مشهد لم تره البشرية من قبل: تلسكوب فضائي يوثّق لحظة ولادة الكواكب

3 د
كشفت صور التلسكوب الفضائي ولادة كواكب جديدة من حلقات الغاز والغبار.
يحقق مشروع exoALMA رصدًا غير مسبوق لأقراص الكواكب الأولية حول النجوم الشابة.
تساعد تقنيات مبتكرة العلماء في رؤية تفاصيل كوكبية معقدة بشكل أوضح.
توضح الدوامات والغبار في نظام HD 135344B تكوين كواكب جديدة.
هل تساءلت يوماً كيف تنشأ الكواكب في الكون؟ تخيّل أنك تنظر في صور عالية الدقة، وترى على الفور حلقات غازية ساحرة وشعاباً دوامية متقنة ترسم لنا لحظات ولادة عوالم بعيدة. هذا بالضبط ما حققه فريق من علماء الفلك مؤخراً، عبر صور هي الأوضح على الإطلاق، من خلال تلسكوب فضائي متطور للغاية.
في دراسة استثنائية نُشرت يوم 30 أبريل 2025 في مجلة "بوبيولار ساينس"، كشفت مجموعة من الباحثين ضمن مشروع exoALMA عن لقطات مدهشة وغير مسبوقة لأقراص الكواكب الأولية، وهي حلقات واسعة من الغبار والغاز تدور حول النجوم الناشئة حديثاً، تعتبر الحاضنات المبهرة لتشكل الكواكب الجديدة. وحقق العلماء هذه القفزة الكبيرة في الرصد باستعمال مصفوفة مرصد ألما (ALMA) الموجودة في صحراء أتاكاما في تشيلي، وهي مجموعة ضخمة من الأطباق التلسكوبية تعمل معاً وكأنها تلسكوب واحد شديد القوة.
ويعتمد مشروع exoALMA على تقنياتٍ مبتكرة تتيح مراقبة تأثير الكواكب التي لا تزال في طور التشكل على البيئة المحيطة بها بدلاً من محاولة رؤية الكواكب الناشئة بشكل مباشر. يصف ريتشارد تيغ، الباحث الرئيسي في الدراسة، هذه التقنية الجديدة بأنها "مثل الانتقال من نظارات القراءة إلى منظار عالي الدقة". ومن خلال تطوير أدوات وخوارزميات أكثر حساسية لتحليل البيانات الضخمة التي يجمعونها، تمكّن العلماء من رصد تفاصيل هائلة في بنية وسلوك هذه الأقراص.
ومن بين الأنظمة النجمية التي ركز عليها العلماء ضمن هذا البحث 15 نظاماً تبعد عنا بضع مئات إلى ألف سنة ضوئية فقط، وهو ما يُعتبر قريبًا نسبياً وفق المعايير الفلكية. وظهرت في هذه الأقراص تراكيب فريدة مثل الحلقات والفراغات والدوامات التي لم يكن من الممكن رؤيتها بوضوح مماثل في السابق. هذه المعالم تؤشر بقوّة إلى كواكب صغيرة تتشكل، حيث تقوم جاذبيتها الناشئة بترتيب وتشكيل الغبار والغاز حولها بطريقة مفاجئة وديناميكية.
وتعتبر مشاهدات نظام النجم HD 135344B من بين الأكثر إدهاشاً، إذ تُظهر هذه اللقطات دوامات مذهلة الشكل كالدوامة التي نراها في المحيط، تتشكّل نتيجة سحب الجاذبية من الكواكب حديثة الولادة داخل هذه الأقراص. هذه الدوامات توضح لنا أن النجوم المُحاطة بالأقراص الغازية والغبارية ليست مجرد هياكل جامدة، بل هي مليئة بالحركة والنشاط والحيوية.
إنّ هذه التفاصيل المذهلة تغيّر فهمنا السابق لنشأة الكواكب وتطوّرها وتفتح الباب أمام إمكانيات جديدة للعلماء في المستقبل. إذ سيساعد تحسين التقنيات المتبعة أكثر على فهم أوضح لهذه العملية الساحرة، بل وربما يُتيح إمكانية رصد الكواكب التي قد تكون قابلة لاستضافة الحياة في أنظمة نجمية بعيدة.
وفي هذا المجال، لا زالت هناك مساحة لمزيدٍ من التطور في أدوات القياس ومواصلة العمل على تعميق النظرة إلى هذه العوالم الغامضة. ومع استمرار استخدام تلسكوب ألما والتقنيات المتقدمة المشابهة، قد يصبح من الواقعي مراقبة مراحل أبعد وأكثر إثارة في قصة ولادة الكواكب. ولجعل المقال أكثر انسجاماً، قد يكون من المفيد إدراج عبارات مثل "عناقيد غازية" بدلاً من التكرار المستمر لكلمة "أقراص"، أو التركيز على استخدام أمثلة أوضح من حياتنا اليومية لتقريب الصورة للقارئ. كل هذه اللمسات البسيطة قد تساعد القارئ في الوصول إلى فهم أوضح وأفضل عن هذا التطور المثير في علوم الفلك.