بعد انتظار 8 أشهر .. ماسك وترامب يتعاونان لإعادة رواد الفضاء العالقين
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FRising-economics-2025-01-30T121608.680.png&w=3840&q=75)
4 د
بقي رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسوني ويليامز عالقين في محطة الفضاء الدولية لأكثر من 8 أشهر بعد فشل مركبة "ستارلاينر" التابعة لبوينغ في توفير رحلة عودة آمنة.
تدخل إيلون ماسك وسبيس إكس بناءً على طلب دونالد ترامب لتسريع عودتهم إلى الأرض عبر مركبة "كرو دراغون".
يمثل البقاء الطويل في الفضاء تحديات صحية ونفسية كبيرة، مما يجعل عودتهم في أسرع وقت ضرورة ملحة.
هذه الحادثة سلطت الضوء على مشاكل برنامج "ستارلاينر" وزادت من اعتماد ناسا على سبيس إكس لضمان رحلات مأهولة موثوقة.
بعد أكثر من ثمانية أشهر من الانتظار في محطة الفضاء الدولية، يواجه رائدا الفضاء الأمريكيان بوتش ويلمور وسوني ويليامز مصيرًا غير مؤكد بعد أن تعثرت خطط عودتهما بسبب أعطال تقنية في مركبة "ستارلاينر" التابعة لشركة بوينغ. وعلى الرغم من أن مهمتهما كانت مقررة أن تستمر أسبوعًا واحدًا فقط، إلا أن التأخيرات المتكررة أجبرتهما على البقاء في الفضاء لفترة أطول بكثير من المتوقع، مما أثار مخاوف بشأن التحديات الصحية والنفسية التي يواجهها رواد الفضاء في مثل هذه الظروف.
في تطور مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه طلب من إيلون ماسك وشركة سبيس إكس التدخل لتسريع عملية إعادتهم، مما أعاد تسليط الضوء على الدور المتزايد لشركات الفضاء الخاصة في دعم برامج ناسا.
كيف أصبحت "سبيس إكس" الحل؟
على مدار الأشهر الماضية، كانت ناسا تسعى لإيجاد حل آمن لإعادة ويلمور وويليامز إلى الأرض، خاصة بعد أن تعرضت مركبة "ستارلاينر" لمشكلات تقنية خطيرة تمثلت في تسرب الهيليوم وتعطل بعض المحركات، مما جعل عودتهما عبرها أمرًا محفوفًا بالمخاطر. وفي ظل تعذر استخدام المركبة، برز خيار العودة عبر "كرو دراغون" التابعة لشركة سبيس إكس، والتي أثبتت موثوقيتها من خلال عدة رحلات ناجحة إلى المحطة الفضائية الدولية.
لكن العقبات لم تقتصر على المشاكل التقنية، إذ أن إعادة جدولة الرحلات المأهولة وإيجاد نافذة إطلاق مناسبة استغرق وقتًا أطول من المتوقع، مما زاد من تعقيد الموقف. وهنا جاء تدخل ترامب، الذي نشر عبر منصته للتواصل الاجتماعي تصريحًا قال فيه:
"لقد طلبتُ من إيلون ماسك و*@SpaceX** الذهاب لإنقاذ رائدي الفضاء الشجاعين الذين تخلت عنهم إدارة بايدن فعليًا في الفضاء. إنهم ينتظرون منذ أشهر على متن محطة الفضاء. إيلون سيكون في طريقه قريبًا. نأمل أن يكون الجميع بأمان. حظًا موفقًا يا إيلون!!!"*
لم يتأخر رد ماسك، حيث أكد أن "سبيس إكس" ستعمل على إتمام المهمة بأسرع وقت ممكن، ما أدى إلى زيادة الضغط على الجهات المختصة لتسريع عودة الرواد.
