تحذير عاجل من جوجل: أوقف الهجمات قبل أن تبدأ … مفتاحك لحماية Gmail لم يعد كلمة مرور

في خضم تصاعد الهجمات الإلكترونية المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصدرت شركة جوجل تحذيراً شديد اللهجة لمستخدمي Gmail، مؤكدةً أن حساباتهم باتت هدفًا مباشراً لهجمات احتيالية متقدمة، ومطالبةً المستخدمين بترقية إعدادات الأمان الخاصة بهم فوراً. التحذير أُعيد نشره في 4 مايو 2025 بعد صدور تحديث أمني حرج، يتضمّن معلومات جديدة حول تقنية “مفاتيح المرور” (Passkeys) وخطط الشركة للاستغناء كليًا عن كلمات المرور.

في بيان واضح، شددت جوجل على أنها لا تقوم بالتواصل مع المستخدمين بشأن مسائل الأمان عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، ولا تطلب منهم تغيير كلمات المرور بهذه الطريقة. وأوضحت أن هذه الهجمات تستغل اسم جوجل ورسائلها الرسمية الزائفة لخداع المستخدمين وتسريب بياناتهم.

التوصية الأساسية؟ ترقية الحساب باستخدام مفاتيح المرور (Passkeys)، وهي طريقة تسجيل دخول أكثر أماناً، لا تعتمد على كلمات المرور التقليدية، بل على وسائل تحقق بيومترية أو رموز سرية تُخزن مباشرة على جهاز المستخدم.

بحسب تحالف FIDO، الجهة الدولية المسؤولة عن تشجيع اعتماد مفاتيح المرور، فإنها توفر حماية قوية ضد التصيّد الاحتيالي والهجمات بالقوة الغاشمة، وتُعد أكثر سهولة في الاستخدام. على عكس كلمات المرور، فإن مفاتيح المرور:

تقول جوجل:

جاء هذا التحذير بعد يوم واحد فقط من "اليوم العالمي لكلمة المرور" (1 مايو)، الذي شهد هذا العام تحولًا كبيرًا في الخطاب الأمني العالمي، حيث أطلقت مايكروسوفت عليه اسم "اليوم العالمي لمفاتيح المرور". ويعكس هذا التغيير تسارع الابتعاد عن كلمات المرور التقليدية، نتيجة تعرضها المتكرر للاختراق، وظهور موجة جديدة من الهجمات الإلكترونية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

وحسب شركة Check Point للأمن السيبراني، فإن جوجل هي ثاني أكثر علامة تجارية يُنتحل اسمها في هجمات التصيّد الإلكتروني بعد مايكروسوفت، ما يجعل مستخدمي Gmail في دائرة الاستهداف المستمر.

تحذير جوجل جاء في توقيت حرج، حيث حذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) من أن الهجمات الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أصبحت واقعًا، يصعب رصده ومواجهته. وتقول شركة Check Point:

مايكروسوفت اتخذت خطوة أكثر جرأة، حيث أعلنت أنها ستحذف كلمات المرور بشكل نهائي من حسابات المستخدمين، داعيةً إلى استخدام تطبيق المصادقة “Microsoft Authenticator”. لكنها قوبلت بانتقادات، أبرزها من موقع Ars Technica، الذي أشار إلى أن مايكروسوفت لا تتيح للمستخدمين اعتماد تطبيقات مصادقة خارجية مثل Google Authenticator أو Authy، مما يقيّد الخيارات ويقوّض فكرة "الأمان بدون كلمات مرور".

أما جوجل، فتتبنّى نهجًا تدريجيًا أكثر مرونة، إذ لا تزال تحتفظ بكلمات المرور ومصادقة ثنائية كخيارات احتياطية. لكنها توصي بربط هذه المصادقة بجهاز موثوق أو تطبيق مخصص، وتُحذر من الاعتماد على رسائل SMS التي يمكن اعتراضها بسهولة.

الجدير بالذكر أن مايكروسوفت واجهت مشكلة تقنية مؤخرًا، تسببت في تصنيف رسائل البريد الإلكتروني الواردة من حسابات Gmail كرسائل مزعجة (سبام) ضمن خدمة Exchange Online، بسبب تشابهها مع نمط الرسائل الاحتيالية. وبعد أن أصلحت المشكلة، أكدت الشركة أنها "تبحث في سبل تحسين نماذج الذكاء الاصطناعي لتقليل الإيجابيات الخاطئة ومنع حدوث مثل هذه المشكلات في المستقبل".

حساب Gmail ليس مجرد وسيلة لتبادل الرسائل، بل هو بوابة الوصول إلى خدمات جوجل، YouTube، الأجهزة الذكية، والحسابات المرتبطة الأخرى. لذا فإن التهاون في حمايته يُعرض جميع بياناتك للخطر.

انتقالك إلى مفاتيح المرور ليس خيارًا ترفيهيًا، بل خطوة ضرورية لحماية نفسك في عالمٍ تتطور فيه الهجمات بذكاء أسرع من أي وقت مضى.