ذكاء اصطناعي

FutureHouse تُطلق شرارة الثورة العلمية القادمة… بمساعدة ذكاء غير بشري

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أعلنت FutureHouse عن أدوات ذكاء اصطناعي لتسريع البحث العلمي بشكل غير مسبوق.

تشمل الأدوات Crow وFalcon وOwl وPhoenix لمساعدة العلماء في مختلف مجالات البحث.

ترحب المنظمة بملاحظات العلماء لتحسين الأدوات وضمان دقة البيانات المقدمة.

تركز FutureHouse على تحقيق تفاعل أكثر فعالية بين الذكاء الاصطناعي والباحثين.

تواجه تحديات تتعلق بالموثوقية "والهلوسة المعرفية" في الأدوات المقدمة.

يبدو أن مستقبل البحث العلمي على وشك الدخول إلى مرحلة جديدة كلياً، وذلك بعد أن أعلنت منظمة FutureHouse غير الربحية، المدعومة من الرئيس التنفيذي السابق لجوجل إيريك شميدت، عن أولى منصاتها وأدواتها للذكاء الاصطناعي المخصصة لمساعدة العلماء في تسريع الأبحاث. هذه الخطوة الجريئة ليصبح لدينا "عالم ذكاء اصطناعي" بالكامل، قد تفتح الباب واسعاً أمام حقبة جديدة من الاكتشافات والابتكارات.

وفي ساحة مليئة بالتحديات، أطلقت FutureHouse مجموعة من أربع أدوات مبتكرة تحمل أسماء رمزية هي: Crow وFalcon وOwl وPhoenix. إذا كنت تتساءل عن دور هذه الأدوات، فلكلّ منها ما تقدمه؛ "Crow" تساعد العلماء في البحث ضمن الأدبيات والدراسات العلمية وتجيبهم على استفساراتهم، بينما "Falcon" تقوم بعمليات بحث معمقة في قواعد البيانات المختلفة. أما "Owl" فهي أداة متخصصة باستكشاف الأعمال السابقة المرتبطة بمجال معين، وأخيراً "Phoenix" المصممة لمساعدة العلماء في التخطيط وتنفيذ تجارب الكيمياء.

هذا الإعلان اللافت ينضم إلى موجة متزايدة من اهتمام الشركات التقنية الكبرى بتطوير أدوات ذكاء اصطناعي قادرة فعلياً على تعزيز الإنتاجية العلمية وتوليد الفرضيات واختصار زمن الأبحاث. وكانت شركة جوجل قد كشفت مؤخراً عن مشروعها "مساعد العالم الاصطناعي" الذي يهدف إلى تقديم دعم مباشر للباحثين في إعداد خطط التجارب والابتكار.

لكن، بالرغم من الحماس الكبير، ما زال الذكاء الاصطناعي بعيداً إلى حد ما عن الدور المحوري المنشود في البحث العلمي؛ إذ يرى الباحثون أن الكثير من هذه الأدوات تتسم بنقص الموثوقية، وقد تُنتج أحياناً معلومات غير دقيقة - وهو ما يُعرف بين الخبراء بـ "الهلوسة المعرفية". وتقرّ FutureHouse بنفسها بهذه المشكلة، مُنبهة الباحثين بأن الأدوات قد تُخطئ في بعض الأحيان، خصوصاً مع أداة Phoenix المتعلقة بالكيمياء.

ويبدو أن المنظمة تعتمد على أسلوب التكرار السريع والتطوير المستمر، إذ دعت بشكل مباشر الباحثين لتقديم انطباعاتهم وملاحظاتهم للمساعدة في تحسين وتطوير هذه الأدوات بشكل مستمر. فالهدف ليس بناء أدوات قادرة على القيام بالأعمال الروتينية فحسب، بل أهدافهم المستقبلية تتطلع إلى ابتكار نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على اقتراح حلول إبداعية ومبتكرة تتخطى مجرد جمع وتحليل البيانات.

طبعاً، رغم هذه الطموحات الكبيرة، تجد FutureHouse نفسها في مواجهة تساؤلات جادة، إذ إنها لم تُحقّق بعد اكتشافات علمية فعلية من خلال أدواتها الجديدة. ويأتي هذا في ظل تجارب مشابهة حدثت في السابق مع شركات تقنية كبرى، حيث أظهر تحليل سابق لمشروع نفذته جوجل عام 2023، أن المواد التي قالت الشركة إن الذكاء الاصطناعي ساعد في ابتكارها، لم تكن في الواقع جديدة تماماً.

ذو صلة

وفي نهاية الأمر، يبقى نجاح مثل هذه المشاريع مرتبطاً بقدرة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع المشاكل العلمية شديدة التعقيد بدقة وإبداع، وتخطي المشكلات التقنية الحالية. ولربما سيساعد المزيد من الشفافية مع المستخدمين والعلماء من قبل هذه المنظمات في الوصول إلى نماذج ذكاء اصطناعي أكثر دقة وفعالية.

وبعد هذه الخطوة الأولى من FutureHouse، ستحتاج المنظمة لإثبات فعالية أدواتها بشكل ملموس حتى تفرض نفسها بالكامل في مجال البحث العلمي. خلال الأشهر المقبلة، سيكون على قادتها التركيز بشكل أكبر على زيادة شفافية عمليات ونتائج هذه الأدوات، وربما يكون من المفيد أيضاً توجيه جهود المنظمة نحو التعامل بشكل أوضح مع حدود هذه التقنيات، وربط ذلك بالتعاون مع الباحثين لجعل ما يُطلق عليه "عالماً اصطناعياً" أكثر واقعية وموثوقية وأيقونة لمستقبل العلم.

ذو صلة