ذكاء اصطناعي

بعد سنوات من البحث: الكوكب التاسع المفقود يظهر أخيرًا؟

بعد سنوات من البحث: الكوكب التاسع المفقود يظهر أخيرًا؟
فريق العمل
فريق العمل

4 د

اقترح علماء الفلك وجود كوكب تاسع، مما أثار فضول الفلكيين والباحثين.

استُخدمت بيانات الأشعة تحت الحمراء لاكتشاف جسم غامض يتحرك ببطء بعيدًا.

استخدم الفريق منهجية جديدة لمقارنة البيانات من مسحين للسماء بفاصل 23 عامًا.

تم تحديد جسم يحتمل أن يكون الكوكب التاسع وفق المعايير المتوقعة.

النتائج بحاجة لمزيد من الرصد والتأكيد باستخدام تقنيات متقدمة.

منذ أن اقترح علماء الفلك كونستانتين باتيجين ومايك براون وجود كوكب تاسع في مجموعتنا الشمسية عام 2016، أشعل هذا الطرح المثير فضول العلماء والباحثين وحتى هواة الفلك. ظلت فكرة وجود كوكب عملاق مخفي في مكان بعيد خلف مدار نبتون فكرة مغرية، لكنها حتى الآن لم تصل لقناعة تامة بسبب غياب الأدلة الواضحة. لكن الآن، ولأول مرة، قد يكون العلماء اقتربوا خطوة كبيرة نحو حل هذا اللغز الفضائي الكبير.


جسم بطيء وغامض يعيد إشعال الأمل

في دراسة جديدة مثيرة نُشرت حديثًا بواسطة الباحث تيري لونغ فان وفريقه في مطبعة جامعة كامبريدج، استعمل العلماء بيانات الأشعة تحت الحمراء المأخوذة من مسحين واسعين للسماء قاما بهما مرصدا IRAS وAKARI، واكتشفوا جسمًا غامضًا بعيدًا يتحرك ببطء شديد في أعماق نظامنا الشمسي، قد يكون هو أول دليل حقيقي على وجود "الكوكب التاسع".

دعونا نوضح الأمور قليلًا، تُعرف مجموعتنا الشمسية بأنها ممتدة وواسعة، تضم إلى جانب الكواكب المعروفة (مثل الأرض والمشتري والزحل)، الكثير من الكويكبات والنيازك وأجسامًا فضائية أخرى تحتضن أسرارًا عديدة. ومنذ أن لاحظ براون وباتيجين أن بعض الأجسام البعيدة (تُسمى بالأجسام العابرة لنبتون أو TNOs) تتحرك بطريقة عجيبة متشابهة وكأن شيئًا كبيرًا مختفيًا يؤثر عليها بجاذبيته، انطلقت رحلة البحث عن هذا العملاق الغامض.


منهجية جديدة تفتح الباب أمام اكتشاف كبير محتمل

خلال السنوات الماضية، بذل العلماء جهودًا ضخمة للعثور على دلائل ملموسة للكوكب التاسع، ولكن جميع الأبحاث التي استعملت الأدوات والتلسكوبات التقليدية لم تأت بنتيجة نهائية. في هذا العمل الجديد، استخدم الفريق مقاربة ذكية واستراتيجية مختلفة تمامًا.

لقد قارنوا البيانات التي جمعتها المراصد الفضائية للأشعة تحت الحمراء على مدى 23 عامًا، وتحديدًا بين مسح IRAS ومسح AKARI، الذي يفصل بينهما أكثر من عقدين من الزمن. هذه الفترة الطويلة أدت إلى ظاهرة تنبأ بها العلماء لكوكب ضخم بعيد كهذا: حركة بطيئة للغاية تصل إلى حوالي 3 دقائق قوسية فقط في العام الواحد (الدقيقة القوسية هي وحدة لقياس المسافات في السماء، صغيرة جدًا بحيث يصعب ملاحظتها بسرعة).

ركز الفريق على البحث في القائمة الشهرية للأجسام غير المؤكدة المكتشفة بواسطة AKARI، القائمة المعروفة علميًا AKARI-MUSL، بدلًا من قائمة المصادر الأكثر وضوحًا وشهرة التي يعتمد عليها عادةً الفلكيون. ثم، حدد الفريق بدقة مستوى اللمعان والحركة المتوقعين بناءً على نماذج تم تطويرها سابقًا والتي ترتكز على كتلة تتراوح بين 7 إلى 17 مرة من كتلة الأرض، وعلى بُعد من 500 إلى 700 وحدة فلكية من الشمس (الوحدة الفلكية هي متوسط المسافة بين الأرض والشمس).


حل أحجية السماء خطوة بخطوة

بعد تطبيق هذه المعايير الدقيقة، تم تحديد 13 زوجًا محتملاً من الأجسام التي تبدو متحركة وتتوافق مع ما هو متوقع. ومن بين هذه الأزواج، ظهر جسم واحد بشكل خاص يمتلك الخصائص المثالية والمتوقعة للكوكب التاسع، من حيث سرعته البطيئة للغاية وزاوية تحركه كما توقعتها النماذج النظرية.

الأمر الأكثر إقناعًا لهذا المرشح الجديد كانت خرائط فرص الرصد من AKARI، التي كشفت عن ظهور هذا الجسم في إحدى الفترات المتوقعة وعدم ظهوره في نفس الموقع خلال مسح آخر أجري قبله بستة أشهر، ما يشير بالفعل إلى حركة بطيئة ومنتظمة متماشية مع فرضية الجسم العملاق البعيد.


احتفال حذر – الحاجة لتأكيدات إضافية

ذو صلة

رغم أن هذا الاكتشاف حاز على حماسة كبيرة في الوسط العلمي، يؤكد العلماء بشكل واضح أن الأمر لا يزال بحاجة للكثير من العمل. وفقًا لفريق البحث، البيانات المتاحة حاليًا من IRAS و AKARI لا تكفي بمفردها لإثبات نهائي بخصوص وجود هذا الكوكب. ولذلك يقترح الباحثون القيام بعمليات رصد إضافية باستخدام الكاميرا المتطورة للطاقة المظلمة (DECam) والتي بإمكانها التقاط ومتابعة أجسام كهذه بدقة أكبر وخلال فترات زمنية أقصر.

وفي النهاية، يبقى البحث عن الكوكب التاسع مغامرة خيالية تحولت مع الزمن إلى تحدٍ مذهل لعلماء الفلك في كل أنحاء العالم. هل يكون هذا الاكتشاف هو الخطوة الأولى في رحلة الكشف عن هذا العملاق المخفي؟ ربما قريبا سنعرف الإجابة، وحتى ذلك الحين، ستظل عيوننا موجهة إلى السماء بفضول وتوقع، باحثةً عن الحقيقة في ظلام الكون العميق.

ذو صلة