ذكاء اصطناعي

بفكرة مستوحاة من ألعاب الفيديو.. كوريا الجنوبية تحقق طفرة في الطاقة الاندماجية دون تكلفة

فريق العمل
فريق العمل

3 د

حقق علماء كوريا الجنوبية تقدمًا في الطاقة الاندماجية باستخدام تقنيات ألعاب الفيديو.

استعان الباحثون بخوارزميات "كشف التصادم" لتسريع ودقة الحسابات في المفاعلات الاندماجية.

تقنية جديدة تساهم في تجنب اصطدام الجسيمات بالجدران، مما يعزز أمان المفاعلات.

يكشف التقدم عن إمكانيات فتح أبواب لمفاعلات أقل تكلفة وأكثر فعالية.

نجح علماء من كوريا الجنوبية في تحقيق تقدم كبير في مجال الطاقة الاندماجية بفضل تقنية مستعارة من عالم ألعاب الفيديو، وهي خطوة قد تحوّل حلم الطاقة المستدامة اللامحدودة إلى واقع أقرب من أي وقت مضى.

الطاقة الاندماجية، التي تقوم على دمج ذرتين من الهيدروجين لإنتاج طاقة هائلة، تُعد ميداناً واعداً لتوفير مصدر طاقة نظيف ومستدام. وعلى الرغم من الجهود الكبرى والتجارب المكثفة عبر العقود الماضية، إلا أن هذه التقنية بقيت لوقت طويل أسيرة العقبات التقنية العالية والتكلفة الباهظة. اليوم، نجح علماء من معهد أولسان الوطني للعلوم والتكنولوجيا (UNIST) في تجاوز حاجز جديد، مستفيدين بشكل مفاجئ من تقنية مستخدمة بكثرة في عالم الألعاب الإلكترونية.

ما قام به الباحثون هو استخدام خوارزميات "كشف التصادم" (Collision detection)، وهي تقنيات تُستخدم في ألعاب الفيديو لتحديد نقطة ومكان تلامس الأجسام الافتراضية داخل اللعبة لجعل الحركة والتفاعل أكثر واقعية وسلاسة. العلماء نجحوا في تعديل هذه الخوارزميات وتسخيرها لزيادة سرعة ودقة حساب تصادم الجسيمات، العامل الضروري والحاسم في عملية الاندماج النووي، واستطاعوا بالتالي تسريع الحسابات بأكثر من 15 مرة مقارنة بالطرق التقليدية السابقة.

ولماذا تحديدًا تعد هذه الخوارزميات مفيدة للغاية في الطاقة الاندماجية؟ ببساطة لأن لتحقيق الطاقة الاندماجية، يجب على العلماء دفع جسيمات عالية الطاقة للاصطدام معًا. لكن المشكلة الأكبر كانت تكمن في خروج بعض الجسيمات عن المسار واصطدامها بجدران المفاعل، مما يؤدي إلى تخريب الجدران أو تعطيل التفاعل بأكمله. وبفضل التقنية الجديدة، أصبح بإمكان الباحثين التنبؤ بشكل أفضل بمتى وأين ستصطدم الجسيمات ببعضها البعض لتجنب هذه المشكلة تماماً.

هذه ليست مجرد خطوة صغيرة في المختبر أو اكتشافاً جانبياً يستحق الإشارة العابرة، بل هو تقدم قد يفتح الأبواب أمام مفاعلات اندماجية أقل تكلفة وأكثر أماناً وفعالية. وبخلاف مفاعلات الانشطار النووي القائمة حالياً (التي تعتمد على تفتيت الذرات، كاليورانيوم، وتواجه تحديات بيئية وخطورة في التشغيل)، فإن الطاقة الاندماجية تعتمد على دمج ذرات الهيدروجين، الموجود بكثرة في كوكبنا، وهو نفس التفاعل الذي يحدث بشكل طبيعي في النجوم، ومنها شمسنا.

ذو صلة

ورغم أن فكرة تحقيق طاقة الاندماج النظيفة ظلت سنوات طويلة تبدو حلماً يبتعد كلما اقتربت الجهود منه، تعرض خلال مسيرتها أحياناً للمبالغات أو حتى الخداع الإعلامي، لكن هذا الإنجاز الجديد يثبت أن مستقبل الاندماج قد يكون أقرب إلينا بالفعل مما تخيلنا.

في نهاية المطاف لا يزال الطريق نحو الطاقة الاندماجية الكاملة والمجدية اقتصادياً مليئاً بالتحديات، لكن استلهام تقنية ألعاب الفيديو لفتح آفاق جديدة هو دليل على أهمية التعاون بين المجالات المختلفة وتبادل الخبرات بين الباحثين. قد يكون على العلماء التركيز أكثر على هذه التقاءات المبتكرة بين التقنيات القديمة والجديدة، واستبدال التفكير التقليدي بطريقة أكثر إبداعاً، فمن يدري.. ربما يكون الحل في المرة القادمة قادماً من مكان غير متوقع أيضاً.

ذو صلة