باب غامض في قلب القارة المتجمدة: لغز جديد يشعل نظريات المؤامرة حول أنتاركتيكا
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FRising-economics-2025-02-05T130743.410.png&w=3840&q=75)
3 د
اكتشاف فتحة غامضة في شرق أنتاركتيكا عبر صور Google Maps أثار جدلًا واسعًا بين رواد الإنترنت.
ربطت نظريات المؤامرة الموقع بقاعدة عسكرية سرية أو ملجأ نازي قديم أو حتى بوابة لعالم آخر.
أكد علماء الجليد أن الفتحة ليست سوى جبل جليدي عالق بدأ في الذوبان بفعل الرياح وظروف المناخ القاسي.
رغم دحض هذا اللغز، تبقى أنتاركتيكا واحدة من أكثر الأماكن غموضًا على وجه الأرض، مليئة بالأسرار التي لم تكتشف بعد.
أثار اكتشاف باب غامض في قلب القارة القطبية الجنوبية موجة من التكهنات والجدل الواسع بين رواد الإنترنت، بعدما رصدته صور من Google Maps. انتشرت التساؤلات بسرعة: هل هو مدخل إلى قاعدة سرية تحت الجليد؟ أو ربما بقايا ملجأ نازي قديم؟ أم أنه شيء أكثر غموضًا؟
تم تداول الصور والتنسيقات عبر منصة Reddit، حيث نشر أحد المستخدمين إحداثيات الموقع (69°00’50″S 39°36’22″E)، والتي تشير إلى فتحة ضخمة منحوتة في سفح جبل جليدي بشرق أنتاركتيكا. المنطقة الأقرب لهذا الموقع هي محطة "شوا" اليابانية للأبحاث، وهي موقع بشري نادر وسط الامتداد المتجمد.
انفجار نظريات المؤامرة
كما هو متوقع، اجتاحت الإنترنت نظريات المؤامرة حول الاكتشاف. فبينما زعم البعض أن هذا الباب قد يكون مدخلًا إلى قاعدة عسكرية تحت الأرض، ذهب آخرون إلى تفسيرات أكثر غرابة، مثل كونه بوابة لعالم خفي تحت الجليد، أو حتى مقرًا سريًا لمخلوقات فضائية مدفونة منذ قرون!
ومن بين الادعاءات الأكثر انتشارًا، ربط البعض هذا الباب الغامض بأسطورة الملجأ النازي، وهي نظرية قديمة تشير إلى أن ألمانيا النازية أنشأت قاعدة سرية في القارة الجنوبية خلال الحرب العالمية الثانية. آخرون شبهوه ببوابة بُعدية تشبه تلك التي نُفي عبرها مايك وازوفسكي وسولي في فيلم Monsters, Inc.!
رأي العلماء: لا قواعد سرية ولا كائنات فضائية!
لكن قبل أن تتحول المسألة إلى تحقيق على غرار "المنطقة 51"، تدخل العلماء لكشف الحقيقة وتبديد الغموض.
وفقًا للبروفيسورة بيثان ديفيز، الخبيرة في علم الجليد من جامعة نيوكاسل، فإن هذه الفتحة الغامضة ليست أكثر من جبل جليدي عالق في مكانه، آخذٌ في الذوبان تدريجيًا. وأوضحت قائلة:
"هذه البقعة تقع في منطقة جليدية بحرية سريعة، على مقربة من سواحل شرق أنتاركتيكا. ما نراه هنا هو جبل جليدي انفصل ثم تقطعت به السبل قبل أن يبدأ في الذوبان."
وقد دعم هذه النظرية البروفيسور مارتن سيجرت، المتخصص في دراسات الجليد القطبي، الذي أكد أن الشكل الظاهر ليس سوى نتيجة تدفق الجليد والذوبان بفعل الرياح الكاتاباتية – وهي ظاهرة شائعة في أنتاركتيكا تؤدي إلى تكوين أشكال غير مألوفة.
أما عالم البراكين جون سميلي، فقد وصف النظرية برمتها بأنها مجرد وهم بصري، قائلاً:
"ما يُشبه الباب ليس أكثر من خداع بصري ناتج عن الرياح التي تنحت الجليد حول التضاريس الصخرية."
أنتاركتيكا: أسرار لا تزال غير مكتشفة
على الرغم من أن هذا الباب الغامض لم يكن مدخلًا إلى قاعدة سرية، إلا أن القارة المتجمدة لا تزال واحدة من أكثر الأماكن المجهولة على كوكب الأرض. هناك بحيرات جوفية مختبئة منذ ملايين السنين، فضلاً عن ظواهر مغناطيسية غامضة أثارت اهتمام الباحثين لسنوات.
بينما قد يكون هذا الباب مجرد وهم، تظل أنتاركتيكا مليئة بالأسرار التي لم يُكشف عنها بعد، ويبقى الفضول بشأنها أقوى من أن يذوب مع الجليد.