ذكاء اصطناعي

50 ألف قدم من الرماد فوق رؤوسنا: بركان ألاسكا يهدد الملاحة الجوية

50 ألف قدم من الرماد فوق رؤوسنا: بركان ألاسكا يهدد الملاحة الجوية
فريق العمل
فريق العمل

3 د

رصد مرصد البراكين في ألاسكا نشاطاً متزايداً في جبل سبور ويصنف حالته بـ"الصفراء".

قد يصل الرماد الناتج عن الثوران إلى 50 ألف قدم، ما يهدد الطائرات ويتسبب في إلغاء الرحلات الجوية.

تشمل التأثيرات المحلية خطر تلوث الهواء وتعطيل المطارات، كما حدث في ثوران 1992.

حذرت الجهات المعنية من أن ثوراناً كبيراً قد يؤدي إلى آثار بيئية وجوية تتجاوز ألاسكا وتمتد عالمياً.

أطلق مرصد البراكين في ألاسكا (AVO) تحذيراً عاجلاً بشأن ازدياد علامات الاضطراب تحت جبل سبور، وهو بركان نشط يقع على بُعد نحو 130 كيلومتراً إلى الغرب من مدينة أنكوراج، كبرى مدن الولاية. وتشير البيانات الحديثة إلى تسجيل سلسلة من الزلازل الصغيرة وارتفاع ملحوظ في انبعاثات الغازات البركانية، ما يثير مخاوف من احتمال وقوع ثوران كبير في أي وقت.


سجل تاريخي مقلق... والرماد قد يحجب الشمس

آخر ثوران مسجل لجبل سبور كان في 18 أغسطس 1992، عندما قذف البركان سحابة رماد ضخمة غطت سماء منطقة "كوك إنليت" لعدة ساعات، وتسبب في شلل جزئي لحركة الطيران. أما في عام 1953، فقد كانت الحادثة أكثر عنفاً، إذ غطّى الرماد حينها مساحة تجاوزت 31 ألف كيلومتر مربع.

وبحسب المرصد، فإن حالة البركان حالياً تُصنّف بـ"الصفراء"، ما يعني وجود اضطراب متزايد دون وصوله بعد إلى مرحلة الانفجار الوشيك. ومع ذلك، فإن مراقبة مستمرة تُجرى على مدار الساعة باستخدام أجهزة استشعار زلزالية، وكاميرات حرارية، وصور أقمار صناعية، وأجهزة التقاط الموجات الصوتية، لرصد أي مؤشرات على اقتراب الثوران.


خطر على الطائرات يعيد إلى الأذهان كارثة أيسلندا

تشير التقديرات إلى أن سحابة الرماد الناتجة عن ثوران محتمل لجبل سبور يمكن أن ترتفع إلى ارتفاع 50,000 قدم، أي نحو 15 كيلومتراً في الغلاف الجوي. وهذا الارتفاع يُعدّ بالغ الخطورة على محركات الطائرات، إذ يمكن للرماد أن يتسبب في تعطيل المحركات وأجهزة الملاحة، مما قد يؤدي إلى إلغاء واسع للرحلات الجوية.

وتعيد هذه المخاوف إلى الأذهان كارثة بركان "إيافيالايوكوتل" في آيسلندا عام 2010، التي تسببت في أكبر اضطراب لحركة الطيران منذ الحرب العالمية الثانية، حين تعطلت آلاف الرحلات في أوروبا نتيجة انتشار الرماد البركاني في الأجواء.


تأثيرات محلية: المطار تحت التهديد وجودة الهواء في خطر

بالإضافة إلى تهديد الطيران، يشكل تساقط الرماد خطرًا مباشراً على سكان أنكوراج والمناطق المجاورة، حيث يمكن أن يؤدي إلى تلوث الهواء وإغلاق المطارات وتعطل المرافق. في ثوران 1992، أغلق مطار أنكوراج الدولي ليوم كامل، واستمرت مشاكل جودة الهواء لأشهر، مع إعادة انتشار الرماد بسبب الرياح وحركة المركبات.


العلماء في سباق مع الزمن... وتحذيرات للسكان

يعمل علماء مرصد AVO بشكل مكثف على تحليل النشاط البركاني لرصد أي مؤشرات تُنذر بثوران وشيك. يعتمد المرصد على شبكة من المحطات الزلزالية التي ترصد حركة الصهارة تحت الأرض، وأجهزة تستمع للانفجارات البركانية، إضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي ترصد أعمدة الرماد والتغيرات الحرارية.

وحذرت السلطات المحلية سكان المنطقة من احتمالية الإخلاء أو حدوث اضطرابات، داعيةً إلى متابعة النشرات الرسمية والاستعداد لأي طارئ، مشيرةً إلى أن علامات التحذير عادةً ما تسبق الانفجارات الكبرى، ما يمنح السكان وقتاً كافياً للاستعداد.


تداعيات عالمية محتملة

ذو صلة

في حال حدوث ثوران واسع النطاق، قد لا تقتصر الآثار على ألاسكا فقط، بل يمكن أن تمتد سحابة الرماد إلى قارات أخرى عبر تيارات الغلاف الجوي، ما يؤثر على حركة الطيران العالمي وحتى على أنماط الطقس. كما قد يتسبب تساقط الرماد الكثيف على الأرض بأضرار للبنية التحتية، وتعطل في الخدمات الكهربائية، وتدهور في الصحة العامة.

السلطات العلمية تتابع الوضع عن كثب، وتؤكد أن التحديثات الصادرة عن مرصد براكين ألاسكا ستكون متاحة للجمهور لحظة بلحظة، لتقليل المخاطر وتأمين الملاحة الجوية وسلامة السكان.

ذو صلة