وداعًا للدولار في عدة دول — سيتم حظره تمامًا في هذه المناطق لهذا السبب

3 د
قررت 11 دولة، من بينها روسيا وكازاخستان وأوزبكستان، حظر استخدام الدولار في معاملاتها عبر الحدود بعد قمة رابطة الدول المستقلة.
يهدف القرار إلى تقليل الاعتماد على العملة الأمريكية وتعزيز السيادة المالية للدول المعنية.
يُتوقع أن يؤدي التخلي عن الدولار إلى تعزيز العملات المحلية وتحفيز النمو الاقتصادي في الأسواق الإقليمية.
شهد الدولار ارتفاعًا عالميًا بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية جديدة، مما أثر على الأسواق المالية.
في تحول اقتصادي استراتيجي، اتخذت 11 دولة قرارًا تاريخيًا يقضي بالتخلي عن الدولار الأمريكي في معاملاتها التجارية عبر الحدود. يأتي هذا القرار كجزء من جهود هذه الدول لتعزيز سيادتها المالية وتقليل الاعتماد على العملة الأمريكية، التي كانت لعقود تُستخدم كعملة الاحتياط الرئيسية في العالم.
التفاصيل والخلفيات:
ظل الدولار لعقود طويلة عملة الهيمنة في الأسواق المالية العالمية، حيث تعتمد عليه البنوك المركزية كاحتياطي رئيسي، ويتم تسعير معظم السلع الأساسية، مثل النفط، به. لكن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا بعد الحرب في أوكرانيا دفعت العديد من الدول إلى البحث عن بدائل، فيما يُعرف بعملية "إزالة الدولرة" (De-dollarization).
وخلال قمة رابطة الدول المستقلة (CIS) التي انعقدت في يناير الماضي، وقّع رؤساء الدول الأعضاء اتفاقًا مشتركًا للتخلي عن الدولار تدريجيًا في التعاملات التجارية بين بلدانهم، وتعزيز الاعتماد على العملات المحلية أو حلول أخرى أكثر استقلالية. وشملت هذه الدول:
- أرمينيا
- تركمانستان
- أوزبكستان
- أذربيجان
- بيلاروسيا
- مولدوفا
- روسيا
- طاجيكستان
- كازاخستان
- قرغيزستان
لماذا تتخلى هذه الدول عن الدولار؟
يمثل القرار تحولًا اقتصاديًا مهمًا، ليس فقط بسبب تأثيره على المعاملات التجارية، ولكن أيضًا بسبب تداعياته السياسية والاستراتيجية. فالتعامل بالدولار يمنح الولايات المتحدة نفوذًا هائلًا في الاقتصاد العالمي، حيث تستطيع التأثير على المعاملات المالية الدولية من خلال عقوباتها أو سياساتها النقدية.
إزالة الدولرة تمنح هذه الدول استقلالًا أكبر، حيث تقلل من تعرض اقتصاداتها لتقلبات الدولار، وتقلل أيضًا من احتمالية تأثير العقوبات الأمريكية عليها في المستقبل. كما أن تشجيع التعامل بالعملات المحلية يعزز الثقة بها، ويشجع الاستثمار الداخلي، ويقوي الأسواق المالية الإقليمية.
التداعيات الاقتصادية المتوقعة:
- تراجع النفوذ الأمريكي: تراجع الطلب العالمي على الدولار يمكن أن يقلل من النفوذ الاقتصادي والسياسي للولايات المتحدة.
- نمو الأسواق الإقليمية: الاعتماد على العملات المحلية يمكن أن يعزز الاستثمارات الداخلية والتجارة بين الدول الأعضاء.
- تقلبات اقتصادية محتملة: التخلي عن الدولار قد يتسبب في اضطرابات اقتصادية على المدى القصير، لكن على المدى الطويل قد يكون مفيدًا لهذه الاقتصادات.
الانعكاسات على الأسواق العالمية:
بالتزامن مع هذا التحول، شهد الدولار ارتفاعًا ملحوظًا بسبب التوترات التجارية التي أثارها الرئيس الأمريك دونالد ترامب، بعد فرضه رسومًا جمركية ضخمة على الصين وكندا والمكسيك، مع تهديدات بفرض عقوبات على الاتحاد الأوروبي. تسبب ذلك في تراجع الأسواق المالية الآسيوية والأوروبية، حيث انخفضت مؤشرات فرانكفورت وباريس بنسبة 2%، بينما افتتحت بورصة لندن على انخفاض تجاوز 1%.
في المقابل، ارتفع الدولار مقابل عدد من العملات العالمية، إذ سجل مكاسب بنسبة 2.3% مقابل البيزو المكسيكي، وأكثر من 1% مقابل الدولار الكندي واليورو، كما ارتفع أمام الراند الجنوب أفريقي والدولار الأسترالي والوون الكوري الجنوبي.
ختامًا، يبدو أن النظام المالي العالمي يمر بمرحلة تحول كبرى، حيث تحاول العديد من الدول تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي لضمان سيادتها الاقتصادية. وبينما لا يزال من المبكر الحكم على مدى نجاح هذه الخطوة، فإنها بلا شك تعكس توجّهًا عالميًا نحو عالم متعدد الأقطاب اقتصاديًا، قد يغير ملامح الأسواق العالمية في السنوات القادمة.