ذكاء اصطناعي

“تنين السيف” يظهر بعد 185 مليون عام: اكتشاف نوع جديد من الزواحف البحرية في ساحل دورست!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

تم اكتشاف نوع جديد من الزواحف البحرية في سواحل دورست بإنجلترا.

يدعى الاكتشاف "تنين السيف" بسبب خطمه الطويل الذي يشبه السيف.

يعود هذا المخلوق إلى نحو 185 مليون سنة خلال العصر الجوراسي المبكر.

تكشف الدراسة عن تفاصيل مرضية وافتراس تعرض لها هذا الكائن.

الاكتشاف يضيف قطعًا جديدة لفهم تطور الإكثيوصورات.

على سواحل "جوراسيك" الشهيرة في مقاطعة دورست بجنوب إنجلترا، تحقق حلم كثير من علماء الحفريات بظهور اكتشاف نادر يعيد إلينا مشاهد العصور القديمة. فقد تم تحديد هيكل عظمي شبه مكتمل لكائن بحري منقرض على أنه نوع جديد من "الإكثيوصور"، وهو من الزواحف البحرية التي كانت تهيمن على البحار قبل ملايين السنين.

هذا الاكتشاف المذهل أُطلق عليه اسم Xiphodracon goldencapensis، وتعني "تنين السيف"، في إشارة إلى خطمه الطويل الذي يشبه السيف، وهو سمة جعلته مميزاً عن أي نوع آخر معروف من الإكثيوصورات. يقول العلماء إن آثاراً على جمجمته تكشف أنه ربما لقي حتفه بعد هجوم من فصيلة أكبر حجماً، ما يضفي بعداً درامياً على قصته في أعماق المحيطات القديمة.

وهنا تبدأ الحكاية من بدايتها مع مكتشف الحفرية كريس مور، الذي عثر عليها عام 2001 في منطقة "غولدِن كاب"، قبل أن تودع لاحقاً في متحف كندي لسنوات طويلة بانتظار دراستها. الباحث البريطاني الدكتور دين لومكس، أحد أبرز المتخصصين في الإكثيوصورات، قاد فريق التحليل العلمي الذي أكد أنها تنتمي إلى نوع جديد كلياً. ويقول لومكس:


"فكرت طويلاً في اختيار الاسم المناسب، فالكلمة اللاتينية Xiphodracon تعني التنين صاحب السيف، وهي تصف بدقة شكل الخطم الطويل والطابع الأسطوري لهذه المخلوقات البحرية التي لطالما لُقّبت بـ«تنانين البحر»".

ومن هذا الوصف ننتقل إلى تفسير آخر يكشف أهمية الاكتشاف للعلماء وعشاق التاريخ الطبيعي.
يُعتقد أن هذا "التنين بالسيف" سبَح في المحيطات قبل نحو 185 مليون سنة، خلال العصر الجوراسي المبكر، وهي فترة نادرة جداً من حيث العثور على حفريات للإكثيوصورات. يوضح لومكس أن "Xiphodracon" يمثل القطعة المفقودة التي تساعد في فهم تطور هذه الكائنات، إذ يحتفظ بسمات تشريحية لم تُشاهد من قبل، مثل عظمة دقيقة تشبه الشوكة قرب الأنف، إضافة إلى تجاويف عينين ضخمتين كانت تمنحه رؤية ممتازة في الأعماق المظلمة.

وما يثير الفضول أكثر هو الجانب المأساوي في حياة هذا الكائن.
فقد لاحظ الباحثون بقيادة **الدكتورة إيرين ماكسويل** من متحف التاريخ الطبيعي في شتوتغارت، أن العظام كانت مشوهة والأسنان مصابة بما يشير إلى مرض أو إصابة قديمة، قبل أن يتلقى على ما يبدو "الضربة القاضية" من حيوان مفترس ضخم آخر. تقول ماكسويل: "كانت الحياة في محيطات الحقبة الوسطى مغامرة مليئة بالمخاطر، والافتراس بينها ظاهرة يومية، حتى لأكبر الكائنات".

ذو صلة

ومن المؤكد أن هذا الاكتشاف سيأخذ مكانه إلى جوار سلسلة طويلة من الحفريات التي وضعت "جوراسيك كُوست" على خريطة التراث الجيولوجي العالمي منذ أيام العالمة الرائدة ماري آنِنغ في القرن التاسع عشر. ويبدو أن كريس مور، مكتشف الحفرية، سيكتفي بالاحتفال بهذا الإنجاز بطريقة بسيطة إذ قال مازحاً: "لم أقرر بعد، هل ستكون كأس شمبانيا أم كوباً من الشاي؟".

في النهاية، يختصر "تنين دورست بالسيف" مزيجاً رائعاً من العلم والتاريخ والإثارة، مانحاً علماء الحفريات والمتحمسين للطبيعة لمحة جديدة عن الحياة التي ازدهرت ثم انقرضت في أعماق البحار قبل ملايين السنين، ومذكراً الجميع بأن أسرار الماضي ما تزال كامنة بين طبقات الصخور تنتظر من يزيل عنها غبار الزمن.

ذو صلة