ذكاء اصطناعي

أين كانت البداية الحقيقية للديناصورات؟ اكتشاف جديد يغير كل شيء

فريق العمل
فريق العمل

4 د

تم العثور على أقدم حفريات للديناصورات في الأرجنتين والبرازيل، لكن يُعتقد أن الديناصورات تطورت في مناطق أكثر جفافًا وحرارة.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الديناصورات الأولى قد نشأت في المناطق الاستوائية في غوندوانا.

تعني الفجوات الكبيرة في سجل الحفريات أن البحث لا يزال مستمرًا، مع تركيز العلماء على الأماكن غير المستكشفة.

قد تغيّر نتائج هذه الأبحاث بالكامل فهمنا لتاريخ الديناصورات وأماكن تطورها.

تشير أبحاث جديدة إلى أن الديناصورات قد تكون قد تطورت في بيئات أكثر حرارة وجفافًا مما كان يُعتقد في السابق، مع وجود العديد من الحفريات المبكرة التي لا تزال غير مكتشفة حتى الآن. هذه الأبحاث قد تغير مفاهيمنا حول الأماكن التي يجب البحث فيها عن أدلة حول نشوء الديناصورات.


بداية الديناصورات في مناطق غير متوقعة

حتى الآن، تعد الحفريات الأقدم التي تم تأكيدها لديناصورات عمرها 230 مليون سنة، وتم العثور عليها في الأرجنتين والبرازيل، وتشمل أنواعًا مثل "إيورابتر" و"هيريراسوروس". ومع ذلك، فإن هذه الكائنات كانت بالفعل ديناصورات يمكن التعرف عليها، مما يشير إلى أن الديناصورات كانت قد تطورت لملايين السنين قبل ظهور هذه الأنواع.

وقد كانت محاولات العلماء في الماضي للعثور على أسلاف الديناصورات مفقودة قد باءت بالفشل إلى حد كبير. لكن دراسة نشرت في "Current Biology" قد كشفت عن سبب محتمل لذلك، وهو أن علماء الحفريات قد لا يكونون قد بحثوا في المكان الصحيح.


نموذج جديد حول تطور الديناصورات

أدى فريق من الباحثين إلى تطوير نماذج جديدة تشير إلى أن الديناصورات الأولى قد نشأت في مناطق السافانا الجافة والصحاري الحارة في قارة "غوندوانا" القديمة، وهي المنطقة التي تشكلت منها في وقت لاحق الأمازون، وحوض الكونغو، وصحراء الصحراء الكبرى.

"حتى وقت قريب، كان يُعتقد أن الديناصورات تطورت في جنوب غوندوانا، في ما يُعرف اليوم بالبرازيل والأرجنتين، لأن أقدم الحفريات للديناصورات تم العثور عليها هناك"، يقول "جويل هيث"، طالب الدكتوراه الذي قاد البحث. "لكن سجل الحفريات يعاني من فجوات كبيرة، لذا لا يمكن الاعتماد عليه كدليل قاطع."

وأظهرت النماذج التي ابتكرها الفريق أن الديناصورات الأولى قد نشأت في المناطق الاستوائية من غوندوانا، حيث لم تُكتشف أي حفريات ديناصورات حتى الآن، وهذا قد يكون بسبب صعوبة الوصول إلى هذه المناطق أو نقص البحث فيها.


البحث عن أسلاف الديناصورات المفقودة

رغم أن العلماء قد سموا مئات الأنواع من الديناصورات، إلا أن معرفتنا حول أماكن نشوئها لا تزال ضعيفة للغاية. فجزء كبير من سجل الحفريات لا يزال مفقودًا، خاصة من الحقبة الترياسية عندما بدأت الديناصورات في التطور.

يقول "جويل":


"بينما تمتلك أوروبا وأمريكا الشمالية سجلًا جيدًا من الحفريات، فإن الأمر ليس كذلك في أماكن أخرى من العالم." "على الرغم من أن بعض البلدان مثل البرازيل والأرجنتين والصين بدأت في اللحاق بالركب، هناك العديد من الأماكن التي تم العثور فيها على حفريات قليلة فقط."

وأضاف "جويل" أن العديد من المناطق لم تُدرَس بالشكل الكافي، مما جعل فهم أصل الديناصورات لحظة حاسمة في تاريخها أمرًا صعبًا للغاية.


السجلات التي تكشف عن تاريخ الديناصورات

تتمثل إحدى الطرق الرئيسية لفهم تطور الديناصورات في محاولة تجميع شجرة عائلة تطورية لها. ومن خلال تحديد كيفية ارتباط الأنواع المختلفة ببعضها البعض والأماكن التي تم العثور فيها على حفرياتها، يمكن للعلماء تتبع تطور هذه الكائنات إلى البداية لمعرفة أين نشأت الديناصورات الأولى.

ولكن مع وجود فجوات كبيرة في شجرة العائلة، قد تكون النتائج غير دقيقة. لذلك، قام "جويل" وفريقه بتحديد الأماكن التي لم تُكتشف فيها حفريات الديناصورات، مشيرين إلى أن غياب الحفريات قد يكون نتيجة لصعوبة العثور عليها أو نقص البحث في تلك المناطق.


تطور الديناصورات في غوندوانا

تشير النظرية الجديدة إلى أن الديناصورات الأولى نشأت في بيئة قاحلة دافئة بالقرب من خط الاستواء، في غوندوانا، منذ حوالي 250 مليون سنة، عقب الانقراض الجماعي في نهاية العصر البرمي الذي دمر الكثير من الحياة على الأرض.

بعد هذه الكارثة، بدأ نوع من الزواحف يسمى "الآركوصورات" في التطور إلى أشكال مختلفة، بما في ذلك أسلاف الديناصورات، والزواحف الطائرة (البتروسورات)، والزواحف الشبيهة بالتماسيح (البسيدوسوشيان).

ورغم أن أسلاف البتروسورات والبسيدوسوشيان انتقلت شمالًا، فإن أسلاف الديناصورات بقيت في غوندوانا. ومع مرور الوقت، تطورت هذه الزواحف لتصبح الديناصورات الأولى، والتي كانت تُعتقد في البداية أنها حيوانات صغيرة، بحجم الكلاب، تأكل اللحوم وتمشي على قدمين.


المرحلة التالية من تطور الديناصورات

يعتقد العلماء أن الديناصورات قد بدأت في الانقسام إلى ثلاث مجموعات رئيسية: "الأورنيثيشيات" و"الثيروبودات" و"السوروبودومورفات". وعلى الرغم من أن الانقسامات الكبرى ظهرت في مراحل لاحقة، فإن المجموعات الثلاث كانت قد تباينت في الأوقات المبكرة من تطورها. ومع ذلك، يبقى أصل "الأورنيثيشيات" - مثل "ترايسيراتوبس" و"أنكيلوسوروس" - أكثر غموضًا. يعتقد "جويل" وفريقه أن بعض الزواحف القديمة، مثل "سلايساوريدس"، قد تكون أسلافًا مباشرة لهذه المجموعة الغامضة.

ذو صلة

ما الذي يكشفه هذا البحث؟

في النهاية، يبقى اختبار النموذج النظري الجديد من خلال العثور على الحفريات المبكرة للديناصورات في مناطق مثل الأمازون، وصحراء الصحراء الكبرى، ومناطق أخرى في غوندوانا، الاختبار الحقيقي الذي قد يغير بشكل جذري فهمنا للبيئة الترياسية ويعطي نظرة عميقة على قصة تطور الديناصورات.

ذو صلة