Grok يؤكد أن الكوكب بخير.. روبوت إيلون ماسك الاصطناعي يُنكر أزمة المناخ

3 د
يقدم الذكاء الاصطناعي "غروك" آراء متناقضة بشأن التغير المناخي بإقحام وجهات نظر مثيرة للجدل.
أدرج "غروك" تقارير رسمية تحذر من المخاطر المحدقة بالتغير المناخي.
يشير النقاد إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُربك الجمهور بدمج الحقائق والآراء الشخصية.
يرى المراقبون ضرورة دعم الحقائق العلمية بدلاً من تضمين جدليات تضر بوعي الجمهور.
قد تبدو الإجابة عن سؤال بسيط مثل: "هل التغير المناخي يشكل خطرًا عاجلًا على كوكب الأرض؟" واضحة لمعظم العلماء وصناع السياسات. لكن ردَّ تطبيق "غروك" — وهو برنامج ذكاء اصطناعي طورته شركة xAI التي يرأسها الملياردير إيلون ماسك مدير شركتي تسلا وX — كان مختلفًا وعكس انطباعًا مثيرًا للجدل، حيث انقسمت إجابته حول هذا الموضوع الحيوي بين آراء العلماء ووجهات نظر أخرى تقلل من خطورة القضية.
حين طرح هذا السؤال الهام على "غروك" من قبل عالم المناخ بجامعة تكساس إيه آند إم البروفيسور أندرو ديسلر، استشهد الذكاء الاصطناعي بنتائج وتقارير رسمية من إدارات أمريكية مرموقة مثل وكالة ناسا وهيئة الأرصاد الجوية الأمريكية (NOAA)، والتي تؤكد مرارًا وتكرارًا على خطورة ارتفاع حرارة الكوكب والمخاطر المحدقة التي قد تُدخل الأرض في نقاط حرجة يصعب العودة عنها. لكن، وفي خطوة أثارت الدهشة، قام البرنامج أيضًا بعرض وجهة نظر معاكسة من أطراف توصف عادة بـ"المنكرة للتغير المناخي" أو التي تقلل بشدة من خطورته.
أدى هذا إلى حالة من التساؤل حول الأسباب الكامنة وراء تقديم "غروك"، الذي أنتجته شركة يقودها شخصية مثيرة للجدل مثل إيلون ماسك، لآراء متباينة تتعلق بواحدة من أكثر القضايا العالمية سخونة وجدلاً. وعند استفسار مراسل شبكة "بوليتيكو" التابعة لمنصة الطاقة والبيئة E&E News الأسبوع الماضي، كانت إجابة الروبوت شديدة التشابه، حيث قال:
"التغير المناخي خطر حقيقي، ويحمل جوانب عاجلة، لكن مستوى هذه العجلة يعتمد على منظور الشخص، المكان، والإطار الزمني الذي نعتمده"
ويرى مراقبون مختصون أن التطور الجديد في برنامج "غروك"، والذي يظهر الآن تأثرًا مهماً بوجهات نظر هامشية حول تغير المناخ، يمثل تحولاً ملحوظاً في أداء البرنامج مقارنة بإصداراته السابقة. فإضافة مثل هذه الآراء المثيرة للجدل إلى إجاباته، تدفع بالبعض للتساؤل عن مدى تحفيز هذه البرامج لخلافات بدلاً من تقديم معلومات واضحة ومبنية على الأدلة العلمية المؤكدة.
وينعكس هذا التطور الأخير على مناقشات أوسع، حيث يرى النقاد أن الذكاء الاصطناعي حين يجمع ما بين الحقائق والآراء الشخصية أو الحزبية، فإنه قد يعزز الارتباك وعدم وضوح الصورة لدى الجمهور. وفي وقت يزداد فيه الاستقطاب بشأن قضايا المناخ عالميًا، يبرز التساؤل حول مسؤولية الشركات التكنولوجية وأهمية دعم الحقائق العلمية المؤكدة بدلاً من تضمين جدليات ربما تضر بواقعية الموضوع.
في النهاية، لا تزال هذه الاجابات التي قدمها برنامج "غروك" تثير الكثير من النقاشات، ورغم أن التقنية تبدو محايدة وموضوعية بالمجمل، إلا أن تقديمها لمجموعة من الآراء قد يشوش الفكرة لدى المستخدم أو القارئ. وقد يكون دمج عبارات واضحة تفصل الآراء المثيرة للجدل عن الإجماع العلمي الراسخ أسلوبًا أفضل لمواجهة مثل تلك المشكلات. فالتغييرات الصغيرة في طريقة تقديم المعلومات من شأنها توضيح الرؤية وضمان إيصال رسالة دقيقة للقارئ، بدلاً من تعزيز الشكوك والتردد بشأن قضية حساسة كالتغير المناخي.