ذكاء اصطناعي

هل تسعى الحكومة السورية الجديدة لاعتماد “البيتكوين” كطوق نجاة لإنعاش الاقتصاد؟

فريق العمل
فريق العمل

3 د

اقتراح رقمنة الليرة السورية على البلوكشين ودعمها باحتياطات من البيتكوين والذهب والدولار.

الدعوة إلى وضع إطار تنظيمي شامل لتداول العملات الرقمية وتعدينها.

تشمل التحديات العقوبات الدولية، نقص البنية التحتية، والوضع الاقتصادي الهش.

تتماشى المبادرة مع التوجه العالمي لاستكشاف العملات الرقمية كأداة لمواجهة الأزمات الاقتصادية.

في خطوة جريئة تحمل آمالًا كبيرة في تحسين الأوضاع الاقتصادية، اقترح "مركز الأبحاث الاقتصادية السوري" خطة شاملة تهدف إلى دمج العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين (BTC)، في النظام المالي للدولة. تأتي هذه المبادرة في ظل التحديات الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد، والتي دفعت المواطنين إلى البحث عن حلول بديلة لمواجهة التضخم وفقدان القيمة الشرائية لليرة السورية.


رؤية جديدة لمستقبل الاقتصاد السوري

التقرير، الذي أُرسل إلى الحكومة الانتقالية، يضع تصورًا اقتصاديًا يعتمد على بناء بنية تحتية رقمية قادرة على تعزيز الاستقرار المالي وتحفيز النمو. وتضمن التقرير العديد من التوصيات التي تعكس إدراكاً عميقاً للتحولات الاقتصادية العالمية، ومن أبرزها:

  • رقمنة العملة الوطنية: اقتراح إنشاء نسخة رقمية من الليرة السورية على تقنية البلوكشين، مدعومة باحتياطات من البيتكوين والذهب والدولار الأميركي، ما يمكن أن يعزز الثقة بالعملة الوطنية ويحد من التضخم.
  • إطار تنظيمي شامل: الدعوة إلى وضع لوائح وقوانين تضمن الشفافية في تداول العملات الرقمية وتعدينها، مما يسهم في حماية المستثمرين ويشجع الابتكار.
  • تمكين المواطنين: منح الأفراد الحق في إدارة أصولهم الرقمية بأنفسهم، مع توفير ضمانات قانونية لحماية خصوصيتهم وأمان معاملاتهم.

وأشار التقرير إلى أن هذه الخطوات ليست مجرد حلول تقنية، بل هي أدوات ضرورية لتمكين السوريين من مواجهة التحديات الاقتصادية الكبرى.


تحديات واقعية على طريق التنفيذ

ورغم الطابع الطموح لهذه الخطة، فإنها تصطدم بواقع مليء بالتحديات، من أبرزها:

  • العقوبات الدولية: التي تعرقل وصول سوريا إلى الأسواق العالمية وتحد من قدرة النظام المالي على التفاعل مع الاقتصاد الدولي.
  • نقص البنية التحتية التقنية: حيث تعاني سوريا من ضعف كبير في انتشار التكنولوجيا والخدمات الرقمية، خاصة في المناطق الريفية.
  • الوضع الاقتصادي الهش: الذي يجعل تنفيذ مشاريع طموحة كهذه مهمة صعبة وسط معاناة اقتصادية مستمرة منذ سنوات.

ومع ذلك، يرى التقرير في الشعب السوري مصدر الأمل الحقيقي، مشيدًا بمرونته وقدرته على التكيف مع الظروف الصعبة، قائلاً: "لقد أثبت السوريون أنهم قادرون على مواجهة أصعب التحديات، وهذه الخطة تمثل فرصة للارتقاء لمستوى جديد من التنمية الاقتصادية."


البيتكوين في السياق العالمي

لا تنفصل المبادرة السورية عن السياق العالمي المتغير، حيث يتزايد اهتمام الحكومات باستخدام العملات الرقمية كأداة اقتصادية. فقد بدأت دول مثل فنزويلا في استخدام البيتكوين لمكافحة التضخم المفرط، فيما تدرس دول أخرى إمكانية اعتماده كأصل احتياطي.

وفي ظل التغيرات السريعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، تمثل هذه المبادرة السورية محاولة جادة للاستفادة من الطبيعة اللامركزية للبيتكوين للتغلب على العزلة الاقتصادية المفروضة على البلاد.

ذو صلة

هل يمكن تحقيق هذه الرؤية؟

رغم أن تحقيق هذا المشروع يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي، إلا أنه يعكس تفكيرًا استراتيجيًا يحتاج إلى دعم دولي وإصلاحات داخلية واسعة. ومع بدء عام 2025، يظل السؤال الأكبر: هل يمكن للبيتكوين أن يلعب دورًا حقيقيًا في تحقيق الاستقرار الاقتصادي في سوريا؟

ذو صلة