ذكاء اصطناعي

العثور على حلزون غريب: شاهد البيضة النادرة تخرج من عنقه في لحظة تاريخية!

العثور على حلزون غريب: شاهد البيضة النادرة تخرج من عنقه في لحظة تاريخية!
فريق العمل
فريق العمل

3 د

وثق علماء نيوزيلندا لحظة نادرة لحلزون يضع بيضه من رقبته.

الحلزون النادر يُعرف بـ "باوليفانتا أوغستا" من جزيرة جنوب نيوزيلندا.

نجا هذا الحلزون من الانقراض بسبب جهود وزارة حماية البيئة.

يتميز هذا النوع بالتزاوج الفريد ونضجه البطيء الذي يستغرق سنوات.

تحقق الجهود المبذولة نجاحات بعودة الحلزونات إلى موائلها الأصلية.

في حدث استثنائي ونادر في عالم الحياة البرية، نجح علماء في نيوزيلندا مؤخراً في توثيق لحظة مذهلة لأول مرة على الإطلاق، حيث شاهدوا أحد أنواع الحلزون النادرة يضع بيضه من فتحة تقع في رقبته! قد يبدو الأمر غريبًا حقًا، ولكنه مثال آخر يؤكد عجائب الطبيعة وقدرتها على إدهاشنا باستمرار.

الحلزون الذي نتحدث عنه اليوم يُعرف علمياً بـ "باوليفانتا أوغستا" (Powelliphanta augusta)، ويطلق عليه بشكل دارج حلزون جبل أغسطس، نسبةً إلى موطنه الأصلي الوحيد على جزيرة جنوب نيوزيلندا. اشتهر هذا النوع من الحلزون بطريقته الفريدة للتزاوج والتكاثر، والتي تتم عبر فتحة خاصة تُسمى "المسامة التناسلية" تقع أسفل الرأس بمنطقة العنق تحديداً.

بدأت قصة هذه الحلزونات النادرة منذ حوالي عشرين عاماً حينما كادت عمليات تعدين الفحم في المنطقة أن تتسبب في انقراضها تماماً، إذ دُمّرت بيئتها الطبيعية بشكل شبه كامل. سرعان ما بدأ فريق من الخبراء في وزارة حماية البيئة النيوزيلندية بالتدخل لإنقاذ هذه المخلوقات الصغيرة، وقاموا بتربيتها في محمية خاصة بمدينة هوكيتيكا بالقرب من موطنها الأصلي.

وأخيراً وبعد سنوات عديدة من الصبر والمحاولات، تمكن المسؤولون هناك من توثيق اللحظة التاريخية عندما كانوا يزنون أحد أفراد هذه المجموعة. تقول الباحثة ليزا فلاناغان، التي شهدت الحدث مباشرة وأعربت عن دهشتها الكبيرة: "إنه من المبهر للغاية أننا طوال سنوات العناية بها، لم نرَ أبداً من قبل بيضةً تخرج من فتحة رقبته. تفاجأنا بالعملية تظهر بشكل واضح عندما قمنا بقلب الحلزون لوزنه، فوجدنا البيضة وهي تخرج منه وكانت اللحظة لا تُنسى".

ما يزيد من غرابة الوضع هو أن معظم الحلزونات الأرضية تمتلك أعضاء تناسلية مزدوجة (ذكرية وأنثوية) وتميل عادةً لإخصاب بعضها البعض المتبادل، كما يمكن لها في حالات خاصة القيام بتلقيح ذاتها. لكن حلزون جبل أغسطس يستخدم مسامته التناسلية في العنق بشكل خاص في التزاوج ووضع البيض. توضح فلاناغان أن "التزاوج يتم عبر تبادل متزامن للحيوانات المنوية بين حلزونين، تقوم بعدها هذه الحلزونات بتخزين الحيوانات المنوية واستخدامها لإنتاج البيض لاحقاً".

هذا النوع من الحلزونات يتميز أيضاً ببطء نموه ونضجه الجنسي، فهو يحتاج إلى حوالي ثماني سنوات كاملة قبل أن يصبح قادراً على وضع البيض، وإلى عام إضافي كاملة من أجل فقس البيض. ليس ذلك فحسب، بل إن كل حلزون يضع فقط حوالي خمسة بيضات في العام، ما يجعل عمليات الحفاظ على استمرارية هذا النوع تحدياً أكبر.

لكن الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة حماية البيئة بدأت تؤتي ثمارها بالفعل، إذ نجحوا الآن في إيجاد تجمعات جديدة وبدأوا تدريجياً بإعادة إطلاق الحلزونات لموائلها الطبيعية الأصلية. وإلى أن تصبح هذه المجموعات قادرة على الاستمرار لوحدها بشكل مستقل، ستبقى الحلزونات تحت رعاية الوزارة، مع استمرار الباحثين في محاولة كشف المزيد من أسرار حياتها المثيرة.

ذو صلة

تقول ليزا فلاناغان في الختام بابتسامة تعكس إعجابها وتأثرها الشديد بهذه التجربة: "أحب أن أراقب تقدمهم شهرياً، متابعتهم خلال قياس أوزانهم، مراقبة نمو قواقعهم، ولا أكف عن الدهشة من الأشياء الغريبة والمذهلة التي تقوم بها هذه الكائنات الصغيرة".

وهكذا، أمام هذه التجربة العلمية النادرة والمذهلة، يصعب ألا نجد أنفسنا نتأمل قدرة الحياة على الابتكار والتأقلم. ربما يمكن في مقال قادم أن نخصص مساحة أكبر للحديث بتعمق عن جهود الروس لإنقاذ هذه الحلزونات النادرة، أو نستبدل كلماتٍ مثل "مذهلة" أو "نادرة" بأخرى أكثر تحديداً ووضوحاً مثل "فريدة" أو "غريبة"، لتعزيز الجذب والمباشرة في الخطاب الموجه للقارئ الفضولي. ولكن بالتأكيد، تبقى عجائب الطبيعة مصدر إلهام دائم، لا تنتهي قصصها الممتعة.

ذو صلة