ذكاء اصطناعي

مسبار يوروبا كليبر يستغل جاذبية المريخ لمتابعة رحلته نحو قمر المشتري الجليدي

فريق العمل
فريق العمل

3 د

عبر مسبار "يوروبا كليبر" بالقرب من كوكب المريخ، مستغلًا جاذبيته لتعديل مساره باتجاه قمر يوروبا.

تهدف المهمة، التي تبلغ قيمتها 5,2 مليار دولار، إلى استكشاف محيط يوروبا الجوفي بحثًا عن مؤشرات للحياة.

استغل المسبار التحليق لاختبار أجهزته العلمية، بما في ذلك كاميرته الحرارية وجهاز الرادار المخترق للجليد.

يعزز نجاح هذه المناورة فرصة المركبة في الوصول إلى وجهتها بأقل استهلاك ممكن للوقود، مما يضمن استمرارية المهمة حتى عام 2030.

في خطوة جريئة ضمن رحلته الطويلة، مرَّ مسبار "يوروبا كليبر" التابع لوكالة ناسا بالقرب من كوكب المريخ، مستفيدًا من جاذبية الكوكب الأحمر لدفعه نحو وجهته النهائية: قمر يوروبا الجليدي التابع لكوكب المشتري. لكن هذه المناورة لم تكن مجرد تصحيح لمساره فحسب، بل شكلت فرصة نادرة لاختبار أدوات علمية حاسمة قد تساعد في الكشف عن دلائل على وجود حياة خارج الأرض.


رحلة بمليارات الأميال عبر النظام الشمسي

انطلق مسبار "يوروبا كليبر" في 14 أكتوبر 2024 من مركز كينيدي للفضاء، في مهمة تبلغ قيمتها 5.2 مليار دولار لاستكشاف القمر يوروبا، الذي يعتقد العلماء أنه يخفي محيطًا شاسعًا تحت قشرته الجليدية، وهو ما قد يجعله بيئة مناسبة للحياة الميكروبية.

تعد هذه المركبة واحدة من أكبر المسابير الفضائية التي أطلقتها ناسا، إذ يمتد حجمها إلى طول ملعب كرة سلة، وتتمتع بألواح شمسية عملاقة تساعدها على استغلال أشعة الشمس حتى في المناطق البعيدة من النظام الشمسي.

خلال مراحلها الأولى، وُضعت المركبة في مسار يتجنب أي اقتراب غير محسوب من المريخ كإجراء احترازي في حال حدوث أي أعطال غير متوقعة. ولكن مع نجاح أنظمتها في العمل بسلاسة، منح فريق المهمة الضوء الأخضر لمناورة دقيقة بالقرب من الكوكب الأحمر.


الاستفادة من المريخ كمقلاع كوني

لم يكن التحليق بالقرب من المريخ مجرد مرور عابر، بل كان مناورة حاسمة تُعرف باسم "المساعدة الجاذبية"، وهي تقنية تستخدم لتوفير الوقود عن طريق استغلال جاذبية كوكب ما لتعديل سرعة المركبة ومسارها دون الحاجة إلى حرق المزيد من الوقود.

خلال التحليق، الذي وقع في 2 مارس 2025 عند الساعة 12:57 ظهرًا بالتوقيت الشرقي (17:57 بتوقيت غرينتش)، كان المسبار يسير بسرعة 15.2 ميلًا في الثانية (24.5 كيلومترًا في الثانية). ومع مغادرته نطاق تأثير الجاذبية المريخية، انخفضت سرعته إلى 14 ميلًا في الثانية (22.5 كيلومترًا في الثانية)، وفقًا لموقع Space.com.

وصف بن برادلي، مخطط مهام في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، هذه العملية بأنها "لعبة بلياردو كونية"، حيث تتطلب الحسابات أن تصطف جميع العناصر في الهندسة الفلكية الصحيحة لضمان نجاح المناورة.


اختبار الأدوات العلمية للمسبار قبل الوصول إلى يوروبا

لم تقتصر أهمية هذا العبور على تعديل مسار المسبار، بل شكلت أيضًا فرصة لاختبار الأجهزة العلمية الموجودة على متنه.

من بين هذه الأدوات، الكاميرا الحرارية، التي تم تشغيلها لالتقاط صور متعددة الأطياف لكوكب المريخ، مما يسمح للمهندسين بمعايرة الجهاز والتأكد من أنه يعمل بشكل صحيح قبل الوصول إلى الهدف الرئيسي.

إضافة إلى ذلك، كان هناك اختبار بالغ الأهمية لـ جهاز الرادار، وهو واحد من الأدوات الأساسية في مهمة "يوروبا كليبر". صُمم هذا الجهاز لاختراق القشرة الجليدية للقمر يوروبا والبحث عن بحيرات مخفية أو محيطات تحت السطح، مما قد يكون مفتاحًا لكشف وجود حياة ميكروبية محتملة.

ذو صلة

تشير ناسا إلى أن هوائيات الرادار الخاصة بالمسبار كبيرة جدًا لدرجة أنها لم تستطع الخضوع لاختبارات كاملة على الأرض، لذا يُعتبر هذا التحليق بالقرب من المريخ أول فرصة حقيقية لاختبار أدائها في بيئة الفضاء.

بهذه الخطوة، يقترب "يوروبا كليبر" خطوة أخرى من تحقيق أحد أهم الأهداف العلمية لوكالة ناسا، وهو البحث عن الحياة في أعماق النظام الشمسي.

ذو صلة