ذكاء اصطناعي

الجمهور الصيني يرد على ترامب رقميًا: غضب شعبي رافض للاستسلام في معركة الرسوم الجمركية

مجد الشيخ
مجد الشيخ

2 د

دعا منشور مثير للجدل على مواقع التواصل الصينية للتنازل أمام ترامب أثار موجة من الغضب والرفض.

عبّر المستخدمون الصينيون عن دعمهم لإجراءات بكين الانتقامية ضد الرسوم الأمريكية.

تشهد الأزمة التجارية بين واشنطن وبكين تصعيدًا متبادلًا، يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي.

تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى أداة لتعزيز الخطاب الوطني وتحدي الهيمنة الأمريكية.

في أعقاب التصعيد الحاد الذي أقدمت عليه بكين ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شهدت منصات التواصل الاجتماعي الصينية موجة من التحدي والرفض إزاء أي دعوات للاستسلام للمطالب الأمريكية، في تعبير واضح عن دعم شعبي للإجراءات الانتقامية التي اتخذتها السلطات الصينية.


ردود فعل غاضبة على منشور مثير للجدل

اندلعت موجة من التعليقات الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، بعد انتشار منشور نُسب إلى أحد مديري صناديق الاستثمار، يدعو فيه الدول المصدّرة –ومن بينها الصين– إلى "الرضوخ" لمطالب الإدارة الأمريكية، واصفًا الولايات المتحدة بأنها صاحبة اليد العليا في الحرب التجارية.

رغم أن الشخص المعني سارع إلى نفي مسؤوليته عن المنشور، إلا أن حجم التفاعل الرافض لتلك التصريحات كشف عن وجود حالة من التعبئة الشعبية خلف موقف الحكومة الصينية، التي قررت الرد بقوة على قرارات ترامب التصعيدية.


تصعيد متبادل في حرب تجارية لا تهدأ

ويأتي هذا التفاعل الشعبي المتحدي في وقت يشهد فيه الملف التجاري بين الصين والولايات المتحدة توتراً متصاعداً، بعدما أعلنت بكين فرض رسوم جمركية مضادة على مجموعة من السلع الأمريكية، رداً على موجة جديدة من التعريفات فرضتها إدارة ترامب في إطار استراتيجيتها للضغط الاقتصادي.

وقد أشعلت هذه الإجراءات شرارة المخاوف من تفاقم الأزمة التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، الأمر الذي أثار قلق الأسواق العالمية، ودفع بعض المحللين إلى التحذير من تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي برمّته.


"المقاومة الرقمية"... ساحة جديدة للصراع

لم تعد الحرب التجارية بين بكين وواشنطن مقتصرة على المفاوضات الدبلوماسية والإجراءات الاقتصادية، بل امتدت إلى الفضاء الرقمي، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي الصينية –مثل "ويبو" و"وي تشات"– ساحة لعرض مواقف جماهيرية داعمة للتصعيد الرسمي، ورافضة لأي خطاب يُظهر الصين في موقع الضعف أو التنازل.

وقد لجأ المستخدمون الصينيون إلى السخرية والانتقاد العلني لكل من يدعو إلى التساهل مع إدارة ترامب، معتبرين أن الاستجابة للمطالب الأمريكية تمثل خضوعًا غير مقبول لقوة خارجية تتبنى سياسة "الضغط الأقصى".


توازن بين الداخل والخارج

ذو صلة

من الواضح أن السلطات الصينية تدير الأزمة بمنطق مزدوج: من جهة، تحاول إظهار التماسك الداخلي والدعم الشعبي الواسع لقراراتها، ومن جهة أخرى تسعى إلى إرسال رسائل حازمة إلى واشنطن بأن بكين لا تنوي التراجع أمام الضغوط.

لكن هذا التوازن يبقى هشًّا، إذ إن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأضرار الاقتصادية لكلا البلدين، ويفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تشاؤماً بشأن مستقبل العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

ذو صلة