطائرة صاروخية أسرع من الصوت، يمكن استخدامها مرارًا. هذا الإنجاز يُعدّ الأول من نوعه منذ أكثر من نصف قرن، ويشكّل خطوة مهمة في صراعٍ تكنولوجي محموم تملك فيه الصين حتى الآن الأفضلية الواضحة.
عودة إلى السباق بأسلحة الجيل الجديد
الاختبارات شملت طائرة Talon-A التي طورتها شركة "Stratolaunch"، وهي طائرة صاروخية قابلة لإعادة الاستخدام، قادرة على الطيران بسرعات تفوق خمسة أضعاف سرعة الصوت. يُنظر إلى هذه التقنية باعتبارها حجر الزاوية في جيلٍ جديد من الأسلحة التي قد تغيّر موازين القوى في النزاعات المستقبلية.
تُعد هذه التجارب الناجحة علامة بارزة على التقدم الأميركي في مجال الأسلحة فوق الصوتية، وهو مجال بات يحظى باهتمام عسكري واستراتيجي متزايد بعد أن قطعت فيه الصين أشواطًا متقدمة.
التكنولوجيا الناشئة... ورقة البنتاغون الجديدة
اللافت في هذا الإنجاز أن دفعته لم تأت من شركات السلاح العملاقة التقليدية، بل من شركات ناشئة تعمل بالشراكة مع الجيش الأميركي في إطار رؤية جديدة تهدف إلى تسريع الابتكار وتجاوز البيروقراطية التي كثيرًا ما أعاقت التحديث التكنولوجي في الصناعات العسكرية الأميركية.
في هذا السياق، تعكس تجربة Talon-A توجهًا أوسع نحو اعتماد تقنيات متطورة قائمة على مبدأ "الإطلاق الأفقي"، ما يفتح الباب أمام تطوير منظومات أقل تكلفة وأكثر مرونة، يمكن تشغيلها من منصات جوية بدلًا من الاعتماد على الصواريخ الباليستية التقليدية.
توازن القوى: هل تتقلص الفجوة مع بكين؟
تأتي هذه الخطوة في ظل سباقٍ متصاعد بين واشنطن وبكين، إذ تُظهر تقارير استخباراتية أن الصين أجرت بالفعل تجارب ناجحة على أسلحة تكسر حاجز الصوت، بعضها يتمتع بقدرة على المناورة تجعل اكتشافه واعتراضه في غاية الصعوبة. ولعلّ القلق الأميركي من هذا التفوّق الصيني هو ما دفع البنتاغون إلى تسريع خطواته والعمل بشكل وثيق مع القطاع الخاص لتعزيز قدراته.
ورغم أن الولايات المتحدة لا تزال متأخرة عن الصين وروسيا في بعض الجوانب، فإن هذا الاختبار الناجح يمثل بداية استعادة التوازن، وربما نقطة انطلاق نحو حقبة جديدة في تطوير أنظمة الردع والضربات السريعة بعيدة المدى.
بداية تحول في سباق تفوقه السرعة
بينما تتجه الأنظار إلى كيفية ترجمة هذه التجارب إلى برامج تسليح فعلية، تبقى الرسالة الأهم هي أن الولايات المتحدة عادت بقوة إلى مضمار سباق الأسلحة فوق الصوتية. وإن صحّت التوقعات بأن هذه التقنيات ستكون حاسمة في حروب المستقبل، فإن ما تحقق يُعد نقطة تحوّل سترسم معالم المنافسة الاستراتيجية بين القوى العظمى في العقد القادم.