Google تعيد هيكلة روابط الذكاء الاصطناعي وتمنح “AI Mode” موقعًا جديدًا في تطبيق البحث

3 د
بدأت غوغل تحسين "وضع الذكاء الاصطناعي" على محرك البحث وتطبيق الهواتف الذكية.
غيرت غوغل الرابط إلى google com/ai لجعل الوصول أسرع وأسهل للمستخدمين.
يتضمن تحسينات إضافية بواجهة التطبيق على أندرويد وآيفون لجعل الواجهة أكثر تنظيمًا.
ميزة "البحث العميق" تقدم تحليلات شاملة بفضل تحليل مواقع متعددة في وقت واحد.
تسعى غوغل لجعل الذكاء الاصطناعي جزءاً محورياً من تجربة المستخدم اليومية.
في خطوة جديدة تعكس طموحاتها التقنية، بدأت غوغل بإجراء تغييرات ملموسة على واجهة "وضع الذكاء الاصطناعي" داخل محرك البحث وتطبيقها على الهواتف الذكية. يبدو أن غوغل لا تكتفي بتحسين تجربة المستخدم وحسب، بل تضع الأساس لمزيد من التطويرات الكبرى مستقبلاً. فهل نحن على أبواب عصر جديد من البحث الذكي الذي تسيطر عليه قدرات الذكاء الاصطناعي؟
من الآن فصاعداً، ستكون تجربة المستخدم في "وضع الذكاء الاصطناعي" أبسط وأسهل بكثير؛ إذ اختصرت غوغل عنوان الوصول لهذا الوضع ليصبح google.com/ai بدلاً من google.com/aimode، وهي خطوة ذكية تهدف لجعل الدخول أسرع وأيسر، دون الحاجة لتذكر أسماء ميزات معقدة. مثل هذه التغييرات البسيطة في الشكل، تفتح الباب لدمج العديد من خدمات الذكاء الاصطناعي المستقبلية تحت منصة واحدة، ما يُسهل على المستخدمين الوصول إلى الخدمات المتعددة باستخدام رابط واحد فقط مرتبط بكلمة "AI". ويبدو أن غوغل تتجه لجعل هذا الرابط نقطة انطلاق رئيسية في عالم الذكاء الاصطناعي.
هذه التعديلات لا تتوقف عند مجرد تغيير الرابط، بل تشمل أيضاً واجهة تطبيق غوغل على أندرويد وآيفون. فقد انتقلت أيقونة وضع الذكاء الاصطناعي من داخل مربع البحث لتُعرض الآن أسفل شريط البحث إلى جانب زر البحث الصوتي وأيقونة عدسة غوغل (Google Lens)، ما يمنح الواجهة مظهراً أكثر تنظيماً ويقرب ميزات الذكاء الاصطناعي من المستخدمين خطوة إضافية. وهذه الحركة قد تعكس خطط غوغل لإضافة ميزات أو خدمات جديدة في المستقبل القريب، خصوصاً بعد تقارير عدة حول تطور خدمات البحث العميق المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
البحث العميق: نقلة نوعية في المعرفة
ومن بين النقاط المضيئة في مسار تطويرات غوغل، برزت ميزة "البحث العميق" التي أطلقتها مؤخراً خلال مؤتمر المطورين السنوي. هذه الميزة تتيح للذكاء الاصطناعي تحليل مئات المواقع في وقت واحد، ليبدأ في بناء صورة شاملة ودقيقة حول أي موضوع يطرحه المستخدم.
الهدف هنا ليس مجرد تقديم نتيجة سريعة، بل تسهيل وصول المستخدمين إلى أفكار وتحليلات عميقة دشنتها غوغل تحت مصطلح "النظرة العامة الشاملة" (AI Overview). بفضل هذه التقنية، يمكن للمستخدم العادي أن يتعرف على تفاصيل دقيقة أو معلومات متعمقة دون الحاجة لتصفُّح عشرات المواقع بنفسه، ما يشكل نقطة تحول في طريقة التعامل مع محركات البحث.
وعلى ضوء ذلك، تبدو خطة غوغل واضحة في جعل الذكاء الاصطناعي شريكاً أساسياً لكل مستخدم يبحث عن الإجابات الدقيقة أو يطمح لتعلُّم مهارات جديدة بسرعة وفاعلية، وهذا يربط بين مزايا البحث العميق وطموحات غوغل في بناء منظومة معرفية متكاملة للمستقبل.
ليست تلك المزايا نهاية المطاف؛ فغوغل تواصل زخْم التطوير. مؤخراً، أتاحت الشركة خاصية جديدة تُمكّن الذكاء الاصطناعي من إجراء المكالمات الهاتفية، سواء لحجز المواعيد أو الاستفسار عن الأسعار نيابة عن المستخدم. بهذا النهج، تحوّل غوغل الذكاء الاصطناعي إلى وكيل رقمي يؤدي المهام اليومية، ويرفع عن كاهل المستخدم عناء البحث أو الاتصال بنفسه، مع الحفاظ على الدقة والسرعة الذكيتين في معالجة الطلبات.
إن تعدد هذه الابتكارات - من اختصار الروابط إلى تحسين الواجهات ودمج البحث العميق مع إمكانيات الذكاء الاصطناعي في إجراء المكالمات - يُرسّخ استراتيجية غوغل الواضحة في جعل تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءاً محورياً من كل ما نقدمه وتستخدمه يومياً.
ختاماً، يمكن القول إن غوغل في طريقها لثورة حقيقية تُعيد رسم خريطة البحث الإلكتروني وتحول الذكاء الاصطناعي من أداة مساعدة إلى شريك يومي لا غنى عنه. ولعلنا سنشهد قريباً المزيد من الخدمات الموحدة تحت مظلة AI، حيث يصبح التعلّم، البحث، وإتمام المهمات أكثر بساطة وذكاء من أي وقت مضى.