ذكاء اصطناعي

المبرمجون الجدد يبرمجون أم ينسخون.. هم لا يفهمون الأكواد التي يكتبونها 🙄

فريق العمل
فريق العمل

3 د

يعتمد المبرمجون الجدد بشكل شبه كامل على الذكاء الاصطناعي في كتابة الأكواد البرمجية دون فهم عميق لكيفية عملها.

أدى تراجع الاعتماد على منصات مثل "ستاك أوفرفلو" إلى ضعف التفكير النقدي لدى المطورين الجدد.

تشير دراسات حديثة  إلى أن الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع مهارات التفكير وحل المشكلات.

رغم فوائد الذكاء الاصطناعي، فإن الاستخدام غير المدروس له قد يؤدي إلى انتشار أخطاء برمجية مكلفة مستقبلاً.

لطالما كان تعلم البرمجة نصيحة ذهبية للشباب الطموحين الذين يستعدون لدخول سوق العمل. لكن المفارقة اليوم أن بعض المبرمجين الجدد أنفسهم قد يحتاجون إلى اتباع نفس النصيحة.

هذه الفكرة يطرحها نامانياي جويل، وهو مطور برمجيات متمرس، يشعر بقلق متزايد حيال الجيل الجديد من المبرمجين الذين أصبحوا يعتمدون بشكل شبه كامل على أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "Microsoft Copilot" و"Claude" و"ChatGPT".

في مدونته التي تحمل عنوانًا لافتًا: "المبرمجون الجدد لا يستطيعون البرمجة فعليًا"، يوضح جويل فكرته قائلًا:


"كل مطور مبتدئ أتحدث معه لديه أداة ذكاء اصطناعي تعمل طوال الوقت. إنهم يكتبون الشيفرات البرمجية بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، لكن عندما تسألهم عن سبب عمل الشيفرة بهذه الطريقة بدلًا من طريقة أخرى؟ لا إجابة. عندما تسألهم عن الحالات الاستثنائية؟ نظرات فارغة."


المعرفة الأساسية تختفي تدريجيًا

يُشير جويل إلى أن المعرفة التأسيسية التي اعتاد المبرمجون السابقون على اكتسابها من خلال حل المشكلات بأنفسهم باتت مفقودة اليوم، إذ يتعامل الجيل الجديد مع الذكاء الاصطناعي كعكاز يسهل عليهم الأمور بشكل مفرط.

هذا الوضع يذكرنا بكيفية اعتراض بعض معلمي الرياضيات قديمًا على استخدام الآلات الحاسبة، لكن مع مرور الوقت أصبحت هذه الأدوات ضرورية ولا غنى عنها. ومع ذلك، فإن مشكلة الذكاء الاصطناعي ليست في وجوده بحد ذاته، بل في الطريقة التي يتم استخدامه بها، حيث يبدو أن الجيل الجديد من المبرمجين يعتمد عليه دون بذل أي مجهود حقيقي لفهم أساسيات البرمجة.

في الماضي، كان مطورو البرمجيات يلجؤون إلى منصات مثل "ستاك أوفرفلو"، التي توفر مناقشات بين خبراء في المجال، ما يساعد المبرمجين على بناء فهم أعمق للمشكلات التي يواجهونها. أما اليوم، فبدلًا من البحث والاطلاع على آراء متعددة، يعتمد المطورون الجدد على الذكاء الاصطناعي لحل المشكلات بنقرة زر، كما يشير جويل ساخرًا: "المبرمجون الجدد لديهم حياة سهلة، فقط ينسخون أي خطأ يظهر لهم ويلصقونه في محادثة مع الذكاء الاصطناعي ليحصلوا على الحل فورًا."


هل يؤدي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي إلى تراجع التفكير النقدي؟

المشكلة الرئيسية التي يراها جويل هي أن الذكاء الاصطناعي يوفر الإجابات الصحيحة دون أن يجبر المستخدم على التفكير في البدائل أو فهم الحلول بشكل عميق. في المقابل، عندما كان المبرمجون يعتمدون على "ستاك أوفرفلو"، كان عليهم قراءة نقاشات الخبراء المتعددة، ما كان يتيح لهم رؤية الصورة الكاملة لمشكلتهم، وليس فقط الحل النهائي.

تشير بعض الدراسات إلى صحة هذا القلق. ففي بحث أُجري بالتعاون بين "مايكروسوفت" و"جامعة كارنيجي ميلون"، وجد الباحثون أن المبرمجين الذين يعتمدون بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي تتضاءل لديهم مهارات التفكير النقدي، تمامًا كما تضعف العضلات عند عدم استخدامها.

وبالرغم من أن هذه الدراسة تعتمد على تقييم ذاتي من المشاركين حول مدى جهدهم في التفكير، فإن مفهوم "التفريغ المعرفي" (Cognitive Offloading) ليس بعيدًا عن الواقع، حيث تشير الأدلة إلى أن المبرمجين الذين يعتمدون كليًا على الذكاء الاصطناعي لا يطورون فهمًا عميقًا للمجال.


خطر الأخطاء البرمجية... هل يدفع المطورون الجدد الثمن لاحقًا؟

إلى جانب التأثير السلبي على مهارات التفكير النقدي، هناك أيضًا مشكلة تتعلق بدقة الذكاء الاصطناعي ذاته. رغم أنه يساعد على تسريع سير العمل، فإنه يرتكب أخطاءً كارثية في بعض الأحيان، حيث يُعرف بقدرته على "الهلوسة"، أي إنتاج أكواد برمجية غير صحيحة أو غير منطقية، مما يزيد من احتمالية وقوع أخطاء فادحة في البرمجيات.

ذو صلة

في ظل هذا الواقع، لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء أو منع استخدام الذكاء الاصطناعي في البرمجة، لكن جويل يعتقد أن السؤال الحقيقي ليس "أين يجب أن نستخدم الذكاء الاصطناعي؟" بل "كيف نستخدمه بشكل صحيح؟". في الوقت الحالي، يحذر من أن الاعتماد المفرط على هذه الأدوات يؤدي إلى "استبدال الفهم العميق بحلول سريعة"، مضيفًا:


"سندفع ثمن ذلك لاحقًا."

ذو صلة