ذكاء اصطناعي

هروب إلى الماضي: جيل زد يجعل من التكنولوجيا القديمة أحد أكبر اتجاهات عام 2025.. ”هذه الأشياء لها قيمة أكبر”

فريق العمل
فريق العمل

3 د

يتبنى جيل زد التكنولوجيا الرجعية كرد فعل على الإرهاق الرقمي، مما أدى إلى زيادة الطلب على الأجهزة مثل مشغلات الأسطوانات، والكاميرات الفورية، وأجهزة الكاسيت.

تمكنت شركة Kickback، التي تأسست عام 2024، من تحقيق 500,000 دولار في المبيعات من خلال تقديم منتجات تساعد على الانفصال عن الشاشات الرقمية.

التكنولوجيا الرجعية ليست مجرد نزعة قائمة على الحنين، بل استجابة نفسية لحاجة الإنسان إلى التفاعل مع الأشياء الملموسة، وفقًا للخبراء.

تحقق Retrospekt حوالي 8 ملايين دولار سنويًا من بيع الأجهزة التناظرية، ويعتقد مؤسسوها أن التجارب المادية تزداد قيمة كلما أصبحت التكنولوجيا الرقمية أكثر تقدمًا.

في عالم يسيطر فيه الهواتف الذكية والشاشات الرقمية على كل جانب من جوانب الحياة، بدأ جيل زد في البحث عن وسائل للهروب من هذا الواقع الرقمي المفرط، ليجد ضالته في التكنولوجيا الرجعية. من مشغلات الأسطوانات وكاميرات الأفلام إلى أجهزة الكاسيت والـ CD، باتت هذه المنتجات تحقق مبيعات متزايدة بين الشباب الذين يسعون إلى تجربة أكثر ملموسية وحميمية بعيدًا عن العالم الرقمي الموحد.


ثورة التكنولوجيا الرجعية: من الحاجة إلى التحرر الرقمي

لندن غلورفيلد، مؤسس شركة Kickback والبالغ من العمر 23 عامًا، نشأ في عالم تملؤه التكنولوجيا منذ طفولته. بدأ يشعر مع مرور الوقت أنه غارق في الشاشات لدرجة جعلته غير سعيد، ما دفعه إلى حذف تطبيقات التواصل الاجتماعي بشكل دوري بحثًا عن راحة عقلية والعودة لذكريات الطفولة. لكن إدراكه أن هذا الشعور مشترك بين العديد من أبناء جيله قاده إلى تأسيس شركته Kickback، وهي علامة تجارية تبيع مشغلات الأسطوانات، والكاميرات القديمة، والسماعات، وأجهزة الكاسيت.

يقول غلورفيلد:


"لقد وجدنا نجاحًا خاصًا في المنتجات التي تساعد على الانفصال عن التكنولوجيا الرقمية، وهذا هو الشعور الذي لم تتح لنا الفرصة لتجربته كجيل وُلد في عصر الإنترنت."


لماذا ينجذب الشباب إلى التكنولوجيا القديمة؟

وفقًا لتقرير Global Wellness Summit 2025، فإن الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيا الرجعية لا ينبع فقط من الحنين إلى الماضي، بل يعكس حاجة بشرية أساسية للتفاعل مع العالم الملموس.

توضح بيث ماغروارتي، مديرة الأبحاث في معهد Global Wellness، أن هذا الاتجاه هو رد فعل نفسي ضد الحياة الرقمية:


"الناس مبرمجون بيولوجيًا منذ الطفولة على التفاعل مع الأشياء المادية. هناك جوع متزايد لدى جيل زد للتعامل مع أدوات ملموسة بعيدًا عن عالم الشاشات الرقمية المتغير باستمرار."

وتضيف أن استخدام جهاز واحد لتلبية جميع الاحتياجات اليومية -من الترفيه إلى العمل والتواصل- يجعل الأفراد عرضة للتشتت والإرهاق الرقمي، ما يدفع الشباب للبحث عن تجارب أكثر تركيزًا.


Kickback تحقق نجاحًا بمبيعات تجاوزت نصف مليون دولار

منذ إطلاقها العام الماضي، تمكنت Kickback من تحقيق أكثر من 500,000 دولار من الإيرادات، وهو ما يعكس تزايد الطلب على المنتجات الرجعية بين جيل زد. يرى غلورفيلد أن سر النجاح يكمن في أن جيله يسعى للتحرر من الأجهزة الذكية شديدة التعقيد من خلال تبني التكنولوجيا أحادية الاستخدام.


"هناك متعة خاصة في الخروج للتنزه بكاميرا تناظرية، دون إغراء التحقق من الهاتف أو تلقي رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل."


لماذا يفضل البعض التكنولوجيا "غير العملية"؟

هذا التوجه لا يقتصر على Kickback وحدها، فهناك شركات أخرى مثل Retrospekt، التي يديرها آدم فورست وزوجته كوري فورست منذ عام 2015، والتي تخصصت في بيع الكاميرات الفورية من Polaroid، وأجهزة Game Boy، وآلات الطباعة الكلاسيكية.

يحقق متجر Retrospekt مبيعات سنوية تصل إلى 8 ملايين دولار، مع قاعدة عملاء تتراوح أعمارهم بين 13 و39 عامًا. ويرى فورست أن التطور التكنولوجي قد جعل الحياة أسهل لكنها أيضًا أكثر برودًا وتعقيمًا، مما خلق حاجة جديدة للتفاعل مع الأشياء المادية التي توفر تجارب أكثر قيمة حتى لو كانت "غير عملية".


"كلما زادت سهولة الوصول إلى التكنولوجيا، زادت قيمة التجربة الحقيقية. قد تكون بعض الأجهزة القديمة غير مريحة، لكنها تمنح إحساسًا بالتفاعل الحقيقي مع العالم الملموس."


ماذا يعني هذا الاتجاه لمستقبل التكنولوجيا؟

ذو صلة

بالرغم من التقدم الرقمي الكبير، يعتقد فورست أن البشرية ليست مستعدة بعد للتخلي عن الأشياء المادية تمامًا. فالقدرة على لمس، وإمساك، واستخدام الأدوات التقليدية توفر إحساسًا بالاتصال الحقيقي بالعالم، وهو ما يفتقر إليه العالم الرقمي.


"كلما ابتعدنا عن التكنولوجيا التناظرية، زادت قيمتها العاطفية. هناك شيء مميز جدًا في امتلاك سجل فينيل أو كاميرا تناظرية، وهذا ما يجعل هذه المنتجات أكثر جاذبية بمرور الوقت."

ذو صلة