ذكاء اصطناعي

ليس لأنهم أذكى منّا… بل يشبهوننا كثيرًا: نظرية تفسّر صمت الكائنات الفضائية وعدم تواصلها معنا

محمد كمال
محمد كمال

2 د

تقدم الدراسة فرضية "الرتابة الجذرية" لتفسير صمت الكائنات الفضائية.

قد تكون الحياة خارج الأرض شائعة ولكنها غير مهتمة بالتواصل مع البشر البدائيين.

تشير الدراسة إلى قصور تقنياتنا في اختراق الفضاء الواسع لاكتشاف إشارات كونية.

التوقعات تشير إلى أن التطورات التقنية قد تغير من فهمنا للصمت الكوني.

الصمت الكوني قد يكون بسبب وجود حياة خارجية بسيطة أو قصور في تقنياتنا.

في دراسة حديثة أثارت الفضول، قدّم فريق من العلماء تفسيراً جديداً ومغايراً تماماً للسؤال الذي حيّر البشرية طويلاً: لماذا لم نتلقَّ أي إشارة من حضارات خارج الأرض رغم اتساع الكون؟ النظريات السابقة دارت حول فرضيات مثل ندرة الحياة أو تدمير الحضارات لنفسها قبل التواصل، لكن الدراسة الجديدة تميل إلى تفسير أكثر بساطة ودهشة في آن واحد.

وهذا الانتقال يقودنا إلى ما يسميه العلماء نظرية "الرتابة الجذرية"، وهي فكرة ترى أن الحياة خارج الأرض قد تكون شائعة جداً، لكنها عادية إلى درجة لا تستدعي أي تفاعل استثنائي معنا.


الحياة قد تكون موجودة... لكن بلا اهتمام بالأرض

تشير الفرضية إلى أن الكائنات الفضائية ربما تعيش في مجرات بعيدة أو حتى في أنظمة نجمية قريبة، لكنها لا تملك أي دافع للتواصل مع حضارة بشرية تعتبر — بمقياسها — بدائية. ويقول الباحثون إن هذا الوضوح في التجاهل قد يعكس ببساطة اختلافاً جذرياً في مستوى الوعي أو في معايير الاهتمام العلمي لديهم. لذلك فبدلاً من تصور كائنات تسعى لاجتياح الأرض، ربما علينا تخيّل مخلوقات منشغلة بعوالمها الخاصة غير عابئة بنا على الإطلاق.

هذا الطرح يقودنا إلى زاوية أخرى تتعلق بالبحث العلمي نفسه، إذ يربط بعض المختصين بين فشل مشاريع رصد الإشارات — مثل تلك التي تشرف عليها وكالة “ناسا” وبرامج “سيتي” (SETI) — وبين محدودية أدواتنا الحالية، لا بغياب الحياة الذكية فعلاً.


التكنولوجيا البشرية ما زالت في بداياتها

بحسب الدراسة، فإن البشرية لم تبلغ بعد مرحلة تطورية أو تقنية تؤهلها لاختراق الحدود الكونية الشاسعة. الأجهزة الراديوية التي نستخدمها، رغم تطورها الكبير، تبقى محدودة أمام الموجات الكهرومغناطيسية المنتشرة عبر ملايين السنين الضوئية. لذا فإن احتمال أن تعبر رسالة من حضارة فضائية شبكتنا الراديوية في اللحظة المناسبة شبه معدوم، وهو ما يجعل الصمت الكوني منطقياً أكثر مما نعتقد.

ذو صلة

ومن الطبيعي بعد ذلك أن يتساءل الخبراء: هل يمكن يوماً كسر هذا الصمت إذا تطورت تقنيات الاتصال الفلكي بشكل دراماتيكي؟ تشير التوقعات إلى أن مشاريع الاستكشاف المستقبلية، وخاصة تلك القائمة على الذكاء الاصطناعي وتحليل الطيف النجمي، قد تغيّر المعادلة.

في المحصلة، يبدو أن “غياب” الكائنات الفضائية عن مشهدنا ليس دليلاً على عدم وجودها، بل ربما على بساطة وجودها الممل أو على قصورنا نحن عن التقاط إشاراتها. وبين احتمال الوعي المتقدم والتقنيات المحدودة، يبقى السؤال مفتوحاً: هل نحن وحدنا فعلاً، أم أن الكون يفيض بحيواتٍ لا ترى فينا سوى إحدى قصصه الصغيرة العادية؟

ذو صلة