المسافة الحقيقية بين الأرض والقمر تُكشف أخيرًا… ليست كما تخيلناها!!

كثيراً ما ننظر إلى القمر في الليل، معتادين رؤيته قريبا بشكل لا يثير دهشتنا. لكن صورة حديثة التقطتها المركبة الفضائية "أوزيرس-ريكس" التابعة لوكالة ناسا أعادت تعريف فهمنا للمسافة الحقيقية بين الأرض والقمر، بصورة مُذهلة تناقلها الآلاف من المهتمين على الإنترنت.

الصورة التي حظيت بشعبية واسعة على منصة الرديت Reddit، وتحديدًا في مجتمع SpacePorn المتخصص في اللقطات الفضائية الملهمة؛ لم تكن مجرد لقطة عابرة بل كانت دليلاً واضحاً على ضخامة واتساع الفضاء المحيط بنا. الصورة التي التُقطت في 25 سبتمبر عام 2017، تُظهر بوضوح المسافة بين الأرض والقمر، والتي بلغت حوالي 401 ألف كيلومتر، أي حوالي 249 ألف ميل، بزيادة نحو 17 ألف كيلومتر عن المتوسط المعروف عموماً (384,400 كيلومتر). الفرق قد يبدو ضئيلاً في لغة الأرقام، لكنه في الحقيقة كاف تماماً لتغيير تصورنا المألوف عن المساحات الكونية.

وفي الحقيقة، جاء هذا الاكتشاف بالصدفة أثناء رحلة المركبة "أوزيرس-ريكس" إلى كويكب بينو الشهيرة في عام 2016، التي أطلقتها ناسا لدراسة هذا الكويكب عن قرب وجمع عينات من تربته للبحث في تركيبه الكيميائي وتحديد إمكانية تأثر الأرض به. وخلال السفر الطويل في الفضاء، انتهز الفريق العلمي الفرصة لاختبار دقة نظام التصوير الخاص بالمركبة، فكانت هذه الصورة المتميزة للأرض والقمر فرصة نادرة لاختبار جودة وخصائص كاميرات الاستكشاف الفضائي بدقة عالية.

هذه الصورة لا تثير فضولا علمياً فحسب، بل أثارت كذلك مشاعر فلسفية عميقة بين رواد الإنترنت. حيث علق أحد المستخدمين قائلاً:

بينما عبر آخر بالقول:

وهذا لا يقف عند الصورة فقط، بل إن وكالة ناسا قد أوضحت حقيقةً مفاجئة أخرى؛ حيث كشفت أن كواكب مجموعتنا الشمسية السبعة الرئيسية يمكنها أن تصطف معًا بين الأرض والقمر في المسافة ذاتها! هي معلومة قد تبدو غير قابلة للتصديق، لكن علماء ناسا أكدوا أن المسافات بين هذه الكواكب تسمح نظرياً بمحاذاتها في الفراغ الموجود بين الأرض وقمرها. معلومة كهذه توفر لنا منظوراً شاملاً لفهم ضخامة الأبعاد الكونية التي يصعب علينا أحيانًا استيعابها.

ولا يمكننا بالطبع تجاهل النجاح الكبير الذي حققته المركبة "أوزيرس-ريكس"، من خلال إعادة عينات من الكويكب "بينو" بنجاح عام 2023، وهو إنجاز تاريخي بارز في مجال استكشاف الفضاء والكواكب الصغيرة القريبة من الأرض، مما يُساعد العلماء على فهم أعمق لطبيعة هذه الأجسام وخطر اصطدامها المحتمل بكوكبنا.

الصور كتلك التي التقطتها "أوزيرس-ريكس" تمنحنا فرصة لنتوقف قليلاً ونتأمل موقعنا وشكل حياتنا وسط هذا الواقع الفضائي الرحب، متسائلين عن مصيرنا وحجم قدراتنا التكنولوجية والعلمية التي جعلت التقاط مثل هذه الصور المدهشة أمراً ممكناً. وبلا شك، يمكن كاقتراح بسيط لتحسين عرض هكذا أخبار مثيرة أن نستخدم كلمات أكثر إيحاءً مثل "استثنائي" بدلاً من "مذهل"، أو إضافة جمل ربط بلغة مبسطة تقرب القارئ أكثر من المشهد الفضائي، لتجعل حكايات اكتشافات الفضاء أقرب للقارئ العادي وأكثر تشويقاً واستيعاباً.