عذرًا ماسك: لا علاقة للدول بانقطاع منصتك.. راجع أنظمة حمايتك فقط 😂

3 د
تعرضت منصة "إكس" لهجوم سيبراني واسع أدى إلى تعطيلها مؤقتًا.
اتهم إيلون ماسك أوكرانيا بالوقوف خلف الهجوم، لكن خبراء الأمن شككوا في صحة هذه الادعاءات.
أعلنت مجموعة "دارك ستورم تيم" المؤيدة لفلسطين مسؤوليتها عن الهجوم في منشورات حُذفت لاحقًا.
كشف الحادث عن ثغرات أمنية خطيرة في "إكس"، ما يثير تساؤلات حول جاهزية المنصة للتصدي لهجمات مماثلة مستقبلاً.
تعرضت منصة "إكس" (تويتر سابقًا) لانقطاع واسع النطاق، ما أثار جدلاً واسعًا حول مصدر الهجوم السيبراني الذي استهدفها. وبينما ألقى المالك الملياردير إيلون ماسك باللوم على أوكرانيا خلال مقابلة مع "فوكس نيوز"، شكك خبراء الأمن السيبراني في صحة هذه الادعاءات، مشيرين إلى ثغرات أمنية جسيمة في بنية المنصة.
تفاصيل الهجوم
في تصريحات أدلى بها ماسك، زعم أن "الهجوم السيبراني الضخم" الذي أسقط "إكس" كان مصدره أوكرانيا، مستندًا إلى بيانات عناوين بروتوكول الإنترنت (IP) التي قيل إنها جاءت من هناك. لكن وفقًا لتقرير نشرته مجلة "وايرد"، فإن هذا الدليل لا يعدّ كافيًا لتحديد الجهة الفاعلة.
وأوضح شون إدواردز، رئيس الأمن في شركة الاتصال "زايو"، أن بيانات الـ IP قد تشير فقط إلى توزيع جغرافي لمصادر التهديد، لكنها لا تكشف عن هوية المنفذين أو نواياهم الحقيقية. وفي هذا السياق، أكد أحد الباحثين في حديثه لـ "وايرد" أن أوكرانيا لم تكن حتى ضمن قائمة العشرين دولة الأكثر ارتباطًا بالهجوم.
اعتراف مجموعة "دارك ستورم" الفلسطينية
لاحقًا، أعلنت مجموعة هاكرز مؤيدة لفلسطين تُدعى "دارك ستورم تيم" مسؤوليتها عن الهجوم في منشورات عبر منصة "تيليغرام"، قبل أن تقوم بحذفها. هذه المزاعم تشير إلى أن الجهة المنفذة قد تكون غير مرتبطة بالدول التي أشار إليها ماسك.
ثغرات أمنية مكشوفة
ما زاد الطين بلة هو أن خبراء الأمن السيبراني كشفوا عن إخفاقات خطيرة في البنية الأمنية لمنصة "إكس". إذ أشاروا إلى أن عدداً من خوادم المنصة لم تكن محمية بنظام "كلاودفلير"، وهو نظام متخصص في التصدي لهجمات الحرمان من الخدمة (DDoS).
وأفاد الباحث الأمني المستقل كيفن بومونت بأن الشبكة التي نفذت الهجوم كانت تتألف من أجهزة كاميرات مراقبة ومسجلات فيديو رقمية (DVRs)، ما يشير إلى أن المهاجمين استخدموا شبكة "بوت نت" ضخمة لتنفيذ العملية.
هل تقف دولة خلف الهجوم؟
على الرغم من إصرار ماسك على اتهام أوكرانيا، فإن الخبراء يستبعدون أن تكون دولة وراء الهجوم. أوضح نيكولاس ريس، المتخصص في الأمن السيبراني، أن هناك نوعين من الهجمات السيبرانية:
- هجمات تهدف إلى البقاء غير مرصودة وتحقيق اختراقات عميقة.
- هجمات صاخبة مصممة ليتم اكتشافها بسهولة.
وأكد أن الهجوم الذي استهدف "إكس" يندرج ضمن النوع الثاني، ما يجعل فرضية أن دولة ما تقف وراءه ضعيفة للغاية. فالهجمات التي تشنها الدول عادة تكون أكثر تعقيدًا ولا تكشف عن نفسها بهذه السهولة.
تداعيات على ماسك و"إكس"
تعرض ماسك لانتقادات واسعة بسبب أسلوب إدارته لمنصة "إكس"، خاصة بعد سلسلة من القرارات المثيرة للجدل التي جعلت المنصة أقل استقرارًا أمنيًا. كما أن عداءه العلني تجاه الحكومات الغربية ودعمه لتيارات يمينية متطرفة أدى إلى تصاعد مشاعر العداء ضده، سواء على مستوى الحكومات أو المجموعات الناشطة عبر الإنترنت.
في ظل عدم وجود دليل قاطع على تورط أوكرانيا، يبقى الجدل مفتوحًا حول هوية الفاعلين الحقيقيين وراء الهجوم السيبراني. ومع اعتراف مجموعة "دارك ستورم تيم"، فإن القصة تتجه إلى منحى جديد بعيدًا عن مزاعم ماسك غير المدعومة بالأدلة. وفي كل الأحوال، فإن هذا الحادث يسلط الضوء على ثغرات أمنية خطيرة في "إكس"، مما يطرح تساؤلات عن قدرة المنصة على التصدي لمثل هذه التهديدات مستقبلاً.