ذكاء اصطناعي

2024 يدخل التاريخ: العام الأكثر حرارة مع تخطي حاجز 1.5°C!

فريق العمل
فريق العمل

3 د

سجل عام 2024 أعلى متوسط درجات حرارة عالمية، متجاوزًا عتبة 1,5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

تسبب النشاط البشري في استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري، مدعومًا بانبعاثات الغازات الدفيئة.

شهدت أستراليا ثاني أكثر الأعوام حرارة، مع تسجيل أرقام قياسية إقليمية في بعض المناطق.

يتطلب تحقيق أهداف اتفاقية باريس تسريع وتيرة إزالة الكربون بشكل فوري.

مع إعلان عام 2024 رسميًا كأكثر الأعوام حرارة في التاريخ، يبدو أن العالم قد وصل إلى لحظة فارقة في معركته ضد تغير المناخ. في خطوة لم تكن مفاجئة للعلماء، لكنها مقلقة للبشرية جمعاء، أعلنت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ أن متوسط درجات الحرارة العالمية تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.

جاء هذا الإعلان يوم الجمعة الماضي، في وقت تجتاح فيه حرائق الغابات المدمرة مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، ما يعكس بصورة مأساوية التأثيرات المتفاقمة لتغير المناخ على حياتنا اليومية.


انبعاثات الغازات الدفيئة: الوقود المستمر للاحتباس الحراري

من الواضح أن السبب الأساسي لهذا الاحترار القياسي هو النشاط البشري المستمر في إطلاق الغازات الدفيئة نتيجة لحرق الوقود الأحفوري. ومع ذلك، فإن الأرقام القياسية المسجلة تحمل رسالة قاسية: لن تتوقف درجات الحرارة عن الارتفاع إلا إذا نجحنا في تحقيق الحياد الكربوني.

وهذا يثير سؤالًا حاسمًا: إلى أي مدى نحن مستعدون لتغيير مسارنا؟


عام استثنائي بمعنى الكلمة

أكدت نتائج كوبرنيكوس، المتوافقة مع بيانات أخرى رائدة، أن عام 2024 كان الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1850. تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية لهذا العام مستويات ما قبل الثورة الصناعية بمقدار 1.6 درجة مئوية.

وصلت درجة الحرارة اليومية العالمية في 22 يوليو 2024 إلى 17.16 درجة مئوية، وهو رقم قياسي غير مسبوق.

وصرح كارلو بونتمبو، مدير كوبرنيكوس، قائلًا:


"نحن الآن نقف على حافة تجاوز المستوى الحرج البالغ 1.5 درجة مئوية المحدد في اتفاقية باريس، حيث أن متوسط العامين الماضيين تجاوز بالفعل هذا المستوى".


كارثة بيئية تمس الملايين

أسهمت درجات الحرارة المرتفعة، جنبًا إلى جنب مع مستويات غير مسبوقة من بخار الماء في الغلاف الجوي، في موجات حر شديدة وأمطار غزيرة أغرقت الملايين في معاناة يصعب تصورها.


قياس حرارة الأرض: تحدٍّ علمي مستمر

قد تبدو فكرة قياس متوسط درجة حرارة سطح الأرض بسيطة، لكنها تتطلب تضافر جهود علمية هائلة. وعلى الرغم من اختلاف الأساليب بين المنظمات، فإن الإجماع واضح: عام 2024 كان استثنائيًا بكل المقاييس.

لعبت ظاهرة النينيو دورًا ملموسًا في رفع درجات الحرارة، خاصة في المحيط الهادئ، مما أضاف حوالي 0.2 درجة مئوية إلى المتوسط العالمي.


أستراليا: مثال حي على التغير المناخي

كان عام 2024 الأكثر حرارة في جميع المناطق القارية باستثناء القارة القطبية الجنوبية وأسترالاسيا. في أستراليا تحديدًا، كان العام ثاني أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق بعد عام 2019.

تميز العام بدرجات حرارة قياسية في جنوب غرب أستراليا وبعض المناطق الوسطى والشرقية. وشهد شهر أغسطس أعلى درجات الحرارة على الإطلاق.

وعلى الرغم من أن بعض الفصول بدت أقل تأثرًا، فإن الاتجاه العام نحو ارتفاع درجات الحرارة واضح، وهو ما يؤكد أن تغير المناخ ليس مجرد مسألة نظرية، بل حقيقة يومية تتجلى أمام أعيننا.


هل فشلت اتفاقية باريس؟

تهدف اتفاقية باريس إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى أقل من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. ومع ذلك، فإن تجاوز هذا المستوى لعام واحد لا يعني فشل الاتفاقية بالكامل.

تُقاس نجاحات الاتفاقية بناءً على متوسطات طويلة الأمد تقلل من تأثير الظواهر المناخية المؤقتة مثل النينيو والنينيا.


نظرة إلى المستقبل: ما العمل؟

الأمر المثير للقلق هو أن العلاقة بين الانبعاثات الحرارية ودرجات الحرارة تكاد تكون خطية: كل طن إضافي من الغازات الدفيئة يزيد من الاحترار العالمي.

ذو صلة

قد لا يكون عام 2025 بنفس حرارة العام الماضي بسبب تراجع النينيو، ولكن الاتجاه نحو تسجيل درجات حرارة قياسية جديدة في المستقبل يبدو شبه حتمي.

لهذا السبب، يجب أن نتحرك الآن. الوقت لم ينفد بعد، ولكن كل لحظة تمر دون اتخاذ إجراءات حاسمة تجعل مستقبلنا المشترك أكثر صعوبة.

ذو صلة