أكبر من خوفو! أهرامات المريخ تكشف عن ماضٍ مجهول للكوكب الأحمر

3 د
أثارت صور ناسا الجديدة للمريخ جدلًا حول هياكل تشبه الأهرامات والرسوم الضخمة.
يعتقد البعض أنها موجودة بسبب الطبيعة، بينما يرى آخرون أنها حضارة قديمة.
التشكيلات الهندسية تشمل "المفتاح الحجري" والأهرامات و"النجمة الساطعة".
عمليات استكشاف قادمة للمريخ قد تكشف الحقيقة حول هذه التشكيلات المثيرة.
مهما كانت الحقيقة، المريخ يظل مصدرًا للإلهام والغموض للعلماء.
تثير صور حديثة التقطتها بعثات ناسا جدلاً متزايداً بين العلماء والهواة على حد سواء، بعدما كشفت عن تكوينات هندسية غريبة تشبه الأهرامات والرسوم الأرضية الضخمة. البعض يرى فيها مجرد أوهام بصرية نتجت عن الطبيعة، بينما يعتقد آخرون أنها قد تكون دليلاً على وجود حضارة عرفت المريخ منذ زمن بعيد.
منذ سنوات، يُعتبر المريخ أرضاً خصبة للنقاشات حول الحياة خارج كوكب الأرض. غير أن الصور الأخيرة، التي أظهرت هياكل تبدو متناظرة وزوايا حادة لا تتكرر عادة في تكوينات جيولوجية طبيعية، أعادت إشعال القضية. في مقدمتها تشكيل يُعرف بـ “المفتاح الحجري” أو الـ Keyhole، يقع في منطقة ليبيا مونتيس، والذي يضم قاعدة مثلثة تعلوها قبة مستديرة، ما دفع بعض الباحثين إلى مقارنته بالقبور اليابانية القديمة المعروفة باسم مدافن كوفون.
وهذا بدوره يفتح الباب على فصائل أخرى من التكوينات التي أثارت حيرة الباحثين.
من الببغاء إلى الأهرامات العملاقة
في حوض أرجيري، ظهر شكل هندسي غريب وصفه بعض الخبراء بالـ “ببغاء”، حيث تميز بملامح دقيقة من عين ومنقار وأجنحة مرسومة بوضوح. خبراء الطب البيطري الذين طُلب منهم مراجعة الصور أكدوا أن التفاصيل تتطابق بشكل ملفت مع تشريح الطيور الحقيقية. هذا أثار تساؤلات حول إمكانية أن تكون تكوينات المريخ مشابهة لخطوط نازكا الشهيرة في بيرو، مع فارق أن التفاصيل المريخية أوضح بكثير.
ومن الطيور ننتقل إلى الأهرامات. ففي عام 1972، التقطت مركبة مارينر 9 صوراً لمجموعة من الهياكل الهرمية الضخمة عُرفت باسم “أهرامات ساغان”. هذه التكوينات، التي يتجاوز ارتفاعها الألف متر، قورنت بأهرامات الجيزة. بينما يرى بعض العلماء أن الرياح والعواصف الرملية قد تكون مسؤولة عنها، يؤكد آخرون أن الزوايا الحادة قد لا تكون من صنع الطبيعة فقط.
وهذا يربط بين النقاشات حول الرموز الهندسية التي رأيناها في صور المريخ وبين جدلية التكوين الطبيعي مقابل التصميم البشري.
نجم على سطح الكوكب الأحمر
إلى جانب الأهرامات والرسوم، اكتشف الباحثون في منطقة نيبينثيس مينسا تكويناً يُعرف بـ “النجمة الساطعة”، يتألف من خمسة أذرع شعاعية تتوسطها ربوة مركزية. المقارنة الأكثر رواجاً جاءت مع الحصون النجمية التي انتشرت في أوروبا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، والتي اعتمدت على الدقة الرياضية لتأمين الزوايا. بعض الصور من حصون مثل فورت هنري في تينيسي كشفت تشابهاً مثيراً مع البنية المريخية.
هذا التشابه المعماري التاريخي دفع العلماء الذين يتبنون فكرة “آثار حضارة مريخية” إلى القول إن هناك نمطاً متكرراً يصعب نسبه للصدفة وحدها. أما الفريق الآخر، فيرى أن التعرية والانهيارات الصخرية قادرة على إنتاج مثل هذه الأشكال الغريبة دون الحاجة لافتراض بناة مجهولين.
وهنا تتقاطع وجهتا النظر: واحدة تراهن على تفسيرات جيولوجية، وأخرى تتمسك بالفرضية الحضارية.
رحلة نحو الإجابة
فيما يستمر الجدل بين القراء والعلماء، تطل خطط الاستكشاف القادمة لتضع اختباراً عملياً للحقيقة. شركة سبيس إكس تخطط لإرسال بعثات غير مأهولة إلى المريخ بحلول عام 2026، على أن تتبعها رحلات مأهولة بعد ذلك ببضع سنوات. هذه المهمات قد تكون الفرصة الأولى لمعاينة تلك التكوينات عن قرب، وتحديد ما إذا كانت بالفعل علامات على ذكاء قديم أو مجرد خدع بصرية صنعتها الطبيعة.
خاتمة
سواء كانت الأهرامات والرسوم المريخية من إبداع الجغرافيا القاسية أو من بقايا عقل معماري مجهول، فإنها تضيف طبقة جديدة من الغموض إلى الكوكب الأحمر. وبينما يبقى الجدل مفتوحاً، يظل شيء واحد مؤكداً: المريخ سيستمر في إلهام خيال العلماء والمستكشفين، وربما يحمل معه مفاتيح لفهم أكبر عن تاريخ الحياة في الكون.