ذكاء اصطناعي

علماء يحذرون: صور الحيوانات بالذكاء الاصطناعي تشوّه فهم البشر للطبيعة

مصطفى يسري
مصطفى يسري

2 د

أثار استخدام الذكاء الاصطناعي في تصوير الحيوانات البرية جدلاً علمياً حول دقة الصور.

ينتج الذكاء الاصطناعي صورًا مثالية تفتقر للتفاصيل الواقعية، مما يسبب خلطًا بين الحقيقة والخيال.

يحذر الخبراء من تأثير هذه الصور على الفهم الجماعي للطبيعة وانتشار معلومات خاطئة.

يدعو العلماء لوضع علامات توضح مصادر الصور وتجنب الاستخدام الغير مدروس للصور المزيفة.

تزداد شعبية الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي التي تُظهر مشاهد طبيعية وحيوانات برية يصعب، بل ويستحيل أحيانًا، التقاطها بالكاميرا. النتيجة: صور مدهشة بصريًا، لكنها تحمل في طيّاتها إشكاليات عميقة تتعلق بالدقة، والمعرفة، وطبيعة إدراك الإنسان للطبيعة ذاتها. تقارير عدة تحذر من أن الصور الاصطناعية تؤثر فعليًا على إدراك البشر للطبيعة وتشوّه الفهم الحقيقي للأحياء البرية حسب تقرير DW.


فراء ناعم وعيون ضخمة: صور ساحرة لكنها مزيفة

نقاط القوة في النماذج التوليدية — مثل فهم الأنماط، واستكمال التفاصيل — تصبح مصدر خلل عند توليد كائنات حية. فالصورة الناتجة غالبًا ما تُنتج نسخة "مثالية" من الحيوان: عيون أكبر، ألوان أكثر تناسقًا، وملمس نظيف لا وجود له في الطبيعة. وفق خبراء التصوير الفوتوغرافي، هذه المعالجة قد تخلق تصورات خاطئة عن الواقع البيئي.


تأثير خطير على الأطفال والجمهور العام

بالنسبة للمتخصصين، قد تكون بعض الأخطاء واضحة؛ لكن عامة الناس، خصوصًا الأطفال وطلاب المدارس، قد يتأثرون بالصور الاصطناعية ويكتسبون فهمًا مغلوطًا للبيئة. هذه الفجوة بين العالم الرقمي والملاحظة الواقعية تضعف القدرة على التمييز بين الواقع والخيال.


تقارير علمية: الذكاء الاصطناعي يعمّق الجهل بالطبيعة

تحذر ورقة بحثية نشرتها Nature من الاعتماد المتزايد على صور مزيفة في المواد التعليمية، مؤكدة أن ذلك يضعف المعرفة العلمية العامة ويشوّه الفهم الأكاديمي. مع تراجع التنوع البيولوجي والاهتمام بالمجال البيئي، يصبح خطر الصور الاصطناعية مضاعفًا.


دعوات لتصنيف الصور: "اصطناعي أم حقيقي؟"

يطالب علماء الأحياء بمراجعة الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي من مختصين، ووضع إشعارات واضحة أو علامات مائية لتمييز الصور الحقيقية من المزيفة، لمنع تسرب التصورات الخاطئة إلى الجمهور.


الذكاء الاصطناعي يصنع الجمال… لكنه ينسى الحقيقة

المعضلة لا تكمن في التقنية نفسها، بل في استخدامها دون رقابة أو تمييز. حين تصبح القدرة على التفريق بين الواقع والخيال ضعيفة، نخسر أحد أهم عناصر الإدراك البيئي: الصدق البصري. فالصور الاصطناعية قد تُدهشك لكنها لا تملك قوة التعليم الحقيقي وفق خبراء التصوير البيئي.

ذو صلة

الحياة البرية لا تحتاج إلى من يُحسّن مظهرها… بل إلى من يحميها من أن تُستبدل بصور خيالية فائقة الدقة وخالية من الواقع.

ذو صلة