ذكاء اصطناعي

زوكربيرغ يعلنها بصراحة: الجامعة لم تعد تنفع في سوق العمل

فريق العمل
فريق العمل

3 د

شكك مارك زوكربيرغ في مدى استعداد الجامعات للخريجين الجدد لسوق العمل.

توفر الجامعات تجربة اجتماعية قيّمة، لكن الإعداد الأكاديمي والمهني قد لا يكون كافياً.

ثلث الشباب يرفضون التعليم الجامعي لتكاليفه العالية وتفضيلهم لمسارات مهنية بديلة.

يشير زوكربيرغ إلى أهمية فهم التكنولوجيا وتعلم استخدامها في ظل تغيرها السريع.

هل التعليم الجامعي يؤهل الجيل الجديد جيدًا لسوق العمل؟ سؤال طرحه بشكل واضح مارك زوكربيرغ خلال مقابلة حديثة أجراها مع الكوميدي ثيو فون، نشر محتواها مؤخراً، حيث أعرب مؤسس موقع فيسبوك ومدير شركة ميتا عن شكوكه حول مدى استعداد الخريجين الجدد للوظائف المتوفرة حالياً في سوق العمل.


الجامعة: تجربة اجتماعية مهمة أم عبء مالي؟

يرى زوكربيرغ أن الجامعات تحقق بالفعل تجربة اجتماعية قيّمة للكثير من الطلاب، ففيها يمكنهم الابتعاد عن منازلهم لأول مرة، والتعرف على أشخاص جدد، وهو ما يساهم بشكل كبير في تشكيل شخصياتهم وتطوير قدراتهم على التعامل مع الحياة. ومع ذلك، حذر زوكربيرغ من أن الجانب الاجتماعي لا يُعوض الفشل الكبير، في رأيه، في الإعداد الأكاديمي والمهني.

وأوضح قائلاً:


"إذا كانت الجامعة مجرد تجربة اجتماعية، دون القدرة على إعداد الطلاب عمليًا ووظيفيًا لسوق العمل، وتركهم عالقين في بحر من الديون، هنا لا بد من إعادة النظر في الأمر". وأضاف: "لا بد للجميع أن يتساءلوا بصراحة ما إذا كانت الجامعات تستحق فعلاً هذا العناء وتحمّل كل تلك الديون"


الديون الطلابية.. عبء ثقيل يواجه الخريجين الجدد

وسلّط زوكربيرغ الضوء على أزمة الديون الطلابية التي تتزايد سنويًا بشكل مقلق. وبحسب أحدث البيانات التي نشرتها مؤسسة CollegeBoard، فقد بلغ متوسط ديون الطلبة المتخرجين في العام الدراسي 2022-2023 حوالي 29,300 دولار لكل طالب، وهو مبلغ ليس بسيطاً أبداً، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والبطالة المتزايدة بين أوساط الشباب.

وجاء تحليل حديث أجرته مؤسسة ديلويت لعام 2024 ليشير إلى أن ثلث الشباب من الجيل زد وجيل الألفية يرفضون مواصلة المرحلة الجامعية بسبب ارتفاع التكاليف، ولأنهم اختاروا مسارات مهنية في سوق العمل لا تستلزم بالضرورة الحصول على شهادة جامعية.

واستطرد زوكربيرغ موضحًا:


"لفترة طويلة كان هناك شعور بعدم الراحة عند القول بأن الجامعة ليست خيارًا مناسبًا للجميع، لأن هناك الكثير من الوظائف التي لا تتطلب درجات علمية. لكننا اليوم نرى أن الناس قد بدأوا فعلاً في إدراك ذلك أكثر من السابق".


تجربة شخصية لزوكربيرغ.. نجاح مهني رغم الانسحاب من الجامعات

زوكربيرغ ذاته هو نموذج حي للمسار غير التقليدي في التعليم. فقد ترك جامعة هارفارد عام 2005 خلال عامه الدراسي الثاني، وذلك ليُخصص وقته وجهده بالكامل في بناء وتوسعة فيسبوك، قبل أن يعود في 2017 ويتسلم شهادة فخرية من الجامعة ذاتها التي غادرها.

كما ذكر زوكربيرغ خلال اللقاء أن فترة دراسته الجامعية سمحت له بتكوين علاقات مهمة استمرت حتى اليوم في حياته، مضيفًا:


"في الجامعة التقيت بأشخاص أصبحوا ذوي أهمية كبيرة في حياتي، مثل زوجتي بريسيلا تشان وعدد من المؤسسين المشاركين في فيسبوك وأصدقاء عمر ما زالوا بجانبي حتى اليوم"


ماذا عن تقنيات المستقبل والتعليم؟

وعند سؤاله حول أهمية إدراج مواضيع متعلقة بالذكاء الاصطناعي داخل المناهج المدرسية للمرحلتين المتوسطة والثانوية، تحدث زوكربيرغ بوضوح وأكد أن التكنولوجيا سريعة التغير، قائلاً:


"معظم المهارات التي تعلمتها في الـ 15 من عمري لم تعد بنفس الأهمية اليوم. ولكن من المهم فهم التكنولوجيا وتعلم كيفية استخدامها"

وأكد زوكربيرغ أيضًا على أهمية وجود معلمين ومرشدين جيدين للطلاب، بغض النظر عن نوعية المادة التي يدرسونها، وذكر تجربته في المدرسة الداخلية، وقال مبتسمًا:


"كنت أحب دراسة اللاتينية واليونانية القديمة، هي مواد لا تُفيدك في الحياة العملية بشيء، لكنها ممتعة بحق"

ذو صلة

وفي نهاية المقابلة، لم يحصل فريق المحاور على تعليق من شركة ميتا بخصوص تصريحات مديرها التنفيذي حول مستقبل التعليم العالي.

يبقى النقاش مفتوحًا اليوم حول مستقبل الجامعات ودورها في إعداد الأجيال الجديدة لمتطلبات سوق العمل، ليطرح السؤال مرة أخرى: هل يبدأ العالم في إعادة تقييم نظرتنا إلى أهمية الشهادات الجامعية؟ أم يستمر الوضع على ما هو عليه رغم تزايد الشكوك والديون الثقيلة؟

ذو صلة