ذكاء اصطناعي

هل كان مجرد تهويل علمي؟؟.. ناسا تقلل احتمالات اصطدام 2024 YR4 بالأرض إلى أقل من 1%

فريق العمل
فريق العمل

3 د

انخفض احتمال اصطدامه بالأرض إلى 0,28% بعد مراقبات جديدة أجرتها ناسا.

ازدادت احتمالية اصطدامه بالقمر إلى 1%، لكن دون أن يشكل تهديدًا خطيرًا.

تم اكتشافه في ديسمبر 2024 بواسطة نظام ATLAS في تشيلي.

لا تزال مراقبته مستمرة عبر تلسكوب جيمس ويب لضمان تتبع مساره بدقة.

تتواصل جهود علماء الفلك في وكالة ناسا لمراقبة مسار الكويكب 2024 YR4، الذي أثار قلقاً واسعاً في الأوساط العلمية ووسائل الإعلام خلال الأسابيع الماضية. فبحسب التقديرات الأولية، كان احتمال اصطدامه بالأرض يُقدَّر بنسبة 1.3%، وهو ما اعتُبر خطراً مرتفعاً نسبياً مقارنةً بالكويكبات الأخرى التي تتم مراقبتها بانتظام. ومع توافر المزيد من البيانات، ارتفع هذا الاحتمال مؤقتًا إلى 3.1%، مما زاد من المخاوف. لكن الأخبار الأخيرة جاءت مطمئنة؛ إذ كشفت الحسابات المحدثة أن احتمال اصطدامه بالأرض انخفض إلى 0.28%، بينما ارتفعت احتمالية اصطدامه بالقمر إلى 1%.


مراقبة دقيقة بواسطة التلسكوبات الفضائية

لا يزال العلماء يراقبون الكويكب عن كثب باستخدام مجموعة من التلسكوبات المتطورة، بما في ذلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي، حيث تتطلب مثل هذه الحسابات فترات طويلة من الرصد لتأكيد دقة المسار المتوقع. والسبب في ذلك أن ملاحظات أولية محدودة لا تكفي لتحديد اتجاه الكويكب بشكل دقيق، بل يحتاج العلماء إلى سلسلة من المشاهدات لرسم مساره بدقة أكبر.


كيف يتم اكتشاف الكويكبات الخطرة؟

الكويكبات هي بقايا صخرية نشأت أثناء تشكّل النظام الشمسي قبل نحو 4.6 مليار سنة. ومعظمها يتواجد في حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشتري، لكن بعضها يتحرك في مدارات قريبة من الأرض، وهو ما يُعرف بـالأجرام القريبة من الأرض (NEOs).

تم اكتشاف الكويكب 2024 YR4 في 27 ديسمبر 2024 بواسطة نظام ATLAS (نظام الإنذار الأخير للتصادم مع الكويكبات الأرضية)، وهو مشروع تموله ناسا وتُشرف عليه جامعة هاواي. يتكون هذا النظام من مجموعة من التلسكوبات المنتشرة حول العالم، وهدفه الأساسي هو رصد الكويكبات الخطرة قبل فترة كافية من احتمال الاصطدام، مما يسمح للعلماء والجهات المختصة بتقييم التهديد واتخاذ الإجراءات اللازمة عند الضرورة. ومنذ إنشائه، نجح ATLAS في اكتشاف آلاف الكويكبات، من بينها كويكبات تشكل تهديدًا حقيقياً على كوكب الأرض مثل 2024 YR4.


فهم تهديد الكويكبات: بين الرصد والحسابات الرياضية

لفهم التهديد المحتمل من الكويكبات، يعتمد العلماء على الرصد المستمر وتحليل البيانات على مدار فترات طويلة. يُشَبَّه الأمر بلعبة التنس؛ فالتقاط صورة لكرة تنس أثناء تحليقها لا يكشف سوى موقعها اللحظي، لكنه لا يحدد مسارها أو وجهتها النهائية. وبالمثل، فإن رصد كويكب في لحظة معينة لا يكفي لفهم مداره المستقبلي، بل يتطلب الأمر ملاحظات متكررة على مدى أيام وأسابيع، مما يسمح لعلماء الفلك بحساب مساره المحتمل بدرجة أكبر من الدقة.


نتائج المراقبة الأخيرة: هل هناك ما يدعو للقلق؟

في ليلة 19-20 فبراير 2025، تم إجراء عمليات رصد إضافية للكويكب 2024 YR4، وجاءت النتائج مطمئنة؛ إذ أعلنت فرق الدفاع الكوكبي في ناسا أن احتمال اصطدامه بالأرض قد انخفض إلى 0.28%. ومع ذلك، فقد أظهرت الحسابات أن احتمالية اصطدامه بالقمر ارتفعت إلى 1%، وهي نسبة ضئيلة جدًا، لكنها تستدعي استمرار المراقبة لضمان عدم وجود أي تغيرات غير متوقعة في مساره خلال الأشهر المقبلة.


ماذا بعد؟

ذو صلة

على الرغم من انخفاض المخاطر، سيظل علماء الفلك يراقبون الكويكب 2024 YR4 لضمان عدم تغير مساره لاحقًا، وهو ما قد يحدث نتيجة تأثيرات الجاذبية للكواكب الأخرى أو تأثير ياركوفيسكي، الذي ينجم عن امتصاص الكويكب للإشعاع الشمسي ومن ثم انبعاثه، مما قد يؤثر طفيفًا على حركته عبر الزمن.

هذه النتائج الأخيرة تعزز الثقة في قدرة العلماء على اكتشاف وتتبع الكويكبات الخطرة، مما يمنح البشرية الوقت الكافي لدراسة أي تهديد محتمل ووضع استراتيجيات للتعامل معه مستقبلاً.

ذو صلة