700 مليون صورة في أسبوع واحد 😯.. هل أصبحنا أسرى الترند؟

3 د
أكثر من 130 مليون مستخدم أنشأوا أكثر من 700 مليون صورة عبر ChatGPT منذ 25 مارس 2025.
أصبحت الهند السوق الأسرع نموًا لمنصة ChatGPT عالميًا.
تشتهر الأداة الجديدة بإنتاج صور بأسلوب "جيبلي" الواقعي، ما أثار إعجابًا وجدلًا واسعًا.
أدى الضغط الكبير على الخدمة إلى بطء مؤقت وتعطيل في إطلاق بعض المنتجات، والشركة تعمل على توسيع بنيتها التحتية.
شهدت منصة ChatGPT مؤخرًا واحدة من أنجح إطلاقات الميزات في تاريخ شركة OpenAI، حيث اجتاحت أداة توليد الصور الجديدة العالم، وجذبت اهتمام مئات الملايين من المستخدمين خلال أيام قليلة فقط. فقد أعلن براد لايتكاب، المدير التنفيذي للعمليات في OpenAI، أن أكثر من 130 مليون مستخدم قاموا بإنشاء أكثر من 700 مليون صورة منذ إطلاق الأداة في 25 مارس 2025.
نجاح قياسي وضغط متزايد
في منشور له على منصة X (تويتر سابقًا)، عبّر لايتكاب عن امتنانه للمستخدمين على صبرهم، مؤكدًا أن فرق OpenAI تعمل "على مدار الساعة" لتلبية الطلب الهائل. وأشار إلى أن الهند أصبحت الآن السوق الأسرع نموًا لـChatGPT.
وتأتي هذه الأرقام القياسية بعد إطلاق ميزة توليد الصور الجديدة لجميع مستخدمي ChatGPT خلال الأسبوع الأخير من مارس، والتي سرعان ما انتشرت على نطاق واسع بسبب قدرتها اللافتة على توليد صور واقعية بأسلوب استوديو جيبلي (Ghibli) الشهير، ما أثار موجة من التفاعل والإبداع، وأدى إلى تدفق ملايين المستخدمين الجدد على المنصة.
بين الشعبية والإرهاق التقني
لكن هذا النجاح لم يأتِ دون ثمن. فقد صرّح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن الشعبية الجارفة لهذه الأداة تسببت في بطء الخدمات مؤقتًا وتأخر في إطلاق بعض المنتجات الأخرى. وتبذل الشركة جهودًا كبيرة لتوسيع بنيتها التحتية التقنية كي تتمكن من مواكبة هذا الطلب المتزايد.
ويبدو أن التحدي الأكبر الذي تواجهه OpenAI حاليًا لا يتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي بقدر ما يتعلق بقدرتها على التوسّع بسرعة كافية لاستيعاب هذا الإقبال الكاسح.
أداة جيبلي الواقعية: سحر فني أم مثار للجدل؟
أحد أبرز أسباب الضجة حول أداة توليد الصور هو إمكانيتها توليد صور بأسلوب "جيبلي" واقعي، أي مشاهد خيالية مستوحاة من أفلام الأنيمي اليابانية الكلاسيكية، ولكن بجودة قريبة من التصوير الفوتوغرافي. هذه التقنية أثارت انبهار المستخدمين، لكنها فتحت أيضًا باب الجدل حول قضايا حقوق النشر والأصالة الفنية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي المرئي
إذا كانت أداة ChatGPT النصية قد غيّرت طريقة تفاعل البشر مع المحتوى المكتوب، فإن أداة توليد الصور تضع OpenAI على مسار جديد تمامًا في عالم الذكاء الاصطناعي المرئي. لكن الطريق نحو مستقبل الإبداع الاصطناعي لن يكون سهلًا؛ فالتحديات تتراوح بين أخلاقيات الاستخدام، وقدرة الخوادم على التحمل، وسباق المنافسة في السوق.
وفي كل الأحوال، لا يمكن فصل النجاح الهائل لأداة توليد الصور في ChatGPT عن ظاهرة أوسع باتت تسيطر على السلوك الرقمي عالميًا، وهي الهوس بـ"الترند".
ففي زمن السرعة والمنصات، لم يعد المحتوى ينتشر لأنه الأجود أو الأعمق، بل لأنه ببساطة "رائج الآن". ومع تجاوز عدد الصور المولَّدة 700 مليون في أسبوع، يطرح السؤال نفسه: هل أصبحنا أشخاصًا نتبع الترند بلا تفكير؟ كثيرون انخرطوا في تجربة الأداة لا بدافع الحاجة أو الإبداع، بل فقط لمجاراة ما يفعله الآخرون، في سباق جماعي نحو "ما هو شائع" ولو لساعات. هذه الثقافة الرقمية التي تكرّس اللحظة على حساب المعنى، تجعل من كل ترند اختبارًا جديدًا لوعينا وقدرتنا على التمييز بين الانبهار الحقيقي والانجراف الجماعي.