ذكاء اصطناعي

مارك زوكربيرغ يعلن عن “بداية نهاية” المبرمجين!.. وشركات أخرى تتبع الخطى في 2025

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أعلنت ميتا أنها ستعتمد على الذكاء الاصطناعي في البرمجة، مما قد يقلل من الحاجة إلى المبرمجين البشريين.

بدأت شركات كبرى مثل Salesforce و Klarna بالفعل في تقليص التوظيف في البرمجة، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي.

يرى البعض أن هذه التغييرات قد تؤدي إلى اختفاء وظائف البرمجة للمستويات المبتدئة والمتوسطة، بينما يؤكد آخرون أنها ستعيد تشكيل دور المبرمج ليصبح أكثر إشرافًا واستراتيجية.

يطرح الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي تحديات أخلاقية واقتصادية، تشمل قضايا الأمن الوظيفي، والتنظيم القانوني، وتأثير ذلك على الأجيال القادمة من المهندسين.

تشهد صناعة تطوير البرمجيات تحولًا جوهريًا قد يعيد تشكيل مستقبل المبرمجين، إذ أعلن مارك زوكربيرغ أن شركة ميتا ستعتمد بشكل مكثف على الذكاء الاصطناعي في كتابة الأكواد البرمجية، مما سيقلص دور المبرمجين البشريين بشكل كبير. هذه الخطوة، التي وصفها البعض بأنها "بداية النهاية" للمبرمجين التقليديين، تعكس توجهاً متزايداً بين عمالقة التكنولوجيا نحو استبدال العنصر البشري بأنظمة ذكية قادرة على أداء مهام البرمجة بكفاءة متزايدة.


الذكاء الاصطناعي كبديل للمبرمجين في ميتا

في مقابلة مع المذيع الأمريكي جو روغان، كشف زوكربيرغ أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادراً على كتابة الأكواد البرمجية بمستوى يماثل مهارات المهندسين متوسطي الخبرة. هذه الإمكانية تتيح للشركة تخفيض تكاليف التوظيف، إذ يمكن للمهندسين المتمرسين في وادي السيليكون أن يتقاضوا رواتب تصل إلى 500,000 دولار سنويًا.

ترى ميتا أن دمج الذكاء الاصطناعي في عملية تطوير البرمجيات سيؤدي إلى تسريع وتيرة الابتكار، واختصار فترات الاختبار والإطلاق، وهو ما يمنحها ميزة تنافسية في سوق التكنولوجيا المتسارع. إلا أن هذا التحول يثير معضلة جديدة: من سيشرف على الأكواد التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، خاصة أن هذه الأنظمة لا تزال عرضة للأخطاء وتتطلب تدقيقاً بشريًا لضمان الدقة والأمان؟


توجه متزايد في وادي السيليكون

ميتا ليست الشركة الوحيدة التي تراهن على الذكاء الاصطناعي في البرمجة. فقد أعلنت شركة Salesforce أنها ستوقف توظيف مبرمجين جدد بحلول عام 2025، مع إعطاء الأولوية للتطوير المدعوم بالذكاء الاصطناعي. كما قامت شركة Klarna بتخفيض عدد موظفيها بنسبة 22%، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادراً على إنجاز جزء كبير من المهام التي كان يؤديها المبرمجون.

الهدف الأساسي من هذا التوجه هو خفض التكاليف التشغيلية وتعزيز الكفاءة. وتشير التقديرات إلى أن استبدال المبرمجين البشريين بأنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر للشركات ما بين 100,000 إلى 900,000 دولار سنويًا لكل مبرمج. ولكن السؤال المطروح: إذا استطاع الذكاء الاصطناعي تنفيذ مهام البرمجة، فهل يمكن أن يمتد تأثيره ليشمل وظائف أخرى داخل صناعة التكنولوجيا؟


هل وظائف المبرمجين في خطر أم أنها تتطور؟

مع تقدم أنظمة الذكاء الاصطناعي، يجد المبرمجون أنفسهم في مفترق طرق: هل سيتم الاستغناء عنهم بالكامل، أم أن أدوارهم ستتغير لتتكيف مع هذا الواقع الجديد؟ هصوصًا مع انتشار الدراسات التي تؤكد أنّهم لا يفهمون الأكواد التي يكتبونها.

يؤكد مارك زوكربيرغ أن الذكاء الاصطناعي لن يقضي تمامًا على وظائف البرمجة، بل سيتيح للمبرمجين التركيز على المهام الأكثر استراتيجية وإبداعية، مثل تحسين أكواد الذكاء الاصطناعي والتأكد من جودتها. غير أن تجارب سابقة في الأتمتة تشير إلى أن التغيير غالبًا ما يؤدي إلى فقدان العديد من الوظائف، خاصة في المستويات الدنيا والمتوسطة، مع الإبقاء على عدد محدود من المهندسين المتخصصين.


تحول أوسع في سوق العمل

لا تقتصر تداعيات هذا التحول على قطاع البرمجيات فقط. فإذا تمكن الذكاء الاصطناعي من أتمتة أجزاء كبيرة من عملية البرمجة، فمن المحتمل أن يمتد تأثيره إلى مجالات أخرى مثل المحاسبة، وإدارة الأعمال، وحتى الهندسة المعمارية.

يطرح هذا التحول قضايا أخلاقية واجتماعية خطيرة، منها:

  • هل سيتسبب الذكاء الاصطناعي في تفاقم التفاوت الاقتصادي بين من يطورونه ومن يخضعون لآثاره؟
  • كيف سيتم تنظيم ومراقبة الأكواد التي يتم إنشاؤها تلقائيًا لمنع الأخطاء الأمنية والانحيازات البرمجية؟
  • هل يؤدي الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي إلى تآكل مهارات البرمجة لدى الأجيال القادمة، مما يجعل صيانة وتطوير البرمجيات أكثر صعوبة في المستقبل؟

2025: نقطة تحول في صناعة التكنولوجيا

ذو صلة

يبدو أن التحول نحو تطوير البرمجيات باستخدام الذكاء الاصطناعي أمر لا رجعة فيه، ما يجعل السؤال المطروح ليس هل سيغير الذكاء الاصطناعي شكل الصناعة، بل كيف ستتكيف الشركات والمطورون مع هذه التغيرات؟

هل نحن أمام نهاية عصر المبرمجين البشريين، أم أن المستقبل سيشهد تعايشًا بين المبرمجين والذكاء الاصطناعي، حيث يتولى الأخير المهام الروتينية بينما يركز البشر على الإشراف والابتكار؟ يبدو أن مستقبل العمل يُعاد رسمه، سطرًا برمجيًا بعد آخر.

ذو صلة