اللعبة انتهت: يوتيوب يغلق آخر ثغرات برامج حظر الإعلانات ويُحكِم قبضته على المشاهدة المجانية

3 د
أغلقت يوتيوب ثغرة جديدة في المتصفحات مثل فايرفوكس لحجب الإعلانات.
بدأت المواجهة منذ مايو 2023 مع تحذيرات واضحة لمستخدمي الحجب.
يُبلغ المستخدمون عن حدود جديدة تعرضها التحذيرات لمستخدمي الحجب.
يقدم يوتيوب خيارات مثل YouTube Premium لتجربة خالية من الإعلانات.
تواصل التقنيات الجديدة الظهور في لعبة مستمرة بين يوتيوب والمستخدمين.
من جديد، يعود يوتيوب ليشعل المواجهة بينه وبين مستخدمي أدوات حجب الإعلانات، في خطوة جديدة أغلقت بها الشركة ثغرة كانت تسمح لبعض المتصفحات مثل فايرفوكس بتجاوز إعلانات المنصة الشهيرة. الأمر الذي دفع كثيراً من المستخدمين للتساؤل: هل وصلت حرب يوتيوب ضد برامج حجب الإعلانات إلى مرحلتها النهائية؟
بدأت هذه الحرب عملياً منذ مايو 2023 عندما شرع يوتيوب بتجربة نظامٍ يُحذر المشترِكين الذين يستخدمون برمجيات حجب الإعلانات بأن سلوكهم مخالف لسياسات الموقع. ومنذ ذلك الحين تصاعدت المواجهة بشكل واضح، وصولاً إلى حجب كامل لقدرة المستخدم على عرض الفيديوهات في حال استمرار استخدام أدوات حجب الإعلانات.
لكن على الرغم من كل هذه الجهود، ظل هناك العديد من الثغرات التي استغلّها مستخدمو متصفحات شهيرة مثل فايرفوكس وأوبرا وامتدادات معروفة مثل uBlock Origin، من أجل تفادي الإعلانات دون أن تكتشفهم أنظمة يوتيوب لفترة طويلة. مؤخراً، يبدو أن هذا الوضع قد تغيّر تماماً، مع تقارير تفيد بأن كثيراً من المستخدمين حول العالم بدأوا برؤية تحذيرات جديدة على صفحات الفيديو، تُشير إلى أن الاستمرار في حجب الإعلانات يعتبر خرقاً لشروط الخدمة الخاصة بالموقع.
وتشير المناقشات الكثيفة التي تجري حالياً في منتديات الإنترنت، وعلى رأسها شبكة Reddit، أنّ الردع الجديد لم يطبّق حتى الآن بشكل موحّد على الجميع. ما يزال بعض المستخدمين في مناطق مثل جنوب شرق آسيا وأوروبا قادرين على استخدام هذه الأدوات دون مشاكل. لكن ذلك على الأغلب لن يستمر طويلاً، حيث تتوقع التقارير أن يوتيوب ينوي تطبيق هذه الإجراءات بشكل تدريجي وعلى نطاق عالمي خلال الفترة القادمة.
يأتي هذا التحرك الجديد من قبل يوتيوب بعد أشهر قليلة فقط من إطلاق سياسة مشابهة في مارس الماضي، كانت تستهدف كذلك المستخدمين الذين يعتمدون على متصفح Opera GX وامتداد uBlock Origin الشهير. ما يُشير بوضوح إلى أن الشركة مصممة على السير في هذا المسار وأنها ستواصل تطوير أساليبها التقنية لمواجهة ظاهرة حجب الإعلانات، في محاولةٍ واضحة لضمان إيراداتها الإعلانية من رواد المنصة.
ويطرح يوتيوب في هذه التحذيرات خيارين للمستخدمين: إما التوقف الفوري عن استعمال برامج حجب الإعلانات أو الاشتراك في خدمة YouTube Premium، التي تقدم تجربة خالية من الإعلانات لقاء اشتراك شهري يبلغ حوالي 14 دولاراً. كما توفّر يوتيوب خيار "بريميوم لايت"، وهو اشتراك مخفض بحوالي 8 دولارات شهرياً، يقدم تجربة تصفح بدون إعلانات لمعظم الفيديوهات (مع تنبيهات حول قدوم الإعلانات أيضاً إلى خدمة YouTube Shorts قريباً).
ومع استمرار هذه اللعبة التي تشبه لعبة القط والفأر، فمن المحتمل جداً في المستقبل القريب أن تظهر أساليب وتقنيات جديدة تمكن المستخدمين من تجاوز قيود يوتيوب، يقابلها بالضرورة تحديث جديد من الشركة لإغلاقها. ففي النهاية، سيستمر هذا الصراع التقني طالما بقيت الإعلانات هي المحرك الأساسي لإيرادات مواقع الإنترنت الكبرى.
وفي ضوء هذه التطورات، ربما على يوتيوب التفكير في طرقٍ جذابة لتشجيع المستخدمين على الإقبال على الخيارات المدفوعة، مثل تحسين الميزات أو إضافة فوائد جديدة، بدلاً من التركيز فقط على التضييق والقمع المباشر لبرامج حجب الإعلانات، ما قد يساهم في الوصول إلى حلّ يرضي الجميع دون تصعيد مستمر.