ذكاء اصطناعي

جوجل تعلنها صراحة: عصر الـSEO انتهى… والذكاء الاصطناعي هو القائد اليوم

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أعلنت جوجل في مؤتمرها الأخير تحولها الكامل نحو الذكاء الاصطناعي.

سيحل الذكاء الاصطناعي محل تقنيات تحسين محركات البحث التقليدية بتقديم محتوى ملخص.

ستقلل تقنيات الذكاء الاصطناعي من الحاجة لزيارة المواقع التقليدية في البحث.

يتطلب المستقبل تقديم محتوى نوعي أصيل يحقق قيمة حقيقية للقراء.

فجرت شركة جوجل في مؤتمرها الأخير مفاجأة من العيار الثقيل، قد تشكل نقطة تحول كبيرة في عالم صناعة المحتوى والتسويق الإلكتروني، إذ أعلنت بشكل واضح دخولها الكامل في حقبة الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم محتوى ملخص يعتمد على قدرات الذكاء الاصطناعي، مما يثير تساؤلات جادة: هل انتهى بالفعل زمن تقنية تحسين محركات البحث، المعروفة اختصارًا بـSEO؟

لفترة طويلة، اعتمد المواقع وصانعو المحتوى على استراتيجيات تحسين محركات البحث لجذب زيارات أعلى وتحقيق ظهور أكبر في نتائج بحث جوجل. وفي أبسط تعريف، الـSEO هو عبارة عن مجموعة من الممارسات، معتمدة على اختيار كلمات وأساليب معينة، تهدف إلى تحسين ترتيب موقع أو صفحة معينة في نتائج البحث بحيث يجذب القراء لزيارة الصفحة أو شراء منتج. لكن الآن تبدو هذه الممارسات على وشك الانقراض وفق الرؤية الجديدة لجوجل.

وجاء إعلان جوجل عن المرحلة الجديدة، التي تعتمد على تقديم إجابات ملخصة وفورية بواسطة الذكاء الاصطناعي مباشرة ضمن صفحة البحث، ليجعل المحتوى التقليدي يتراجع إلى الخلف. فعلى سبيل المثال، كانت المقالات والمحتوى المكتوب يظهر أولاً في النتيجة الأولى أو الثانية من البحث، لكن مع التحديث الجديد، ستصبح هذه النتائج بعيدة ومنخفضة في الصفحة، أو في معظم الأحيان قد تُدمج في محتوى مختصر ينتجه الذكاء الاصطناعي، ما يقلل الحاجة أصلاً لزيارة الموقع.

وهذا يقودنا إلى السؤال: لماذا تقوم جوجل، بنفسها، بإنهاء عهد استراتيجية التسويق التي صنعت نجاحها وأرباحها في السابق؟ الجواب يبدو واضحاً وبديهياً، الذكاء الاصطناعي يشكل المستقبل، والتطور التقني السريع صنع ظروفاً جديدة دفعت جوجل للحفاظ على تنافسيتها وسيطرتها. وهو ما لاحظناه فعلًا مع توجه جوجل المستمر نحو استخدام خوارزميات وذكاء اصطناعي يعزز تجربتها في البحث وجعل المستخدم أقل اعتمادًا على زيارة مواقع خارجية.

من ناحية أخرى، يرى الكثير من الخبراء أن نموذج تحسين محركات البحث التقليدي أصبح متهالكًا بالفعل قبل زمن، تحديداً مع انتشار المحتوى التجاري بالتكرار والشمولية المفرطة والألفاظ المفتاحية المتعمدة والتي ترفع النتائج دون قيمة حقيقية للمستخدم. الآن، مع دخول الذكاء الاصطناعي، قد يتطلب الأمر من الناشرين ومنتجي المحتوى التركيز على محتوى نوعي غير قابل للتقليد—مثل مقالات الرأي والآراء الشخصية، والتقارير الصحفية الاستقصائية، والمحتوى المباشر، مثل البث الحي والتغطيات الخاصة والأحداث الجارية.

بالطبع، هذا لا يعني أن القصص انتهت كلها بالضرورة نهاية مأسوية، فالتحديث الجديد قد يفتح آفاقًا جديدة لمن يرغبون في الوصول إلى القراء بشكل أصيل. مازال هناك فرصة لبناء اتصال مباشر بين الكاتب والقارئ، اتصال مبني على مصداقية المحتوى وجودة عرضه أكثر من مجرد كثرة تكرار الكلمات المفتاحية.

ذو صلة

وهكذا، سوف يجد الكثير من أصحاب المواقع وأخصائيي التسويق أنفسهم مضطرين لإعادة النظر في أسلوبهم في جذب الجمهور والاعتماد بشكل أكبر على محتوى حقيقي، أصيل ويحقق قيمة مضافة للقارئ. باختصار، تحتاج المرحلة المقبلة إلى تخليص المواقع الرقمية من المحتوى المصطنع، ليحل محله المحتوى ذو المعنى الحقيقي، والمفيد للجمهور.

في النهاية، برغم ما قد يبدو بأنه نهاية غير متوقعة لتكتيكات الـSEO، قد يكون هذا فرصة سانحة للتحسين والتطور. ولكي تصل لجمهورك فعليًا وتستمر في تحقيق التأثير، عليك الابتكار والتركيز على تقديم محتوى يجيب فعلاً على ما يبحث عنه المستخدم بأصالة وصدق ويعطي قيمة حقيقية لمَن يقرأ. ربما يكون الذكاء الاصطناعي هو المدرّب الجديد الذي سيدفعنا للعودة إلى كتابة محتوى يعكس شخصيتنا كبشر، لا كروبوتات تنتج محتوى للاستهلاك السريع.

ذو صلة