ذكاء اصطناعي

السماء تقترب خطوة: خط كارمان يتراجع والفضاء يدنو من عتبتنا

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أظهرت دراسة جديدة قام بها العالم جوناثان ماكدويل أن خط كارمان التقليدي قد يكون غير دقيق.

يقترح ماكدويل أن الفضاء يبدأ على ارتفاع 80 كيلومتراً بدلًا من 100 كيلومتر.

يثير هذا التغيير مناقشات حول تصنيف بعثات الفضاء ومشاريع السياحة الفضائية المستقبلية.

تذكرنا الدراسة بأهمية إعادة تقييم المعلومات العلمية بناءً على البيانات الحديثة.

لطالما تساءلنا ونحن صغار عن الحدود التي تفصل كوكب الأرض عن الفضاء الشاسع، وربما استطعنا في وقت لاحق التعرف على "خط كارمان"، الحد الشهير المعروف والمقدر بحوالي 100 كيلومتر فوق سطح البحر (أي ما يقرب من 62 ميلاً)، والذي يمثل الفاصل المُعترف به عالمياً بين الغلاف الجوي والفضاء الخارجي، ولكن، ماذا لو أخبرتك اليوم بأن هذا الحد قد اقترب منّا بالفعل حوالي 12 ميلاً؟

هذه الأخبار المفاجئة تأتي من دراسة حديثة أعدها عالم الفيزياء الفلكية المرموق جوناثان ماكدويل بمجموعة هارفارد سميثسونيان، قام فيها بدراسة تفصيلية لنحو 43,000 قمر صناعي تتبعها قيادة الدفاع الجوي الأمريكية الشمالية المعروفة باسم "نوراد". ونُشرت نتائج هذا البحث في مجلة "آكتا أسترونوتيكا" العلمية المرموقة، حيث أظهر ماكدويل أن خط كارمان التقليدي الموجود على ارتفاع 100 كيلومتر قد يكون غير دقيق ومُتجاوز حاليا.

ويؤكد ماكدويل أنّ التحديد الأنسب لمكان بداية الفضاء سيكون عند ارتفاع أقل بكثير، وتحديداً على ارتفاع 80 كيلومتراً (حوالي 50 ميلاً). وبهذا فإن الحدود الفضائية تتحرك نحو الأرض بحوالي 20 كيلومتراً (12 ميلاً) مما كنّا نعتقد، بحيث تصبح هذه النقطة أقرب وأكثر وضوحاً وفق هذا البحث الحديث.

ويرتكز العالم في طرحه هذا على معطيات علمية دقيقة، فارتفاع الـ 80 كيلومتراً يرتبط بمنطقة محددة من الغلاف الجوي اسمها "الميزوبوز"، وهي أبرد منطقة في الغلاف الجوي الأرضي وأقلها سماكة. الجدير بالذكر أن هذه المنطقة ذاتها هي التي تحترق فيها أغلب الشُهُب والنيازك الصغيرة، وهو دليل آخر يؤكد أن التغييرات الجوية الحاسمة تحدث تماماً في هذه المسافة.

هذا الاقتراح، رغم كونه مفاجئاً، ليس بعيداً عن التاريخ فقد استخدمته القوات الجوية الأمريكية سابقاً في الخمسينيات لمنح لقب "أجنحة رواد الفضاء" للطيارين الذين بلغوا هذه الارتفاعات. إذا، فالأمر يعود إلى الجذور التاريخية ذاتها، ويثير في الأوساط العلمية مناقشات تستحق أن نلتفت لها.

ذو صلة

تغيير هذا التعريف العالمي لخط كارمان لن يكون مجرد تعديل في الأرقام فقط، بل قد يعيد تشكيل عالم استكشاف الفضاء. فالأمر سيغير من تصنيف البعثات الفضائية، وكذلك طموحات العديد من شركات الفضاء ومشاريع السياحة الفضائية، ويضيف بُعداً واقعياً أكثر في فهم تعامل المركبات مع الغلاف الجوي أثناء رحلاتها الفضائية.

تأتي دراسة ماكدويل لتذكرنا مرة أخرى بأن العلم متغير بطبيعته، ومن المهم أن نكون مستعدين دوماً لإعادة تقييم ما نعتقد به في ضوء البيانات الجديدة. وحتى مع استمرار الجدل، فإن هذه الرؤية الجديدة تستحق منا الدراسة والتفكير الجاد فيها بشكل موسع، عسى أن تقربنا أكثر من حقائق الكون وأسراره. وربما يمكن تعزيز المقال مستقبلاً عبر استبدال عبارات عامة بأخرى تتضمن أسماء باحثين آخرين أو آراءً من جهات علمية متنوعة، وهو أمر يساعد في توثيق التنوع وإثراء النقاش في الموضوع.

ذو صلة