ذكاء اصطناعي

الصين تسخر من رسوم ترامب بروبوتات راقصة وأغانٍ هجومية مولّدة بالذكاء الاصطناعي

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أطلقت وسائل إعلام صينية مقاطع فيديو هجومية مولّدة بالذكاء الاصطناعي للسخرية من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.

تضمنت الحملة روبوتات راقصة وأغانٍ ساخرة تنتقد آثار الحرب التجارية على المستهلكين الأمريكيين.

ردّت الصين على الرسوم بإجراءات اقتصادية مضادة، مما زاد من حدة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.

تُعد هذه الحملة مثالًا على تحول بكين لاستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة دعائية جديدة ذات طابع فني وساخر.

في تصعيد لافت للحرب الدعائية بين بكين وواشنطن، أطلقت وسائل الإعلام الحكومية الصينية حملة رقمية هجومية عبر مقاطع فيديو ساخرة ومولّدة بالذكاء الاصطناعي، تهدف إلى انتقاد الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تُحمّلها الصين مسؤولية التضخم وتهديد الاستقرار الاقتصادي في الولايات المتحدة.


"يوم التحرير" على الطريقة الصينية

في مقطع فيديو نشره موقع قناة "CGTN" الصينية الناطقة بالإنجليزية، ظهرت روبوتات ترقص في شوارع مدمّرة، بينما تغني صوت أنثوي آلي:


"وعدتنا بالنجوم في يوم التحرير، لكن الرسوم دمّرت سياراتنا الصينية الرخيصة."

يحمل الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقتين و42 ثانية، عنوانًا لافتًا:


"المقطع من إنتاج الذكاء الاصطناعي. أما أزمة الديون؟ فهي من صنع الإنسان بنسبة 100%."

المقطع يُحاكي "يوم التحرير" الذي استخدمه ترامب للإعلان عن قراراته الجمركية، ويظهر فيه مشهد لامرأة تحدّق إلى شوكة فارغة على طاولة المطبخ، في إشارة رمزية إلى التأثيرات المتوقعة على المستهلك الأمريكي.


روبوت يدمّر نفسه احتجاجاً

في فيديو آخر نشرته وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية على منصة X (تويتر سابقاً)، يظهر روبوت يُدعى "TARIFF" يرفض تنفيذ أوامر مُصنّعه بفرض رسوم مرتفعة تؤدي إلى "حروب تجارية واضطرابات"، ويقرر بدلاً من ذلك تدمير نفسه.

هذا الفيديو، أيضاً من إنتاج الذكاء الاصطناعي، يبرز السردية الصينية التي تربط بين السياسات التجارية الأمريكية والفوضى الاقتصادية العالمية، ويضع اللوم بالكامل على صانع القرار في واشنطن.


بكين تردّ اقتصادياً وإعلامياً

في المقابل، كانت الصين قد ردّت رسمياً يوم الجمعة بإجراءات اقتصادية مضادة، تضمنت فرض رسوم جمركية على واردات أمريكية وقيودًا على بعض الصادرات، ما يعمّق الأزمة التجارية بين الطرفين.

ورغم وصف ترامب لهذه الردود بأنها "مجرد إزعاج"، حذّر خبراء اقتصاديون من أن هذه الجولة الجديدة من الحرب التجارية قد تؤدي إلى موجة غلاء في الأسواق الأمريكية، بل وربما إلى تباطؤ اقتصادي شامل، في وقت بدأت فيه دول أخرى بفرض رسوم على المنتجات الأمريكية بدورها.


رسالة مباشرة للشارع الأمريكي

أكثر ما يلفت في مقاطع الفيديو الصينية هو تركيزها على المستهلك الأمريكي العادي، وتصويره كضحية مباشرة للقرارات السياسية. ففي أحد المقاطع، يُسمع صوت روبوت يغني:


"فرضت ضريبة على كل شاحنة، وعلى كل إطار. الغرب الأوسط يحترق وسط نيرانك الفوضوية."

هذا الأسلوب يهدف إلى تقويض الدعم الشعبي الأمريكي للسياسات الحمائية، من خلال الإيحاء بأن نتائجها كارثية على حياة الناس اليومية.


حرب رقمية جديدة بلغة الذكاء الاصطناعي

ذو صلة

يبدو أن هذه الحملة الإعلامية تمثل توجهاً جديداً من بكين في استخدام الذكاء الاصطناعي كسلاح دعائي. فبدلاً من التصريحات الرسمية التقليدية، تلجأ الصين الآن إلى أدوات أكثر جاذبية وانتشارًا، مثل الموسيقى الساخرة، والرسوم المتحركة، والروبوتات، في محاولة لإيصال رسائلها السياسية بشكل غير مباشر، لكنه فعال.

وفي خضم هذه المعركة الرقمية، يظهر أن الصراع بين بكين وواشنطن لم يعد مقصوراً على الأسواق، بل امتد إلى العقول والشاشات، حيث يتنافس الطرفان على رواية القصة الأكبر: من المسؤول حقاً عن اضطراب الاقتصاد العالمي؟

ذو صلة