XCENA تكشف عن MX1: شريحة بآلاف الأنوية تغيّر هندسة الخوادم وتقرّب المعالجة من الذاكرة

3 د
قدمت XCENA شريحة MX1 خلال FMS 2025 لتقريب الحوسبة من الذاكرة.
تستخدم تقنية "الحوسبة قرب البيانات" لتقليل التأخير وزيادة كفاءة المعالجة.
يعتمد MX1 على PCIe 6 وCXL 3,2 لتعزيز أداء الخوادم للتطبيقات المتقدمة.
تتيح الشريحة دعمًا قويًا لتوسعة الذاكرة واستخدام SSD لتخزين وتحليل البيانات الضخمة.
تُبسط حزمة SDK المطورة إدماج التقنية في بيئات تقنية متعددة بسهولة.
أي مستقبل ينتظر خوادم البيانات إذا اجتمع الذكاء بجانب الذاكرة؟ يبدو أن شركة XCENA الكورية الجنوبية تحمل لنا بعض الإجابات المثيرة مع شريحتها الثورية الجديدة MX1، التي عرضتها مؤخراً خلال فعالية FMS 2025 في أمريكا. في سابقة تقنية قد تفتح الباب لحقبة جديدة في معمارية مراكز البيانات، اقتربت الحوسبة من الذاكرة بشكل غير مسبوق وجلبت معها طموحات جديدة لعالم الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات العملاقة.
من الجيد أن نبدأ من جوهر هذه التقنية التي تثير حولها الكثير من التساؤلات. في العادة، تكون شرائح المعالجة المركزية (CPU) بعيدة عن ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) مما يفرض تأخيرات وسرعات نقل بيانات محدودة بين الاثنين. لكن مع MX1، تعيد XCENA رسم المشهد من خلال ما يُعرف باسم "الحوسبة قرب البيانات" أو Near-Data Processing، حيث تُوضع شرائح معالجة دقيقة (RISC-V cores) بعدد هائل (الآلاف كما تقول الشركة!) على مقربة مباشرة من ذاكرة DRAM، ما يختصر مشوار المعلومات بين المعالج والذاكرة ويخفف الازدحام في نقل البيانات.
وهذا التقارب الفيزيائي ليس تحسينا بسيطا بل تحول كبير، خاصة إذا عرفنا أن الشريحة الجديدة تعتمد على جيل PCIe السادس الفائق السرعة ومعيار الربط الثوري Compute Express Link (CXL) بنسخته 3.2. هذه التقنيات صنعت بيئة تسمح للشريحة بتقليل الفاقد في الزمن والطاقة خلال نقل البيانات، ما ينعكس مباشرة على كفاءة الخوادم التي تتعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، تحليلات البيانات الفورية، التعامل مع قواعد بيانات الضخمة والاستعلامات المكثفة.
طفرة في تصميم الخوادم وسعة الذاكرة
هذه القفزة تشكل نقطة تحول في تصميم الخوادم ومراكز البيانات (Data Centers)، خاصة مع إضافة دعم قوي لتوسعة الذاكرة باستخدام أقراص الحالة الصلبة (SSD)، ما يمنح المستخدمين قدرة لا محدودة تقريباً على تخزين ومعالجة بيانات بحجم بيتابايتات، وكل ذلك مع تعزيز ميزات الأمان والكفاءة مثل ضغط البيانات وضمان موثوقية المعالجة. وهذا يربط المسافة التقليدية بين الذاكرة والمعالجة، لتتحول الخوادم إلى منصات قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية المتقدمة دون عناء.
وفي التفاصيل التقنية، نجد أن الشركة الكورية تقدم نموذجين من MX1: الإصدار الأول MX1P المقرر طرحه خلال الأشهر المقبلة، وإصدار MX1S الأكثر تطوراً والمجهز بموصلات مزدوجة ودعم إضافي للميزات، والمتوقع وصوله في 2026. كل من النموذجين يستفيد من عرض النطاق الواسع والمرونة اللذين يوفرهما معيار CXL 3.2.
ولا تتوقف الإنجازات عند حدود التصاميم؛ فقد حصدت XCENA جائزة “أكثر تقنية ذاكرة ابتكاراً” في FMS 2025 للعام الثاني على التوالي بعد أن توّجت سابقاً بجائزة “أكثر شركة ناشئة ابتكارا” عام 2024. ويعلّق رئيس هيئة الجوائز في الحدث، جاي كرامر، قائلًا: "ذاكرة الحوسبة تمثّل منهجًا معمارياً ناشئًا يُسرّع من الأداء والكفاءة، خاصة للمهام الكثيفة البيانات، من خلال تقليل حركة البيانات بين المعالجة والذاكرة." هكذا، تبدو MX1 جاهزة بالفعل لإحداث أثر حقيقي في عالم السيرفرات والمؤسسات الكبرى.
ومع هذا الاهتمام الواضح بالسوق والمطورين، وفرت الشركة ما يعرف بحزمة تطوير برمجية متكاملة (SDK)، تحتوي على برامج تشغيل وأدوات تشغيل وبيئات اختبار، كي يتمكن المطورون من دمج الشريحة بسلاسة في التطبيقات التي تتطلب تحليل بيانات لحظي ضخم أو ذكاء اصطناعي متقدم. ويوضح ذلك كيف تحرص الشركة على تسهيل التبني وتحفيز الابتكار في القطاع عبر حلول قابلة للإدماج الفوري ضمن البيئات التقنية المعتادة.
وهذا يؤكد أن المفهوم الجديد لهذا النوع من المعالجات يغير طريقة التفكير في توسعة قدرات الخادم، من مجرد زيادة سعة وترددات الذاكرة التقليدية إلى تكامل ذكي بين التخزين والمعالجة والحوسبة الفورية.
في الختام، يمكننا القول إن شريحة MX1 من XCENA ليست فقط قطعة جديدة داخل الخوادم، بل قد تكون شرارة البداية لعصر تكون فيه الحوسبة أقرب إلى البيانات من أي وقت مضى. ومع هذه الخطوة الشجاعة نحو ربط المعالجة مباشرة بالذاكرة، يبدو أن مراكز البيانات في العالم على موعد مع ثورة هادئة– ثورة تعيد تعريف مصطلحات الكفاءة، والسرعة، والذكاء في البنية التحتية الرقمية.