التحديات الناجمة عن البقاء الطويل في الفضاء
يعد قضاء فترة طويلة في الفضاء تحديًا هائلًا حتى بالنسبة لأكثر رواد الفضاء خبرة، حيث أن الجاذبية الصغرى تسبب ضمورًا في العضلات وانخفاض كثافة العظام وتغيرات في توزيع سوائل الجسم، مما قد يؤدي إلى تورم في الدماغ ومشاكل في الرؤية. ورغم أن رواد الفضاء يمارسون تمارين رياضية يومية مكثفة لتقليل هذه التأثيرات، إلا أن جسم الإنسان غير مصمم للبقاء في بيئة انعدام الوزن لفترات غير محدودة.
لكن الأمر لا يقتصر على التأثيرات الجسدية فقط، إذ أن البقاء لفترة أطول مما هو مخطط له يمكن أن يخلق ضغوطًا نفسية هائلة. فعلى الرغم من أن ويلمور وويليامز تلقيا تدريبات لمواجهة رحلات طويلة، فإن عدم اليقين بشأن موعد عودتهما يمكن أن يكون منهكًا ذهنيًا. كما أن التأخير يؤثر على برامج ناسا المستقبلية، حيث يجب إعادة جدولة بعض المهمات الأخرى التي تعتمد على التبديل السلس للطاقم في المحطة الدولية.
انتكاسة لبرنامج "ستارلاينر" ومستقبل رحلات الفضاء التجارية
كان من المفترض أن يكون برنامج "ستارلاينر" خطوة مهمة نحو توفير خيارين مستقلين لناسا لنقل الرواد من وإلى المحطة الدولية، إلى جانب "كرو دراغون" من سبيس إكس. ولكن المشاكل المتكررة التي عانى منها البرنامج، بما في ذلك التأخيرات الطويلة والتكاليف المتزايدة، جعلت الاعتماد عليه موضع شك.
وعلى الرغم من نجاح المركبة في الالتحام بمحطة الفضاء الدولية، إلا أن تسرب الهيليوم وتعطل محركات الدفع كشفا عن أعطال خطيرة في التصميم، مما دفع المهندسين إلى تقييم إمكانية إصلاحها وهي في المدار. ومع ذلك، يبدو أن الخيار الأكثر أمانًا الآن هو إتمام رحلة العودة عبر "كرو دراغون"، مما يبرز مرة أخرى مدى موثوقية نظام ماسك مقارنة بنظيره من بوينغ.
هذا الموقف يعزز الدور المتنامي لشركات الفضاء الخاصة في دعم استكشاف الفضاء، حيث أصبحت سبيس إكس الركيزة الأساسية لرحلات ناسا المأهولة منذ عام 2020. ومع استمرار التحديات التي تواجه بوينغ، قد تجد ناسا نفسها معتمدة بشكل شبه كلي على ماسك وفريقه في المستقبل القريب.
ماذا سيحدث الآن؟
كان من المقرر أن تنطلق مركبة "كرو دراغون" إلى المحطة في رحلة مخطط لها مسبقًا، لكن التطورات الأخيرة وضعت ضغوطًا إضافية على ناسا وسبيس إكس لتقديم موعد الرحلة. ومن المتوقع أن تعيد الوكالة النظر في جدول الإطلاق، بحيث يتم إعادة ويلمور وويليامز في أسرع وقت ممكن.
حتى الآن، لم تصدر ناسا أي تعليق رسمي على تصريحات ترامب، لكن مصادر مطلعة تشير إلى أن التنسيق جارٍ بين الفرق الفنية في ناسا وسبيس إكس لتسريع عودة الرواد. وعلى الرغم من أن ويلمور وويليامز لا يزالان في أمان تام على متن المحطة، إلا أن الهدف الرئيسي الآن هو ضمان عودتهما بسلاسة وسرعة.
في النهاية، ورغم أن هذه الإقامة الطويلة لم تكن جزءًا من الخطة، إلا أنها أظهرت مرة أخرى مدى مرونة رواد الفضاء وقدرتهم على التكيف مع الظروف الطارئة. ومع استعداد "سبيس إكس" لاستعادة الرواد، تبقى هذه الحادثة تذكيرًا بمدى تعقيد الرحلات الفضائية وأهمية أنظمة الطوارئ الموثوقة عند حدوث خلل غير متوقع.