nsave للسوريين: حين يصبح جوازك بوابة لا حاجزًا

منذ اندلاع الحرب في سوريا، وُضع ملايين السوريين أمام جدارٍ عالٍ من العزلة المصرفية، جواز سفرهم بات بمثابة علامة خطر أمام البنوك العالمية، وعبارة "مواطن سوري" كانت كافية لرفض فتح حساب مصرفي أو استقبال حوالة مالية، وسط هذه المتاهة، وُلدت فكرة nsave، ليس فقط كتطبيق، بل كأمل يستعيد للسوريين أبسط حقوقهم: امتلاك حساب بنكي عالمي.

يقف وراء التطبيق عامر بارودي، رائد أعمال سوري عاش بنفسه تجربة الإقصاء المالي. غادر بلاده مع عائلته، ليرى بأم عينه كيف تتحول المدخرات إلى رماد في ظل انهيار العملة وغياب أي وسيلة لحمايتها في الخارج، لم يكن الخلل في سلوك الأفراد، بل في نظام عالمي لا يعترف إلا بمن يمتلك إقامة غربية أو رصيدًا مصرفيًا ضخمًا.

قرر بارودي قلب المعادلة. أطلق nsave ليكون منصة مصرفية رقمية، تفتح المجال للسوريين والمقيمين في دول تعاني من أزمات مالية للوصول إلى حسابات دولية بالعملات الصعبة، دون الحاجة إلى إقامة في أوروبا أو تاريخ ائتماني معقد.

وقد أعلن عامر بارودي حديثًا عبر حسابه على منصة LinkedIn عن فتح أبواب nsave أخيرًا أمام السوريين حول العالم بعد طول انتظار، معربًا عن سعادته البالغة بهذا الإنجاز. وكتب بارودي في منشوره:

"أصبح تطبيق nsave متاح للسوريين أطلقتُ تطبيق nsave لهذه اللحظة، ولا أجد الكلمات لوصف ما يعني هذا لي، يستحق الشعب السوري فرصة عادلة لبناء مستقبل أفضل، واليوم نخطو خطوةً نحو تحقيق ذلك"

فتمكين السوري المغترب من امتلاك حساب بالدولار أو اليورو هو بمثابة كسر للحصار المالي المضروب عليه منذ سنين، ويؤذن ببداية فصل جديد من إشراك السوريين في الدورة الاقتصادية العالمية رغم كل العوائق السياسية.

يتيح التطبيق فتح حسابات شخصية بالدولار أو اليورو أو الجنيه الإسترليني، مع رقم IBAN خاص يمكن استخدامه للتحويل والاستلام دوليًا، من خلال واجهة بسيطة وأنيقة، يستطيع المستخدم إدارة رصيده، إرسال الأموال، استقبال التحويلات، وحتى الاستثمار في الأسهم العالمية. كل ذلك يتم تحت مظلة قانونية أوروبية، وبشراكات مع مؤسسات مالية مرخصة في سويسرا والمملكة المتحدة.

ورغم أن الحساب لا يرتبط بأي مصرف سوري، إلا أنه يُعد بوابة موثوقة وآمنة للسوريين حول العالم نحو النظام المصرفي العالمي، بعيدًا عن القيود والعقوبات التي حرمتهم لسنوات من هذه الامتيازات.

ما يميز nsave ليس فقط ما يقدمه من خدمات، بل كيف يقدّمها. فبدلاً من الالتفاف على القيود، اعتمد فريق التطبيق فلسفة "الامتثال منذ التصميم". كل عملية توثيق تُدار بدقة: تحقق من الهوية، تقييم للمخاطر، تتبع للحركات المالية، وكل ذلك ضمن بيئة رقمية تلتزم بأعلى المعايير القانونية.

بهذا النهج، استطاع التطبيق أن يخط طريقه بثقة بين شبكات البنوك الكبرى، دون الاصطدام بجدران العقوبات أو اللوائح المتشددة. إنه ببساطة، يحترم القوانين... لكنه يعيد تعريفها بما يتناسب مع واقع من يعيشون خارج النظام المالي التقليدي.

واجهة التطبيق تعكس فلسفته. تصميمه حديث، بألوان حيوية، وتجربة استخدام تضع السلاسة والوضوح في المقدمة. على الصفحة الرئيسية يظهر الرصيد الكلي، تفاصيل الحسابات بالعملات المختلفة، ملخص للاستثمارات، وتنبيهات لحظية لأي حركة مالية. كل خطوة داخل التطبيق مدروسة لتلائم المستخدم غير المتمرس، دون التنازل عن الأمان أو الدقة.

كما يدعم التطبيق تقنيات الدخول البيومتري (بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه)، ويعتمد تشفيرًا عالي المستوى للبيانات والمعاملات. الحسابات تُدار من خلال بنوك أوروبية موثوقة، وتُفصل عن أصول الشركة لضمان حماية أموال العملاء حتى في أقصى الظروف.

التطبيق متاح حاليًا للتنزيل المجاني على الأجهزة الذكية:

عملية التسجيل في التطبيق تستغرق دقائق، وتشمل:

بعد التحقق، يحصل المستخدم على تفاصيل حساب مصرفي دولي (رقم IBAN)، يمكنه حينها إرسال واستلام الأموال والاستفادة من كافة خدمات التطبيق.

يجدر بالذكر أن التطبيق غير متاح في بعض البلدان الخاضعة لعقوبات دولية مشددة (مثل إيران وكوريا الشمالية)، إلا أن السوريين المقيمين في معظم دول العالم يمكنهم استخدامه بشكل طبيعي.

للتعرف على تجربة التطبيق بشكل عملي، يمكن مشاهدة هذا الفيديو على YouTube:

nsave ليس حلاً تقنيًا فحسب، بل مبادرة إنسانية بامتياز، إنه يرد الاعتبار لفئة جرى تهميشها في النظام المالي العالمي، ويمنح السوريين - وغيرهم من سكان الدول المتعثرة اقتصاديًا - أدوات حقيقية لحماية أموالهم، استثمارها، وبناء مستقبل مالي مستقر.

اليوم، بفضل هذا التطبيق، لم يعد امتلاك حساب بالدولار حلمًا مؤجلاً، منح nsave السوريين ما هو أكثر من بطاقة بنكية... منحهم حقًا طال انتظاره: حق الاندماج، والاختيار، والادخار.