ذكاء اصطناعي

علماء من ناسا يفكرون في “منفى علمي”: “نشهد موجة جديدة من هجرة العقول”

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أعلنت جامعة إيكس مارسيليا عن برنامج لاستقطاب العلماء الأميركيين المتضررين من سياسات إدارة ترامب، مما يعكس موجة جديدة من هجرة العقول العلمية.

أكثر من 40 عالمًا من مؤسسات مثل ناسا وييل وستانفورد أبدوا اهتمامهم بالبرنامج، الذي يشمل مجالات مثل الطب، والتغير المناخي، وعلم الاجتماع.

خصصت الجامعة 15 مليون يورو لدعم 15 باحثًا في المرحلة الأولى، مع تقديم تسهيلات للسكن والعمل والتعليم لهم ولعائلاتهم.

يخشى العلماء الأميركيون من فقدان تمويل أبحاثهم بسبب سياسات ترامب، وسط مخاوف من رقابة حكومية واسعة النطاق على الأبحاث الأكاديمية.

في خطوة لافتة تعكس تصاعد المخاوف من القيود التي تفرضها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الأبحاث العلمية، أعلنت جامعة إيكس مارسيليا، أكبر جامعة في فرنسا، عن برنامج جديد لاستقطاب العلماء الأميركيين الذين يشعرون بأن أعمالهم البحثية مُهددة بالرقابة أو الإلغاء. وكشفت الجامعة، في بيان رسمي، أنها تلقت اهتمامًا كبيرًا من باحثين يعملون في مؤسسات مرموقة مثل ناسا، وجامعتي ييل وستانفورد، ومعاهد علمية أخرى، ما يشير إلى موجة غير مسبوقة من هجرة العقول العلمية.


موجة جديدة من هجرة العقول

صرَّح رئيس جامعة إيكس مارسيليا، إريك بيرتون، في بيان صحفي، قائلاً:


"نشهد اليوم موجة جديدة من هجرة العقول، وسنبذل كل ما بوسعنا لمساعدة أكبر عدد ممكن من العلماء على مواصلة أبحاثهم دون قيود"

وأضاف أن الجامعة لا تستطيع بمفردها تلبية جميع الطلبات المتزايدة، لكنها تحظى بدعم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفرنسية، في مسعى لتوسيع البرنامج ليشمل مؤسسات أخرى على المستوى الوطني والأوروبي.

وفقًا لبيان الجامعة، فإن أكثر من 40 عالمًا أميركيًا من مؤسسات مثل معهد الصحة الوطني وجامعة جورج واشنطن، إضافة إلى ما يقارب 15 مؤسسة أكاديمية بارزة، أعربوا عن اهتمامهم بالبرنامج، الذي يهدف إلى توفير "ملاذ آمن للعلماء". وتشمل مجالات البحث التي تأثرت بسياسات الإدارة الأميركية مجالات الطب، وخاصة طب مجتمع الميم، وعلم الأوبئة، والأمراض المعدية، والمناعة، إلى جانب أبحاث التغير المناخي، وإدارة الكوارث الطبيعية، والذكاء الاصطناعي، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، والتاريخ، وعلم الفلك.


التمويل الفرنسي والدعم الحكومي

خصصت جامعة إيكس مارسيليا ميزانية أولية تبلغ 15 مليون يورو لدعم 15 باحثًا في المرحلة الأولى من البرنامج، الذي يحمل اسم "مكان آمن للعلم". وأكدت أنها تعمل عن كثب مع السلطات المحلية، وغرفة التجارة والصناعة الفرنسية، لتسهيل عملية انتقال العلماء وعائلاتهم إلى فرنسا، مع تقديم الدعم في مجالات السكن، وفرص العمل، والتعليم، والمواصلات، وتأشيرات الإقامة.

من جانبه، أكد رينو موسولييه، رئيس المجلس الإقليمي لمقاطعة بروفانس-آلب-كوت دازور، أن المنطقة مستعدة لاستقبال الباحثين الأميركيين، قائلاً:


"نحن نوفر لهم البيئة المناسبة ليصبحوا جزءًا من المجتمع العلمي الفرنسي، وسنمنحهم كل الدعم اللازم ليشعروا وكأنهم في وطنهم."


سياسات ترامب ومخاوف الباحثين

جاءت هذه الخطوة في ظل تصاعد القلق بين الأوساط الأكاديمية الأميركية إزاء القرارات التنفيذية التي اتخذتها إدارة ترامب، والتي أدت إلى تجميد التمويل الفيدرالي لمؤسسات بحثية بارزة مثل معهد الصحة الوطني، ومؤسسة العلوم الوطنية، إضافة إلى طرد كبير علماء وكالة ناسا، وتسريح الآلاف من العاملين في وكالات حكومية، من بينها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، التي تلعب دورًا حيويًا في التنبؤ بالكوارث الطبيعية.

وبحسب أحد الباحثين الأميركيين الذين تواصلوا مع جامعة إيكس مارسيليا، والذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته خوفًا من فقدان وظيفته، فإن قرارات الإدارة الأميركية أدت إلى إلغاء منحة بحثية كان يعمل عليها ضمن دراسة وطنية كبرى. وأضاف:


"لم تكن المنحة كبيرة من حيث التمويل، لكنها كانت ذات أهمية عالية على المستوى العلمي. لم أضطر بعد إلى تسريح الموظفين، لكن إذا استمر هذا الاتجاه، سأجد نفسي مضطرًا لذلك قريبًا. باتت كل المصطلحات التي أبحث فيها محظورة رسميًا."


قلق متزايد من القمع الأكاديمي

يعكس هذا الاتجاه قلقًا متزايدًا بين العلماء والأكاديميين في الولايات المتحدة، إذ يخشى العديد منهم أن يؤدي أي انتقاد للسياسات الحكومية إلى فقدان التمويل لمشاريعهم البحثية، خاصة في مجالات مثل التغير المناخي، ودراسات الجندر، وعدم المساواة الاجتماعية. وقال الباحث الأميركي الذي تحدث لوسائل الإعلام:

ذو صلة

"إنه لأمر صادم أن نجد أنفسنا في وضع يشبه ما شهدته الأنظمة الاستبدادية، حيث يصبح الخوف والصمت هو السائد. للأسف، العديد من القادة الأكاديميين لا يدركون خطورة الوضع، رغم أن التاريخ علَّمنا ضرورة التصدي لكل ما هو غير أخلاقي وغير إنساني، لا الاكتفاء بالدفاع عن القضايا التي تمسنا شخصيًا."

ذو صلة