ذكاء اصطناعي

مقتل باحث سابق في OpenAI بعد انتقاده لممارسات الشركة: تساؤلات تثير الجدل ووالدته تطالب بإجابات

فريق العمل
فريق العمل

3 د

تم العثور على سوشير بالاجي، الباحث السابق في OpenAI، ميتًا في شقته بسان فرانسيسكو، بعد أشهر من كشفه عن ممارسات الشركة غير القانونية.

أعلنت السلطات أن الوفاة كانت انتحارًا، لكن تقريرًا طبيًا مستقلًا أثار تساؤلات حول هذه الفرضية.

رفعت عائلة بالاجي دعوى قضائية للمطالبة بنشر تقرير التحقيق الكامل، وسط تصاعد الاهتمام العام بالقضية.

حتى الآن، لا تزال ملابسات وفاته غامضة، وسط مطالب بإجراء تحقيق فدرالي للكشف عن الحقيقة.

قبل أشهر من وفاته، كان سوشير بالاجي، الباحث السابق في شركة OpenAI، حديث الإعلام بعد أن كشف عن ممارسات غير قانونية تتعلق بانتهاك حقوق النشر في الشركة التي طوّرت نموذج الذكاء الاصطناعي الشهير ChatGPT. واليوم، بعد العثور عليه ميتًا في شقته بسان فرانسيسكو، تصرّ والدته على أن هناك أسئلة لا تزال بلا إجابة.


رحلة البحث عن الحقيقة

آخر مرة تحدثت فيها بورنيما راماراو مع ابنها كانت في عيد ميلاده، يوم 21 نوفمبر، حين كان في رحلة مع أصدقائه إلى جزيرة كاتالينا، قرب سواحل لوس أنجلوس. لم يدم الاتصال طويلًا، إذ أرادت أن تتركه يستمتع مع أصدقائه. لكنها لم تكن تعلم أن هذه ستكون آخر مرة تسمع فيها صوته.

بعد عودته إلى منزله في سان فرانسيسكو، تواصل بالاجي مرة أخرى مع والده في مكالمة قصيرة لم يُظهر خلالها أي علامات قلق أو ضيق. ولكن عندما مرّت الأيام ولم يتواصل معهم، شعرت والدته بالقلق. في 25 نوفمبر، توجهت إلى شقته في حي هايز فالي، وطرقت الباب دون أن تتلقى أي رد. في اليوم التالي، قدمت بلاغًا للشرطة حول اختفائه، ليتم لاحقًا العثور عليه ميتًا في شقته متأثرًا بطلقة نارية في الرأس.

أعلنت السلطات أن وفاته كانت انتحارًا، لكن العائلة والمجتمع العام يطالبون بالمزيد من التحقيقات، نظرًا لكون بالاجي كان أحد الشهود الأساسيين في قضية رفعتها صحيفة نيويورك تايمز ضد OpenAI.


مسيرة عبقرية وقرار مصيري

كان بالاجي، البالغ من العمر 26 عامًا، أحد العقول النابغة في مجال الذكاء الاصطناعي. نشأ في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، حيث كان يُظهر نبوغًا مبكرًا في البرمجة منذ سن الثانية. تخرّج من جامعة بيركلي، وبدأ العمل في OpenAI فور انتهاء دراسته، حيث شارك في تطوير نموذج GPT-4.

لكن مع مرور الوقت، بدأت قناعته تتغير. أعرب عن استيائه من تحول OpenAI من مختبر أبحاث غير ربحي إلى شركة تجارية تركز على الأرباح على حساب البحث العلمي، وبدأ يعبر عن قلقه عبر وسائل غير مباشرة مثل مشاركة النكات والميمات حول الأمر. في أغسطس 2024، استقال من الشركة، متزامنًا مع مغادرة أحد المؤسسين البارزين، جون شولمان.

بعد شهرين من مغادرته، فاجأ الجميع بظهوره في تقرير صحفي لصحيفة نيويورك تايمز، حيث كشف أن OpenAI كانت تنتهك قوانين حقوق النشر من خلال استخدام محتوى محمي في تدريب نماذجها. كما نشر مقالًا تفصيليًا عبر موقعه الشخصي، يوضح فيه كيف أن هذه الممارسات قد تُشكّل خطرًا على مستقبل المجال.


الغموض حول وفاته

بعد وفاته، سعت والدته للحصول على إجابات من السلطات، لكنها قوبلت بتفسيرات غير كافية، على حد قولها. في 31 يناير، رفعت العائلة دعوى قضائية ضد شرطة سان فرانسيسكو، مطالبة بنشر تقرير التحقيق بالكامل.

وفقًا لتقرير أعده طبيب شرعي مستقل، فإن مسار الرصاصة التي اخترقت جبهته لا يتناسب مع أنماط الانتحار الشائعة، كما تم العثور على كدمة في مؤخرة رأسه، ما يثير تساؤلات إضافية حول الحادثة. طلبت العائلة إجراء تحقيق فدرالي، لكن السلطات لم تستجب بشكل رسمي حتى الآن.


تداعيات القضية

أصبحت وفاة بالاجي مادة خصبة لنظريات المؤامرة، حيث تساءل العديد من الناشطين عن احتمال وجود دوافع خفية وراء وفاته. حتى إيلون ماسك، الذي كان من مؤسسي OpenAI قبل أن يغادرها، علّق عبر منصة X قائلاً:


"لا يبدو هذا وكأنه انتحار."

على الجانب الآخر، لم تصدر شركة OpenAI أي تعليقات رسمية، باستثناء بيان قصير نُشر على حسابها الرسمي في 16 يناير، جاء فيه:


"سوشير كان عضوًا قيّمًا في فريقنا، وما زلنا نشعر بالحزن على فقدانه."


ماذا بعد؟

ذو صلة

بينما تستمر التحقيقات، تواصل والدة بالاجي سعيها للحصول على إجابات. ظهرت مؤخرًا في برنامج تاكر كارلسون، وأعلنت أنها ستواصل حملتها للوصول إلى الحقيقة، قائلة: "سنأخذ هذه القضية إلى العلن، ولن نتوقف حتى نجد العدالة."

في ظل غياب تقرير نهائي من الشرطة، تبقى الأسئلة معلقة، ويبقى مصير بالاجي لغزًا لم يُحل بعد.

ذو صلة